يزخر وطننا الغالي بمزيج غني يجمع بين عراقة التاريخ وحضارة العصر وتنوع الطبيعة الخلابة، الذي ينعكس على شخصيتنا السعودية المميزة التي نفخر من خلالها بهويتها الإسلامية العربية الأصيلة المضيافة وبقيمها الإنسانية المتجذرة وبنزعتها الإيجابية نحو الخير والتسامح والاحترام المتبادل وفي المبادرة على التعاون البنّاء مع جميع شعوب العالم بمختلف أجناسهم وألوانهم ودياناتهم.
هذه الشخصية السعودية الخلاقة والفريدة برزت للعالم مع حرص القيادة على استضافة المملكة للعديد من المؤتمرات والمحافل والمعارض والفعاليات الدولية الكبرى التي عكست الكفاءة العالية في التنظيم وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، كما برزت مع حرص قادتنا ومسؤولينا على إظهار الهوية السعودية في الملبس واللغة والسلوك كما في ترحيب سمو ولي العهد لضيوفه بكلمة "يالله حيه" وفي ارتداء "البشت" بمختلف المناسبات، الذي يجسد اعتزازنا بالهوية السعودية العربية العريقة وانتمائنا لها، إضافة إلى تواضعهم الملحوظ في التعامل مع المواطنين والمقيمين والزوار، واهتمامهم بالجلوس معهم وحل مشاكلهم.
كما نشأت الشخصية السعودية من خلال جوانب متعددة أثرت في تكوينها، من ضمنها مكانة السعودية كمهد للدعوة الإسلامية ومنبع للتعاليم السمحة التي تتميز بالوسطية والاعتدال، إضافة إلى الإرث الغني في المواقع الأثرية والحضارات العريقة التي نشأت على أرض المملكة الذي ينعكس على البعد التاريخي والثقافي الواسع للشخصية السعودية، أيضاً الاهتمام بمختلف العلوم ومنها علم الفضاء والإنجازات التي شهدتها المملكة في صعود السعوديين للفضاء والسبق في ذلك كأول رائد فضاء عربي مسلم، مما يؤكد كفاءة الشخصية السعودية بمختلف المجالات العلمية والنظرية، إضافة الى ما تشهده جامعات المملكة التي تحتل مراتب متقدمة في التصنيفات الدولية الذي يبرز السعي الدؤوب للعلم والمعرفة لدى الشخصية السعودية والرغبة في التطور والارتقاء، أيضاً الجودة العالية للمنتجات والخدمات والتطور التقني والعمراني والصناعي الذي يُظهر قدرة الشباب السعودي وإبداعاتهم.
كما أن التنوع الطبيعي الفريد للمملكة، من جبال شاهقة إلى صحارٍ واسعة وشواطئ خلابة، ينعكس على الشخصية السعودية المحبة للمغامرة والترحال والطبيعة، أيضاً ما تنعم به المملكة بمستوى عالٍ من الأمن والأمان يُعزز صورة الشخصية السعودية كمواطن واعٍ وفطن غيور على وطنه يحرص على أمنه وسلامته واستقراره، بالإضافة إلى ما تُعبر عنه رؤية السعودية 2030 عن مستقبل واعد يعكس تطلعات وطموح المملكة نحو تحقيق التنمية المستدامة والنهضة الشاملة والإمكانيات الاستثنائية للشخصية السعودية.
تسويق الشخصية السعودية الفريدة وتعزيز صورتها الذهنية المميزة على الساحة الدولية يمكن إبرازها عبر مختلف القنوات التقليدية والرقمية، من خلال نشر محتوى جذاب يُظهر جمال المملكة وتطورها وكرم شعبها وكفاءته ومهنيته ومستوى تعلمه، أيضاً من خلال سرد القصص المصورة والأفلام الوثائقية ونشرها في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، المدونات، البودكاست، الفيديوهات، والقنوات التلفزيونية والإذاعية والمطبوعات، بالإضافة إلى تعاون المؤثرين لنشر محتوى إيجابي عن المملكة، كذلك مشاركة الشخصيات السعودية البارزة في مختلف المجالات من فن، رياضة، ريادة الأعمال، وعلوم ليكونوا سفراء للشخصية السعودية حول العالم والإسهام في نقل صورة جذابة عن المملكة.
أيضاً من خلال تنظيم المعارض الفنية، والمهرجانات الثقافية، والمواسم الترفيهية وإقامة الندوات العلمية في مختلف مدن المملكة يساعد في عرض الثقافة والتراث والفن السعودي وإبراز النهضة الحضارية للشخصية السعودية في تلك المدن، إضافة إلى مشاركة الأدباء والمثقفين في الفعاليات والمحافل العالمية المختلفة توفر كذلك فرصة لتفاعل الشخصية السعودية المباشر مع الجمهور الدولي وتعزز التبادل الثقافي، أيضاً تقديم البرامج التعليمية والتدريبية في تعليم علوم الدين الإسلامي السمح واللغة العربية والفن والأدب يساعد في بناء جسور التواصل وتقديم فهم أعمق للشخصية السعودية.
كما يمكن الاستفادة من التقنية الحديثة مثل الواقع الافتراضي والمعزز لإنشاء تجارب تفاعلية تسمح للمستخدمين حول العالم بتجربة الثقافة السعودية بطريقة عميقة وفريدة من نوعها وتمكينهم من الانتقال عبر الزمن إلى الماضي واستعراض المعالم التاريخية وحضور الفعاليات الثقافية عن بعد والمشاركة فيها.
الشخصية السعودية جوهرة قيّمة وكنز ثمين، تقع مسؤولية صقله وتعريفه للعالم على عاتقنا جميعًا عبر تبني استراتيجيات مدروسة تستند إلى عمق ديننا السمح، ومبادئنا الإنسانية، وثقافتنا الغنية، وفننا الأصيل، وتقدمنا العلمي، واقتصادنا القوي، والتزامنا بالاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، وثراء التنوع الطبيعي والبعد التاريخي لوطننا الغالي.




http://www.alriyadh.com/2070596]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]