كل عام وأنتم بخير، وعيدكم مبارك، وكل عام وقيادتنا الحكيمة في خير ورخاء، وكل عام ونحن ننعم في ظل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله.- في توقيت متميز من العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك دشنت وزارة الداخلية مبادرة اجتماعية بالدرجة الأولى عنوانها (تخفيض المخالفات المرورية) وهدفها الأول تعزيز السلامة المروية، أما هدفها الأعمق فهو تعزيز السلامة الاجتماعية وحفظ الأمن النفسي والاجتماعي للمواطنين. حيث أعلنت الوزارة أنه سيتم تخفيض سداد المخالفات المروية المتراكمة على مرتكبيها بنسبة 50 ٪، ويشمل التخفيض جميع المخالفات المرتكبة قبل تاريخ 9 شوال 1445.
المبادرة استبعدت الفئات الخطرة على المجتمع كالقيادة تحت تأثير المخدر والمفحطين وتجاوز السرعات لفئتين محددة، وهذا انعكاس لرصانة أنظمة وزارة الداخلية التي تحمي حياة المواطنين وتراعي ظروفهم في اتساق أمني منقطع النظير في الإقليم، فالتخفيف من الأعباء على المواطنين وتراكم المخالفات يتطلب بالمقابل وعياً عالياً من المجتمع والتزام بالأنظمة المرورية، وأن يكون هذا العيد المبارك نقطة تحول وبدون مخالفات بمشيئة الله، فلا أجد أن هناك حافزاً أكبر من هذا للالتزام والانضباط وحفظ الأنفس.
حينما أعلن سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عن مبادرة السعودية الخضراء، والذي أشار لعزم المملكة على وضع خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة التغيير المناخي، فإن أمن الطرقات هو أمن الحياة، ولا يمكن تصور أي سيناريو للحفاظ على البيئة بمعزل عن المرور والحركة المرورية، بل هي من صلب جودة الحياة، ومؤشر مهم في قياس الريادة والتنمية. ولعلنا نشهد في الأيام المقبلة المزيد من المبادرات الداعمة للحركة المرورية والمزيد من الحوافز لتقليل الانبعاثات الضارة والملوثات، 93 ٪ من المجتمع يرون أن جهود بناء المستقبل المستدام لا تقتصر على المؤسسات، بل يمكن للأفراد المساهمة في ذلك، 82 ٪ موافقون على أن نتائج الحفاظ على البيئة بدأت تظهر للعيان، جاءت هذه الأرقام في استطلاع عام عن يوم مبادرة السعودية الخضراء أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام، واستوقفني أن الناس لديهم بالفعل الوعي اللازم للفعل الاجتماعي الواعي والمنضبط.
أخيراً، إن استدامة الأمن هي السر الحقيقي لاستدامة البيئة بل الغطاء الحافظ لمكونات المجتمع واستقراره، وقد شاهدنا -ولله الحمد- الجهود المتكاملة لوزارة الداخلية في الشهر الفضيل، وكيف عاش ضيوفنا في يسر وطمأنينة، حيث شهد الحرمان الشريفان أكبر عدد من المعتمرين، فوصل إلى 13 مليوناً و550 ألف معتمر كما صرح وزير الحج توفيق الربيعة، وكيف تم تسخير التقنية لأمن وسلامة المعتمرين، كل هذا غيض من فيض لبواسل هذا الوطن وجنوده المخلصين، حفظهم الله جميعاً، وحفظ لنا قيادتنا العظيمة التي لا تدخر أي جهة لجعل حياة الناس أسهل وأجمل وأكثر روعة وطمأنينة، نحمد الله حمداً كثيراً لا ينتهي،، ودمتم سالمين.




http://www.alriyadh.com/2069584]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]