النهج المتوارث للقيم يلعب دوراً حيوياً في تشكيل الهويّة الثقافية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات، فهو يسهم في نقل التراث الثقافي والتاريخي من جيل إلى جيل، كما يعزز الانتماء والتماسك الاجتماعي، وذلك من خلال تعزيز القيم المشتركة وتعزيز الثقة والتعاون، وبناء مجتمعات أكثر استقراراً وتطوراً.
وهذا ما دأبت عليه قيادة هذه البلاد منذ تأسيسها قبل ما يربو على ثلاثة قرون؛ إذ بات ذلك النهج المتوارث للقيم المحرّك الرئيس للمبادئ والمعتقدات والسلوكيات التي جرى توريثها من جيل إلى آخر كقيم الاحترام والتسامح والعدالة والاحتفاء بالعلماء والمفكرين والمواطنين الذين هم لحمة وسداة هذا الوطن العظيم الذي شرّفه الله بأن جعله مقرّاً لرسالته ومهوىً لأفئدة العالم وقبلته الروحية.
كل تلك القيم الراسخة خلقت لنا نسيجاً مجتمعيّاً متواشجاً عزّز الانتماء والهوية والثقة بين الحاكم والمحكوم في إطار من العدل والاحترام وضمان الحقوق والعيش الكريم؛ وبالتالي ساهمت تلك القيم في بناء مجتمع قوي ومستقر وآمن بفضل الله ثم بحنكة قيادته.
من هنا فإن ما شاهده العالم من مباهج واحتفاء بمظاهر العيد السعيد، وحالة التماهي وتمظهر قيمة التلاحم بين قيادة الوطن والمواطنين بكافة أطيافهم المختلفة من علماء ومفكرين ومثقفين ومختلف التخصصات والحقول؛ كل هذه المناظر تجلّى طيف منها في استقبال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لأصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والمعالي وكبار المسؤولين الذين قدّموا التهنئة لسموه بـعيد الفطر المبارك؛ إذ يأتي هذا الاستقبال للمهنئين بعيد الفطر المبارك في مكة المكرمة؛ امتداداً لما رسخه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيّده الله- من نهج متوارث في اللقاء بالمهنئين بمختلف الأعياد والمناسبات.
ليس هذا فحسْب؛ وإنما جسّد اللقاء قوة التلاحم والوفاء بين القيادة والشعب، وعكس -بصدقٍ وعفويةٍ ونبل مشاعر- مدى الاهتمام والعناية من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بلقاء العلماء والمشايخ والمعالي وكبار المسؤولين.
إن احتفاء القيادة الرشيدة بالعلماء والمشايخ وكبار المسؤولين في الأعياد والمناسبات وسيلة تواصل عريقة رسخها قادة هذه البلاد منذ تأسيسها، وما نراه يتكرر بشكل سنوي في مثل هذه المناسبات وغيرها؛ ما هو إلا امتداد لهذا النهج الأصيل من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين اللذين وضعا المواطن السعودي في قلب اهتمامهما، عادّينه جوهر هذه العلاقة التكاملية بين القائد وشعبه، واستشعاراً بقيمة هذا التواشج العميق.




http://www.alriyadh.com/2069567]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]