الحراس، عاملو النظافة والصيانة، مقدمو الخدمة، المراسلون إذا كان لا يزال لهم وجود في زمن التقنية.. هؤلاء وكل من ينتمي للمنظمة هم زملاء عمل يجب أن تشملهم دائرة الاهتمام، نعم يشملهم النظام ولهم عقود وحقوق وواجبات ولكن الأمر غير المكتوب هو الاهتمام الإنساني، كيف نقدر جهودهم، ونعزز انتماءهم، ونتواصل معهم، ونشعرهم بأنهم شركاء وأعضاء في فريق العمل لهم دورهم المهم مثل غيرهم في كافة مستويات الهرم الوظيفي.
وزارة الموارد البشرية لم تغفل أهمية العاملين في قطاع الحراسة الأمنية، واعتمدت اشتراطات بيئة العمل لهذا القطاع، ووضعت دليلا إجرائيا للسلامة والصحة المهنية. الاشتراطات تضمنت ألا تزيد ساعات عمل حارس الأمن على خمس ساعات متواصلة دون فترة للراحة والصلاة والطعام لا تقل عن نصف ساعة للمرة الواحدة، كما تضمنت الاشتراطات مجموعة من التجهيزات المادية لتحسين بيئة العمل.
ذلك مثال لفئة من الفئات التي نتحدث عنها وحقها في توفير بيئة عمل إيجابية، ومع أهمية الظروف المادية، إلا أن هناك جوانب أكثر تأثيرا في تعزيز الانتماء والولاء والعطاء والرضا الوظيفي، وهي جوانب قد تكون غير مكتوبة في اللائحة الخاصة بهم، وهي الجوانب المعنوية وهي منبع المهارات الناعمة، ومنها مهارة الاتصال بفئة العاملين في القطاع الأمني والقطاعات الأخرى التي قد لا نقدر أهميتها ودورها إلا إذا فقدناها. صحيح أن المجتمعات والمنظمات تحاول تقدير بعض المهن وأصحابها من خلال الأيام العالمية مثل اليوم العالمي لعمال النظافة وغير ذلك من أيام ذات طابع إعلامي وتوعوي يذكر الناس بالجنود المجهولين، هذه الأيام التوعوية يجب أن تتحول إلى ممارسات مستمرة داخل المنظمات تعبر عن التقدير والاحترام لكافة زملاء العمل.
عزيزي المدير حاول أحيانا أن تقلب الهرم الوظيفي، تحدث مع العاملين، لا تتحدث عليهم (سولف معهم)، اسألهم عن احتياجاتهم، ادعهم للمناسبات، للحضور مع زملاء العمل، شاركهم أفراحهم وأتراحهم، اطلب رأيهم ومشورتهم في مجال عملهم، وربما يكون لهم رأي يخص المنظمة ككل، وقد تستمع إلى رأي أو اقتراح أو فكرة لم تخطر على البال.
هؤلاء زملاء عمل لهم آراء وطموحات، وقد يصل بعضهم إلى قمة الهرم الوظيفي بفكرته وخبرته وإبداعه وليس بشهاداته.




http://www.alriyadh.com/2065266]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]