قرأت خبرا في جريدة الجزيرة تحت عنوان (مليونا عقد استقدام للعمالة المنزلية)..
يقول الخبر: حققت الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إنجازات مميزة في قطاع الاستقدام عبر منصة ساند خلال 2023 حيث بلغ إجمالي عقود الاستقدام التي تمت عبر المنصة خلال عام 2023 أكثر من مليوني عقد وذلك في خطوة استباقية تعزز مكانة المنصة دوليا إذ تمت إضافة دول جديدة لقائمة الدول المتاحة لاستقدام العمالة المنزلية.
نعم هو إنجاز على الصعيد الإداري والتقني، ولكن ثمة سؤال حول هذا الخبر، هل المقصود العمالة المنزلية كما تشير نهاية الخبر وكما يشير عنوان الخبر؟ إن كان الأمر كذلك فإن الرقم المذكور في الخبر مؤشر اجتماعي لافت للنظر لأن التأمل في رقم استقدام العمالة المنزلية وإضافة دول جديدة يمكن النظر إليه من زاوية أخرى على أنه ظاهرة اجتماعية غير إيجابية تستحق الدراسة.
استخدام منصة ساند إنجاز إداري وتقني، أما على الصعيد الاجتماعي فإنه يشير أن الاستغناء عن العمالة المنزلية أو حصرها على الاحتياجات الضرورية سيحتاج إلى وقت طويل.
العمالة المنزلية يجب أن ننظر إليها كضرورة وليس ترفا. هناك أسر بحاجة إليها، وأخرى سلكت الطريق كتقليد وتحولت إلى عادة ثابتة. المبالغة في الاستعانة بالعمالة المنزلية لها آثار غير إيجابية في الجوانب التربوية والمادية والاجتماعية.. الاتكالية وضعف المشاركة من أفراد الأسرة.
كما أن الاعتماد عليهم في رعاية الأطفال موضوع تربوي بالغ الأهمية يحتاج إلى مراجعة وحلول.. الشباب الذين يملكون الطاقة وبعضهم يمارس الرياضة تجدهم داخل البيوت كسالى يصدرون الأوامر على العاملة المنزلية لخدمتهم حتى في إحضار كوب الماء، يفعل ذلك حتى الأطفال المشغولون بأجهزتهم.. تشير دراسة سابقة نشرتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "أن الأسرة السعودية تعرضت في الآونة الأخيرة لعدة تغيرات نتيجة للاختيار والتوظيف غير العقلاني للعمالة المنزلية وما ترتب عليه من خلل في أداء الأسرة لوظائفها فضلا عن الخلل البنائي بوجود شخص غريب وسط الأسرة –الخادمة– وقيامها بوظيفة الأم في بعض الأحيان وما نتج عن ذلك من انحسار دور الأسرة عامة والأم خاصة في عملية التنشئة الاجتماعية".. جريدة الرياض 10 محرم 1430/ 7 يناير 2009).
نحن الآن في 1445هـ، 2024م، هل من دراسات جديدة؟ هل في الأفق تغيير أو حلول؟




http://www.alriyadh.com/2071428]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]