تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن عمل الخير جزء لا يتجزأ من الحياة.. تلك هي المبادئ التي نشأنا عليها في بلد قادته من يتولى ذلك ويفتخر به.. حملة دعم الجزائر مالياً وريال فلسطين في وقت لم يكن هناك ما يسد الرمق أولاً.. وما تلاها من فضائل خيرية حالية كبيرة تكسر كل الأرقام في البذل والخير بإنسانية خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والشعب العظيم في كل احتياج محلي ودولي.
تراءت لي هذه التوطئة أعلاه وأنا بين جنبات مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية لأستعيد بعض من عظمة هذه البلاد وسط إيمان تام بأن مفهوم الإنسانية موجود منذ الوجود الإنساني على هذه الأرض، كما حثت عليه الشرائع الإلهية، وكما تحث عليها النفس البشرية الأمارة بالخير.. وليس هذا المعقل الذي يحمل اسم أحد أهم رواد الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز غفر الله له ولوالديه.. إلا تعبيراً عن الفعل السعودي الرائد عبر تاريخ في العمل الإنساني طويل والحافل بالعديد من الإنجازات.
الخير من حولنا في هذه البلاد.. فحين يلتقي حب الخير للبشر عموماً والإحساس بآلامهم وبذل المستطاع لخدمتهم.. مع تعميم ذلك وجعله أكثر يسراً من خلال الإعلام فإن الفائدة ستكون أفضل وأعم.. وبقدر ما يعترف للإعلام الحديث بفضله في تطور العمل الإنساني اللافت بإخراجه من فضاء الأزمة المحدود إلى أضواء العالمية، تبرز الحاجة مع تزايد هذه المؤسسات ذات الرسالة الإنسانية لتظهر حاجتها الحقيقية إلى مساندةٍ فاعلة من قِبَلِ الوسائل الإعلاميةِ المختلفة، لإيصالِ الرسالة إلى أكبر شريحةٍ من الجمهور في مختلف أنحاء العالم، بغرض زيادة التفاعل الإيجابيِّ، وحشد الدعم، وتغطية ما تقوم به هذه المؤسسات من أنشطة وخدمات، وكذلك إيصال الأخبار حول المستحقين وأماكنهم، خصوصاً ونحن نشهد ثورةً في وسائل الإعلام الرقمي المختلفة من قِبَل مُختَلَفِ الفئات العمرية.
هنا وجبت الدعوة إلى خلق شراكة حقيقية بين الإعلام والعمل الإنساني وتوفير محضن لتلاقي الأفكار وتكامل الرؤى بين القادة والمتخصصين في وسائل الإعلام بتنوعها والمنظمات الإنسانية بما يخدم أهدافهما، فلا يستغني أحدهما عن الآخر.. إذا ما كان هذا الإعلام قادراً على فهم الطبيعة الخاصة بالعمل الإنساني وامتلاك الشفافية والنزاهة والموضوعية في تغطية الأنشطة الإنسانية وإبقاء قنوات الاتصال الفعّال مفتوحة مع المؤسسات الإنسانية، إضافة إلى المساهمة في تدريب كوادر إعلامية تعمل على تأسيس أقسام إعلامية مميزة داخل المؤسسات الإنسانية.. هذا يدفعنا أيضاً لدعوة المؤسسات الإنسانية لتطوير منصاتها الإعلامية، وضرورة الوجود القوي عبر جميع قنوات الإعلام.
المهم جداً ضرورة وجود وثيقة شراكة بين الإعلام والعمل الإنساني كأساس لمنهجية عمل مستقبلية ولابد أن تكون تكاملية، خاصة أن الإنسان هو محور عمل القطاعين.. تكون علاقة استراتيجية مستمرة، وليست علاقة مؤقتة، وأن تقود وسائل الإعلام الحملات الإنسانية وتسهم فيها وفي نجاحها وتحقيق أهدافها في إيصال الدعم إلى مستحقيه وجدير أن لا يقحم الإعلام المؤسسات الإنسانية بالصراعات والاختلافات.. والأهم أن لا يتجاوز هذا الإعلام ليشكل انتهاكاً لخصوصية الأشخاص.. والأسوأ الشائعات والدعاية المغرضة وخلط الإنساني بالسياسي.




http://www.alriyadh.com/2068923]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]