رحلة المملكة نحو المستقبل قصة عظيمة كُتبت بمداد من فخر، وسُطّرت صفحاتها في سِجلّ التاريخ الناصع، الذي يزهو بتوثيقه لأعظم حركة تجديدية وإصلاحية في العصر الحديث.
اليوم نحتفي بمرور ذكرى بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.. سبعٌ يانعاتٌ شهدت انطلاقتنا الأكثر إشراقًا مع رؤية المملكة 2030، فكانت خارطة الطريق التي عززت -كما خُطّط لها- نقاط قوتنا التي وهبنا الله إياها، والمتمثلة في: موقعنا الإستراتيجي وقوتنا الاستثمارية، ومركزنا في العالمين العربي والإسلامي.
ويفخر السعوديون جميعهم بقيادتهم الفذة التي قطعت وعداً بتحقيق رفاه ورخاء وطنها وأبنائها، فحققت ما وعدت به وكانت ملتزمة تمامًا بتحقيق طموحاتهم وتعظيم إمكاناتهم.
قوّة المملكة ليس في مذخوراتها من كنوز وذهب أسود وحقول غاز وغيرها رغم أهميتها؛ وإنما مكمن القوة الأبرز، والملمح الأنصع هو قيادتها المذهلة، وبما تملك من رؤية عميقة واستبصار تستصحب معها مضامين عظيمة وأفكار مذهلة ورؤى استشرافية عميقة تؤمن بالمستقبل وتحتفي بالعقل المُنجِز الخلّاق الذي لا يركن للدِّعة والراحة والتقاعس؛ إذ لا مكان لهذه اللفظة القاتمة المُحبِطة في قاموس هذه القيادة التي جعلت من النجاح والإبداع والابتكار والإنجاز حلقات متصلة لا يفصم عراها ولا يطالها تبدّل أو تغيُّر أو ضمور.
وحين نقرأ مسيرة هذا التغيير العظيم والتجديد في كل مناحي حياتنا؛ فإن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يشمخ بحضوره القوي وكلمة السّر المتمثّلة في رؤية المملكة 2030 التي كان له فيها القيادة وقدح شرارتها لتكون مشعل التغيير والتجديد التاريخي الذي نعيش زهو تحقّقه. هذه الرؤية التي ارتكزت على بُعْد «الزمن/الوقت»، باعتباره مُرتكَز الرؤية، فرأينا كيف أنّ تزمين الرؤية على مراحل وفق أهداف ومرتكزات هو الأساس الراسخ والعميق الذي أثمر هذا المشهد الحضاري والتاريخي لبلادنا. كان الوقت -وما زال- أحد أهمّ الأسس العميقة للتقدم الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي الذي ننعم بفيئه وخيراته.
تأتي ذكرى هذه البيعة، وشعورنا بالثقة والأمان يزداد، وحالة الاطمئنان تدعو للعيش في حالة من التسامي الروحي والبهجة، وامتنان كبير تجاه قيادتنا أن جعلت المستقبل المشرق والثقة بالغد قوت حياتنا ومصدر إلهامنا ورسوخ طمأنينتنا.
حالة من التصالح مع واقعنا الوسطي الجميل الذي يرسّخ قيمة الحوار الواعي والحضاري المنبثق من قيمنا وتعاليم ديننا السمحة، نابذين جميعاً ما يعكّر صفو السكينة في هذا الوطن، من محاولة الإقصاء أو الفكر الدوغمائي الذي يُسيّج العقول ويعزلها عن التفاعل مع الآخر؛ وتصالحنا هو سلوك لا شك منبثق من فَهْم متبصّر للحياة المتوازنة التي لا غُلوّ فيها ولا تشدُّد يرفدها وعي مجتمعي يجعلنا جميعاً مؤهلين لمجابهة أي تحديات يفرضها واقعنا الإقليمي والعالمي بما تشكله من واقع معقّد في ظلّ فوضى عالمية متعددة الأسباب.
وتظل الرؤية 2030 قصة نجاح ملهمة وعظيمة؛ وقودها فكر إبداعي خلّاق، وقائد حصيف يملك أفقاً ثقافياً وفكرياً واسعاً ومتراحباً، استطاع أن يرسم لنا خارطة رغد ورفاه لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا.




http://www.alriyadh.com/2068823]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]