بإمكان أي نادٍ أن يكون حديث الرياضة في العالم.. إما بتحقيق إنجازات كبيرة لافتة.. أو بشيء خارج عن المألوف يفعله.. كأن يخسر بنتيجة قياسية تتناقلها الأخبار أو بعمل غير منطقي كالاعتداء الجماعي على حكم أو ما شابه ذلك.. أيضاً يكون بإمكان هذا النادي أن يكون حديثا متداولا إذا ما تعاقد مع اسم كبير كما في كرة القدم ولعل التاريخ لن يغفل أن هناك ناديا أميركياً اسمه نيويورك كوزموس كان في منتصف السبعينيات الميلادية حديث العالم ليس إلا أنه تعاقد مع أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه والأخير في مراحله الكروية الأخيرة.. قفز اسم كوزموس وتناقلت أخباره في كل الأصقاع.. ليس إلا أن بيليه يشاركهم، لكن بعد عامين غادر بيليه ومعه غادر الصيت عن كوزموس وعاد فريقا أميركيًا متواضعا، يعيش على صيت بأن «بيليه كان هنا»!
والسؤال المطروح هل يعتبر التعاقد مع الأساطير إنجازا؟! نستطيع أن نقول نعم من الناحية التسويقية والإعلامية وما يخص التأثير على النشء ناهيك عن السمعة.. لكن فيما يذهب إلى البطولات والأفضليات في حساباتها تذهب إلى ما ينتج من الملعب.. فليس بمقدور ميامي الأميركي ولا النصر السعودي أن يقولا إنهما قد بلغا المجد لأن في صفوفهما النجمين الأفضل خلال الألفية الميلادية الجديدة.. وليس بمقدورهما أن يتجاوزا الأعراف والمنطق بالمطالبة بأفضليات لم يستطيعا إحضارها من ملعب المنافسة.. كأن يطالب أحدهما نظير الصيت الكبير الذي هو عليه أن يكون متأهلا مباشرا لكل استحقاق عالمي أو حتى أن تبلغ السذاجة بتداول فكرة الانتقال لمشاركة أفضل فرق أوروبا منافساتها!
قد يرى غيرنا أن ما ذكرناه في إشكالية «الصيت المفاجئ» مبالغة لأن هناك منطقا وحدودا.. لكن هي الحقيقة التي يتم تداولها الآن.. مع اعترافنا بالصيت ولا أدل من أن دعوة فريق إنتر ميامي للمشاركة في دورة ودية ثلاثية في الرياض آخر الشهر الماضي قد بُني على أساس أن أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ميسي معهم وليس أكثر من ذلك وهو مشابه تماما لدعوة الصينيين للنصر السعودي عطفا على الاعتبارات الفنية والتسويقية التي يفرضها رونالدو.. هنا نقول إن الصيت حاضر وله ثمن.. ولنا أن نقارن دعوة فرق مثل ريال مدريد وليفربول وبرشلونة ومن يشبهها تفوقا ورقيا كرويا مستمرا.. هنا تبنى الدعوة على اسم الفريق وإنجازاته وبأي أسماء يحضر.. لكن في حسابات النصر وميامي الأمر مختلف لأنه مرتبط بالكبيرين رونالدو وميسي فقط!
المهم في القول إن ليس بمقدور ميامي أن يقول إنه كبير الكونكاكاف لأن ميسي معه والأمر ينطبق على النصر آسيويا برونالدو.. لأن الأفضليات تقيّم بالإنجازات.. لا بالصيت المؤقت وفق ظاهرة التفخيم التي انتشرت لدينا بشكل كبير بحيث لم تكن محددة في فريق واحد مما أفضى إلى انخفاض معايير التقييم والاحتفاء فى مجتمع إعلامي محلي لم يكن قد بلغ بعد سن الرشد الرياضي نقدا وتقييما، حيث لا تزال تشيع فيه الأمية الإعلامية المرتبطة بالتقييم الرياضي، ويسهل فيه الاختلاق والتظاهر بغير الحقيقة!




http://www.alriyadh.com/2066321]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]