من أهم مميزات الباحث عن الحقيقة الالتزام بالموضوعية وعدم الانطلاق في البحث من قناعات مسبقة. هذا الباحث حين يتحدث عن العلاقات الأسرية والاجتماعية على سبيل المثال لا يقسم الموضوع إلى فريقين، رجل وامرأة، آباء وأبناء، ثم يتبنى الباحث موقف طرف ضد طرف آخر كقضية الرجل ضد المرأة أو المرأة ضد الرجل، فإن فعل ذلك فهي قضية غير منطقية وغير واقعية وغير علمية. الباحث في مثل هذه الشؤون الاجتماعية لا يقرر شيطنة المرأة أو شيطنة الرجل ثم يبحث عن حالات تؤيد هذا الاتجاه أو ذاك! لو فعل ذلك فهو باحث لا ينشد الحقيقة بل يصدر الأحكام القاطعة ويفرضها على المجتمع عبر مقالات أو كتب أو مسلسلات أو تغريدات. الباحث عن الحقيقة يميز بين الرأي والمعلومة.
الباحث في موضوع التطورات التنموية في الدول المختلفة لن يعتمد على الإشاعات والشعارات السياسية وما تفرزه التحالفات السياسية، سيعتمد على الحقائق والأرقام وجودة الحياة على أرض الواقع، سيعيش هذا الواقع عن قرب، سيتعرف على الإنسان، والأنظمة والمشاريع التنموية والبرامج الإنسانية، سيقيم واقع الحياة بالمعايير الإنسانية والعلمية والاقتصادية، لن يخضع للحروب الإعلامية وسيقطع علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي. الموضوعية تقتضي تجنب الانحياز والتسرع في إصدار الآراء والأحكام والنتائج دون أدلة ومعلومات موثوقة.
في هذا الزمن الذي يتصف بالسرعة في كل شيء، ليس من الموضوعية أن تشمل هذه السرعة موضوع الدراسات والبحوث واصدار الآراء، وليس من المنطق إصدار هذه الآراء أو الانطباعات عن فرد أو منظمة أو مجتمع استنادا على مواقف فردية. الباحث عن الحقيقة باحث محايد غير متسرع، لا يقفز إلى النتائج والحلول إلا بعد جهود ودراسات لأن الهدف ليس السرعة وليس إصدار أحكام أو اتهامات وإنما البحث عن الحقيقة دون تأثيرات شخصية أو انطباعات مسبقة مصدرها التحيز.
أعان الله الباحث عن الحقيقة في عالم السياسة، كيف سيصل إلى فهم سياسة أميركا وإسرائيل وإيران في المنطقة العربية؟ هل سيطارد التصريحات ويعتمد عليها في الوصول إلى نتائج أم يعتمد على ما يجري على أرض الواقع؟ وهل تجمعهم أهداف مشتركة؟
من حق الباحث عن الحقيقة طرح الأسئلة.




http://www.alriyadh.com/2070258]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]