فن التسعير يُعد عنصرًا أساسيًا لنجاح أي مشروع رقمي أو تقليدي، والذي يؤثر بشكل مباشر على الطلب على المنتجات أو الخدمات، وكذلك على الإيرادات والأرباح، فهو ليس مجرد عملية حسابية بسيطة تقوم على قياس تكاليف الإنتاج ثم إضافة هامش ربح، بل هو علم وفن يتطلب تحليلًا دقيقًا للسوق وفهمًا عميقًا لعلم النفس الاستهلاكي والاستراتيجيات التنافسية، مع اعتماد كبير على علم الاقتصاد لتحديد السعر المناسب ووضع الخصومات، كما أنه العنصر الوحيد من المزيج التسويقي الذي يمثل الإيرادات بينما تُمثل العناصر الأخرى تكاليف على المنظمة، إضافة إلى حساسيته العالية نظرًا لأنه يُحدد من خلاله كيف سيتحقق الربح، أيضا للسعر عدة مرادفات مثل الثمن والأجرة والعمولة والفائدة والتكلفة والرسم والتعرفة وغيرها.
وللتسعير دور حيوي كأداة فاعلة للتنافس وفي تحديد موقع المنتج أو الخدمة في السوق، كما أنه يُوحي بمستوى الجودة وبإمكانه أيضا جذب فئة معينة من المستهلكين والتأثير على قرارات الشراء لديهم، لذلك ينبغي أن تعكس الأسعار قيمة المنتج أو الخدمة المُقدمة من وجهة نظرهم؛ مع الانتباه إلى أن السعر الأعلى قد يُسبب عدم اقتناع المستهلك بالمنفعة التي حصل عليها مقارنة بالسعر الذي دفعه وبالتالي يعزف عن شرائها، من جهة أخرى قد يحرم السعر القليل من ربح كبير مُحقق.
وتُحدد قيمة المنتج أو الخدمة بمقدار المنفعة التي يحققها للمستهلك، فكلما زادت المنفعة التي يحصل عليها المستهلك زادت قيمة المنتج أو الخدمة وأصبح من المُمكن زيادة السعر، فالمستهلك ينظر إلى السعر ليس فقط كثمن للمنتج أو الخدمة ذاتها، بل يُضيف إليه قيمة الجهد الحركي والنفسي والوقت الذي سيُبذل مقابل الحصول عليها.
وللتسعير عدة سياسات يمكن استخدام أحدها أو مجموعة منها، كأن يكون السعر مماثلًا أو بأسعار ترويجية أقل من المنافسين وذلك بهدف التركيز على زيادة المبيعات، أو أن يُحدد السعر بأعلى من المنافسين للتميز عنهم مع تقديم خدمات إضافية أو مواصفات أفضل، أو باستراتيجية التسعير الديناميكي بحيث تتغير الأسعار استجابةً للعرض والطلب في السوق.
كما تستخدم أيضا استراتيجية التوجيه نحو حجم معين كما هو عند تقديم منتج أو خدمة بفئات مختلفة وأحجام متباينة ولكن بأسعار متقاربة بهدف توجيه المستهلك نحو اختيار الحجم الأكبر كما هو في طريقة تسعير المشروبات والفشار في دور السينما، أيضا من السياسات التسعيرية الأخرى التي تساهم في الترويج هو استخدام الأنواع المختلفة من الخصومات، كذلك قد تستخدم المنظمة سياسة الأعداد الفردية أو التسعير النفسي، التي تُعطي انطباعًا بأن السعر منخفض، كعرض منتج مثلا بسعر 9,999 ريال بدلًا من 10,000، حيث يُوحي هذا الرقم بأن السعر لا يزال في نطاق التسعة آلاف ريال.




http://www.alriyadh.com/2066098]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]