تركز رؤية 2030 على تطوير المعلم من خلال دورات مميزة، وإطلاعه على كل جديد في المناهج وطرق التدريس، وإثرائه المعرفي بالعديد من الأنشطة وورش العمل التربوية، ومنحه فرص الابتعاث للحصول على الشهادات العليا في مجالات مميزة تخدم قطاع التعليم؛ لأن المعلم هو الركن الأهم في منظومة التعليم مهما بلغ مستوى تقدم التقنيات، وفي جميع مراحل التعليم ومجالاته..
المعلم عبدالله هو بطل مسلسل ثانوية النسيم؛ لكنه موجود في كل المدارس، هو نموذج للمعلم المؤمن بدور المعلم التربوي، المتمكن من التعامل مع الطلاب مهما حصل من بعضهم من أخطاء وممارسات غير مقبولة، معلم يمتلك مهارات ناعمة منها السيطرة على الغضب، والانصات، والتفاؤل والتمسك بالأمل في الوصول بالطلاب إلى الأهداف المنشودة المفيدة للفرد والمجتمع، معلم يلتزم بأهداف المدرسة ولا يتخلى عن الطلاب مهما كانت أخطاؤهم.
المعلم في كل مراحل التعليم يقوم بمسؤولية كبيرة تتطلب مجهودا عقليا وبدنيا وقدرة على التعامل مع فروق فردية وأنماط مختلفة من الشخصيات.
المعلم المتميز يجعل بيئة المدرسة بيئة جاذبة وعلاقتها بالبيت علاقة إيجابية، ويعزز روح الانتماء والولاء للمجتمع، الدور المطلوب من المعلم دور كبير وأهمية هذا الدور متفق عليها، هذا الدور وتلك الأهمية لمسؤوليات المعلم والرسالة التي يؤديها، تجعل من المهم دعم المعلم مهنيا ومعنويا وتقدير دوره على مستوى المجتمع وإبراز مكانته وتأثيره وتنمية قدراته وتطوير أدائه بشكل مستمر.
تزامنت مشاهدتي لذلك المسلسل مع اطلاعي على الهيكل التنظيمي الجديد لوزارة التعليم، وهو هيكل شامل ويواكب المتغيرات الحديثة التعليمية والتقنية والاقتصادية حيث اشتمل على وكالات وإدارات لأول مرة وهي تعكس التوجهات الجديدة ومنها: وكالة البحث والابتكار، المسؤولية المجتمعية، التعاون الدولي، مكتب تحقيق الرؤية، الإدارة العامة للاستثمار والتخصيص، الإدارة العامة للتحول الرقمي، الإدارة العامة للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ومركز بحوث سياسات التعليم، ومركز إحصاءات التعليم ودعم القرار. أمام هذا الهيكل الحديث المشتمل على قطاعات مختلفة ورد في ذهني بعض التساؤلات عن دور جهاز الوزارة، وهل يعكس الهيكل دور الوزارة الجديد الذي سيكون تنظيميا وتشريعيا وتقنيا حسبما أعلن معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان، وهل هناك تداخل مع هيئة تقويم التعليم والتدريب أو مع شركة تطوير التعليم القابضة، أو مع المركز الوطني للمناهج؟ كما تساءلت عن موقع المعلم في هذا الهيكل، لا بد أنه يتضمن ما يتعلق بإعداده وشؤونه وتطويره، هل هو تحت مظلة وكالة الموارد البشرية أو المركز الوطني للتطوير المهني والتعليمي، أم أصبح من مسؤوليات هيئة تقويم التعليم والتدريب أم شركة تطوير؟.
المعلم في أي موقع في الهيكل التنظيمي هو في سياسة وزارة التعليم وفي نظر المجتمع الركن الرئيس في منظومة التعليم، هو القائد والمعلم والقدوة للطلاب المساهم بعلمه وأخلاقه في بناء المجتمع. هو الجسر بين فكر الوزارة والميدان، ومن المهم أن يكون له دور مع المركز الوطني للمناهج في تطوير المناهج وتحديثها، خاصة أنها ستمر بمرحلة تطوير نوعية تجعلها - حسب مقولة لمعالي الوزير - ستكون أكثر تنوعية من كونها معرفية إلى مهارية وقيمية.
في موضوع المعلم الذي هو محور حديثنا في هذا المقال فإن رؤية 2030 تهدف إلى إعداد المعلم وتطويره المهني بما يتناسب مع متطلبات القرن 21 وما يحتاجه من تطوير مهارات، لمواكبة مجريات التطورات الفكرية والمعرفية والتكنولوجية والصناعية، ولهذا تركز الرؤية على تطوير المعلم من خلال دورات مميزة، وإطلاعه على كل جديد في المناهج وطرق التدريس، وإثرائه المعرفي بالعديد من الأنشطة وورش العمل التربوية، ومنحه فرص الابتعاث للحصول على الشهادات العليا في مجالات مميزة تخدم قطاع التعليم.
المعلم هو الركن الأهم في منظومة التعليم مهما بلغ مستوى تقدم التقنيات، وفي جميع مراحل التعليم ومجالاته.




http://www.alriyadh.com/2065423]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]