تحتضن الرياض، غداً حدثاً استثنائياً لرواد الأعمال، عندما يجتمع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية 300 خبير من قادة الفكر الملهمين حول العالم، بمشاركة 250 شركة ناشئة، وعالمية مثل سناب شات، وجوجل، وأمازون، ويوتيوب، ونتفلكس، حيث تدور نقاشات مستفيضة حول كيفية التغلب على التحديات المستقبلية التي تواجه رواد الأعمال، والواقع، أن قمة الشركات الناشئة في الرياض تكتسب أهمية كبرى في هذا التوقيت المضطرب للنمو العالمي، خاصة وأن الخبرات التي راكمها رواد الأعمال خلال قمم "رايز أب" السابقة لا تقدر بثمن، مثل تقديم حلول رقمية وتمويلية للشركات الناشئة، مما جعل بعض الشركات تتعلم من أخطائها، واستطاعت مواءمة مواردها المحدودة مع أهدافها الطموحة، ونجحت في بناء أسواق حقيقية.
تعتبر السعودية محوراً رئيسياً لابتكار الشركات الناشئة، فهي وادي السيليكون الجديد، وأرض الفرص الهائلة، والسوق الأكثر نشاطاً للشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا شك أن هذا التميز يعكس الاستثمارات السعودية الكثيفة في الشركات الناشئة، باعتبارها جزءاً من رؤية 2030، وبالفعل، فقد جمعت الشركات الناشئة في المملكة 2.3 مليار دولار من 145 صفقة في عام 2023، مستفيدة من تخفيف اللوائح الحكومية، والبيئة المواتية، بعدما أصبحت الرياض مركزاً مالياً جذاباً للشركات العالمية، والتي نقل معظمها مقراته الإقليمية للسعودية بداية من العام الجاري، رغبة منها في تسهيل الوصول إلى رأس المال، وأسواق الشرق الأوسط، والفوز بعقود حكومية مربحة، والتمتع بالمزايا الضريبية.
تعكس قمة الغد في الرياض، وعلى مدى يومين، تحول تركيز رواد الأعمال العالميين إلى السعودية، وتسلط الأضواء على ما تنفذه المملكة في الوقت الراهن من استراتيجيات داعمة للشركات الناشئة، والتي توفر لها إمكانية الوصول إلى السوق الشرق أوسطية، مستفيدة من البنية التحتية التكنولوجية القوية في أقوى اقتصاد عربي، في حين يتصاعد زخم النمو مع موجة صعود رواد الأعمال، وتنامي أعداد الشركات التي تتخذ من السعودية منصة انطلاق إقليمية، ومع ذلك، فإن ما يواجهه القطاع اليوم من مشهد تجاري مرتبك، وسط فورة الذكاء الاصطناعي، وتغير تفضيلات المستهلكين، يتطلب من رواد الأعمال خفة في الحركة، وعقلاً متفتحاً، ونهجاً إبداعياً، في مواجهة هذه التحديات.
في المجمل، يتعين على الشركات الناشئة تنفيذ خمس استراتيجيات من أجل تحقيق النجاح في 2024، الأول قبول التغييرات الجديدة في المشهد الاقتصادي، وتبنيها، وليس مقاومتها، مثل غلبة الذكاء الاصطناعي على بعض الأعمال، والثاني بناء فريق قوي، فهؤلاء الموهوبون سيساعدون على تخطى أسوأ المواقف، وهذا يعني إعطاؤهم رواتب مجزية، وتطوير مهاراتهم على رأس العمل، والاستراتيجية الثالثة تتضمن بناء علاقة جيدة مع المجتمع المحلي، حتى يصبح لدى المستهلكين وفاء للعلامة التجارية، مع ضرورة اعتماد ممارسات صديقة للبيئة، والاستراتيجية الرابعة تعني الاستمرار في التعلم والتدريب والقراءة، بحيث تتأكد الشركة باستمرار من تأهيل موظفيها عبر الدورات التدريبية والالتقاء بخبراء المهنة، أما الاستراتيجية الخامسة فهي عدم الاستسلام، لأن الفشل لا يعني نهاية العالم، وربما يسقط رواد الأعمال مرة ومرات، ولكن، واجبهم هو النهوض، والتعلم من أخطائهم.




http://www.alriyadh.com/2072025]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]