المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلم النافع



أمير الأحلام
04-14-2003, 11:45
سأل عالم تلميذه : منذ كم صحبتني ¿
فقال التلميذ: منذ ثلاثة وثلاثين سنة ..
قال العالم : فما تعلمت مني في هذه المدة
قال التلميذ : ثماني مسائل ...
قال العالم : إنا لله وإنا إليه راجعون .. ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل فقط
قال التلميذ : يا أستاذ لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب
فقال الأستاذ هات ماعندك لأسمع
قال التلميذ :

الأولى : أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا .. فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبه فجعلت الحسنات محبوبي إذا دخلت القبر دخلت معي

الثانية : إني نظرت إلى قول الله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله

الثالثة : أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع ثم نظرت إلى قوله تعالى (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ )(النحل: من الآية96) فكلما وقع في يدي شيء له قيمة ..وجهته لله ليحفظه عنده

الرابعة :إني نظرت إلى الخلق فوجدت كل يتباهى بحسبه ونسبه ..ثم نظرت إلى قول الله تعالى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما

الخامسة:إني نظرت إلى الخلق فوجدتهم يطعن بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا ..ونظرت إلى قول الله (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) فتركت عدواة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده

السادسة : إني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا .. ويلعن بعضهم بعضا ..وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فتركت الحسد وأجتنبت الناس وعلمت أن الرزق من عند الله تعالى .

السابعة : أني نظرت إلى الخلق فوجدت كل واحد فيهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق .. حتى أنه قد يدخل فيما لايحل له .. ثم نظرت إلى قوله تعالى (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) فعلمت أني واحد من هذه الدواب ..فاشتغلت بما لله علي .. وتركت مالي عنده .

الثامنة : إني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله هذا على ماله ..وهذا على صحته وهذا على مركزه .. ثم نظرت إلى قوله عز وجل (ُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) فتركت التوكل على الخلق ..واجتهدت في التوكل على الله
قال المعلم : بارك الله فيك