يبدو أن الأمور باتت خارج المعتاد لدى رابطة دوري المحترفين المسؤولة عن إدارة المؤتمرات الصحفية التي تعقد بعد نهاية مباريات دوري روشن السعودي، فما نسمعه من ردود أفعال المدربين وانفعالاتهم أثناء المؤتمر وخروجهم عن الأمور الفنية المتعلقة بالمباراة يؤكد أن الأمور باتت مفتوحة رغم أن الحديث عن المباراة وتفاصيلها مهم للمتابع ولا بأس بقليل من الخروج عن النص.
أتذكر أن مدير المؤتمر كان يشدد دائما على ضرورة أن تكون أسئلة الإعلاميين حول المباراة وتفاصيلها الفنية وعدم التطرق لأي أمور أخرى خارج المباراة، ولكن يبدو أن الإثارة في الخروج عن النص جعل الباب مفتوحا للجميع للحديث عما هو أبعد من ذلك كون الإثارة مطلب المتابعين.
بصراحة أطالب إن يكون الحديث عن المباراة والجوانب الفنية وأخطاء المدربين وقراءاتهم للمباريات وبحكم خبرتي المتواضعة في ذلك عندما كنت مراسلا في صحيفة الرياض ومواقفي مع عدد من المدربين كنت أرى المتعة في حرصي على كشف بعض التقصير في الجوانب الفنية لدى المدربين.
وأتذكر أن أحد مدربي الاتحاد "دون تسمية اسمه" قال من تكون لكي تقيمني وتقيم عملي؟، وفي مؤتمر آخر أراد إيقاف أسئلتي المستمرة ليقول "ما في غيرك ليسأل" علما بأن كل أسئلتي كان تتعلق بالمباراة وتعامل المدرب مع تفاصيلها الفنية وكنت أستمتع حقيقة أثناء المباراة بتدوين ملاحظاتي الخاصة قبل التوجه لقاعة المؤتمرات.
اليوم تحولت قاعات المؤتمرات للحديث عن جوانب خارج إطار المباراة، ورغم أن الإعلامي يبحث عن الخبر والخبر المثير دوما إلا أن هناك تفاصيل في الملعب تستحق أن تأخذ الاهتمام الإعلامي فالجمهور الخاسر تحديدا يبحث عن مبررات الخسارة من الناحية الفنية أو جوانب أخرى مخفية.
فمثلا حديث مدرب الوحدة دينيس عن تراجع مستويات فريقه بررها بعدم قيام إدارة ناديه بصرف رواتب لاعبيه وتأخرها لأكثر من ثلاثة أشهر فكانت النتيجة سلبية على اللاعبين ونفسياتهم وانعكس ذلك على سوء الأداء قد يكون سببا مقبولا لدى أنصار الوحدة.
ولكن الغريب هو تصريح مدرب ضمك كونترا عن مطالبة لوزارة الرياضة بالتكفل بطائرة خاصة لتنقلات فريقه في ظل زحمة المباريات وهو طلب غريب وخارج اختصاصه كمدرب للفريق وهو ما استغربت أن يمر مرور الكرام من إدارة المؤتمر.
أيضا حديث مدرب الاتحاد غاياردو عن رفض اتحاد الكرة الغريب لمطالب ناديه عن مشاركة لاعبي المنتخب الأولمبي في دربي جدة يوكد أن قاعة المؤتمرات متنفس للمدربين للبوح عما يدور بداخلهم والكشف عن استيائهم من بعض الأمور التي تزعجهم.
بصراحة لا أتمنى أن يخرج المدربون عن الإطار الفني ويكون جل تركيزهم على العمل الفني فلربما استمرار هذه الظاهرة يجعل الأذكياء من المدربين قادرين على إخفاء عيوبهم ولن يصدق الزملاء الإعلاميين خبرا إذا ما كانت هناك معلومة مثيرة في المؤتمر سترفع من نسبة المشاهدة للصحيفة.
ظاهرة الإثارة مطلوبة، ولكن يبدو أن حكام المباريات سيدفعون ثمنها لأن أغلب الحديث بات يدور في المؤتمرات الصحفية حول أخطائهم وهفواتهم والضرر الذي يلحق الأندية ومدربيها منها، وكان الله في عون مدير المؤتمر الصحفي.




http://www.alriyadh.com/2068157]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]