لطالما اعتبرت في كل مقالاتي التي أكتبها، أن أي موضوع يتعلق بالملف الثقافي هو موضوع فوق المتعة مهم وضروري جدا، لأننا نعي جيدا أن الثقافة هي عنوان كل حضارة وقواعد بناء لكل مستقبل، وهي منصات إطلاق الإنجازات في الحاضر اليوم، وهذه الأهمية ليست من منطلق فردي، بل هي أهمية عظم شأنها على مستوى الدولة السعودية، ومن أسس نجاح رؤية المملكة 2030، وبالتالي فإن الملف الثقافي في المملكة العربية السعودية يحظى باهتمام كبير جدا من لدن قيادتنا الرشيدة، وأكبر دليل على ذلك هو إعادة الهيكلة التنظيمية لوزارة الثقافة والهيئات والمؤسسات التابعة لها، والأبرز هو تولي حقيبتها وزير سعودي متقن متمكن لثقافته السعودية والعربية، صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، رئيس مجلس أمناء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.
سمو الوزير بدر بن عبدالله أعلن عن إطلاق برنامج شهر اللغة العربية في جمهورية الصين الشعبية، هذه الفعالية التي ينظمها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية المدة من 28 مارس حتى 26 إبريل 2024م، وهو عبارة عن برنامج علمي مكوّن من عدة برامج وأنشطة علمية ستقام مع عدة جهات تعليمية لتطوير مناهج تعليم اللغة العربية، وتحسين أداء معلميها، وتعزيز وجودها، كذلك سوف يشمل البرنامج على عدة فعاليات من زيارات ولقاءات مع المؤسسات التعليمية الصينية، وكل هذه تعتمد أساسا على فكرة تعزيز ما تقوم به مسبقا المؤسسات الصينية في برامجها الأكاديمية التي في اللغة العربية، وهذه خطوة مهمة جدا سيكون لها نتائج كبيرة جدا في طبيعة العلاقة مع العملاق الآسيوي الصيني، إضافة إلى ما ستفتحه من بوابات ليس فقط للمملكة وإنما لكل منظومة الدول العربية المتعاملة مع الصين أساسا.
الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، أكد في تصريح له أن استراتيجية المجمع بتوجيهات من سمو رئيس مجلس الأمناء، تعمل على نشر اللغة العربية إقليميا ودوليا، مما ينعكس إيجابيا على تبيان جهود المملكة وإنجازاتها ومشاريعها المستقبلية الهادفة الى المزيد من الرخاء والازدهار في الإقليم واسيا والعالم كله، وهذا يلزمه توضيح الجهود العظمية التي تقوم بها المملكة في خدمة اللغة العربية وإحياء علومها في العالم كله، من خلال تدريب المعلمين ورفع الكفاءات التدريسية والتقدم المستمر في نتائج تعليم اللغة العربية سواء للناطقين بها أو المتعلمين الجدد.
وعلى هذا الهامش سيعقد المجمع بالتعاون والتنسيق مع جامعة بكين للغات والثقافة، مسابقة علمية مصاحبة تستهدف متعلمي اللغة العربية، وتنقسم إلى ثلاثة محاور: محور الإلقاء، ومحور السرد القصصي، ومحور الخط العربي؛ وذلك للتكامل مع أهم إصدارات المجمع المعنية بهذا المجال، ونشر استخدام المتعلمين لها، ولا بد الإشارة أن هذا البرنامج ضمن مشاريع ينفذها المجمع في دول أخرى غير الصين، كالهند والبرازيل وأوزبكستان وإندونيسيا، ويستمر المجمع في تقديم هذا البرنامج؛ في سياق عمله اللغوي والثقافي على المستوى الدولي.
حقيقة مجهودات كبيرة وعظيمة تقوم بها وزارة الثقافة، وسمو الأمير وفريق العمل معه في الوزارة والمجمع والهيئات التابعة، وأعيد وأكرر أن ملف الثقافة بمثابة الأوكسجين الذي يغذي روح الطموح في كافة المجالات الأخرى، اقتصاديا واستثماريا مجتمعيا سياسيا أمنيا، لأن الثقافة هي المعزز الرئيس والأول لكل جهود تبذل أو ستذبل لضمان الاستقرار وديمومة المنجزات وتحقيق الأهداف، وبالتالي فإن ملف الثقافة وبكونها سعودية عربية، ستعود بالنفع على كل الدول العربية وليس المملكة فقط.
وللحديث بقية.




http://www.alriyadh.com/2069050]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]