الاحتفاء بالتاريخ والثقافة والفن هو احتفاء بالعقل والإبداع والتميز؛ وهذا ما تجسّد واقعاً من خلال ما يعده الكثير لحظة تاريخية في مسيرة الفن والثقافة من خلال عرض «أوبرا زرقاء اليمامة»، الذي سنشهده مساء اليوم، فأوبرا زرقاء اليمامة ليست مجرد عرض أوبرالي عابر بل هي تجسيد لروح الإبداع والتميز. ويستقرئ المتابع الشغوف لهذا الحدث مدى تجلّي الفن الأوبرالي في هذا العمل كأداة رهيفة وعميقة في الوقت ذاته لاستكشاف عمق تراثنا الثقافي المخبوء، تتمحور قصته حول شخصية زرقاء اليمامة والخلاف الذي نشب في عصورٍ قديمة بين قبائل نجد.
في أوبرا زرقاء اليمامة نلمس مدى تأثير الثقافة والتاريخ على الفن، وبراعة وعمق استخدام اللحن والكلمة كوسيلة لنقل القصة وتجسيدها بأبعادها المختلفة؛ ويتجلى فيها التراث الشعري والموسيقي الغني، مما يضفي على العمل بُعدًا فلسفيًا يثري تجربة الجمهور ويفتح آفاقًا جديدة لفهم الفن والإبداع.
ما يلفت في هذا العمل حجم الجهود المشتركة لفنانين عالميين وسعوديين، وهو ما رسّخ قيمة العمل الفني لـ»أوبرا زرقاء اليمامة»؛ إذ يعدّ مثالاً متميزاً على انصهار الإبداع باختلاف المشاركين فيه ما يعزز لغة الفن والثقافة كعوامل تواصل، وقنطرة للإبداع الذي يبرز ثمرات العقول باختلاف مصادر هذا التعاون الثقافي والفني بين الثقافات المختلفة؛ كما أنها تشكّل جانباً تأكيدياً على فكرة الالتقاء والتواشج وتبادل الخبرات، ويحقق بشكل جميل ما نهجس به كشعوب من إثراء للحوار الثقافي العالمي وتعزيز فهمنا المشترك لقيم الفن والإبداع.
«أوبرا زرقاء اليمامة» تذكرنا بقيمة وأهمية الفن كوسيلة للتعبير عن الهوية والثقافة، كما أنها تقدم لنا صورة صادقة لمسيرة فنية تجوب بنا إلى أعماق التراث والإبداع، وتستحق منا الاحتفاء والتقدير كدلالة ورمز للتواصل الثقافي العالمي.
بقي أن نشير إلى هذا الحراك الثقافي الذي يأتي كإحدى ثمرات الرؤية 2030 بكافة تجلياتها، وخدمتها لموروثنا وهويتنا من خلال دعم قيادتنا الرشيدة وبمتابعة من سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وبمتابعته الدؤوبة تأتي هذه الأوبرا كتحفة فنية استثنائية تنطلق من عمق التراث السعودي وتتجاوز الحدود لتصل إلى عشاق الأوبرا في جميع أنحاء العالم.




http://www.alriyadh.com/2071906]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]