المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية الجن كيفية اشكالها واحجامها...



ولد القصيم
04-29-2008, 18:00
هل تصح رؤية الجن¿
جوهر الإشكال ـ في الواقع ـ في موضوع الجن¡ لا يرتبط بأدلة وجودها من عدمه¡ بل يتركز في كيفية أشكالها وأحجامها¡ وطريقة تمظهراتها وتداخلها معنا في حياة واحدة.
كما أن النقاش الخفي ـ الذي يبدو لنا ـ يتعلق بالمصطلحات المستعملة للدلالة على هذه الكائنات الحية...
فالكائن موجود بالنص القرآني¡ وقد ثبت وجوده كما يظهر من قوله تعالىوخلق الجان من مارج من نار (الرحمان / 15) فالجان كائن من مخلوقات الرحمان وهو واحد وإن تعددت الأسماء التي أعطيت له¡ فهناك من يطلق عليه اسم جن أو شيطان¡ وهناك من يقول بأنه النفس وطبائعها¡ وهناك من يلقبه بالسحر أوالأرواح أو الأشباح أو الخيالات أو رجال الغيب... وهناك من يسميه اسما مختلفا قد تكون الكائنات المجهرية كالجراثيم والفيروسات منها ويدعي أنه اسم علمي لكائن مادي مجهري¡ فيجرده بذلك من محتواه الغيبي ويقطع علاقته بالدين... لكن تظل هناك تقاطعات بين العديد من هذه الأسماء من الناحية الدلالية¡ ومن حيث الفحوى والمفهوم¡ سواء كانت تنتمي إلى الحقل الديني أو العلمي أو حتى حقل الشعوذة والسحر¡ فهي تدل على شيء واحد يتلخص في ظواهر غير عادية تحدث للناس¡ وكل واحد يفسرها حسب خلفيته الفكرية والمعرفية.
حينما يأتي مريض¡ يقوم بأفعال وأقوال غير معتادة¡ قد يراه الفقيه مصابا بالوسوسة¡ ويراه عالم النفس مصابا بالهلوسة¡ ويراه الطبيب مصابا بفيروس ما¡ وينظر إليه المشعوذ على أنه مسحور أو ممسوس... وحينما نترك طعاما بدون غطاء فيفسد¡ يقول البعض إنه يتحلل طبيعيا¡ ويقول البعض إن الميكروبات أو الجراثيم تفسده¡ والبعض الآخر يقول بأن الجن والشياطين قد حضرته...
حينما نسمي الأشياء بغير أسمائها¡ أو حينما نطلق عدة أسماء متضاربة على شيء واحد¡ أو حينما نفهمها بغير مدلولها الصحيح فإننا لا نزيد العلم¡ والعالم¡ إلا تعقيدا.
قلنا إن الجن موجود ويعيش معنا¡ ولا ينبغي لمؤمن أن ينكر ذلك¡ لأن إنكاره إنكار لمعطى قرآني صريح¡ فالله سبحانه وتعالى أفرد لهم سورة كاملة من ثماينة وعشرين آية¡ وقرن بينهم وبين الإنس في العديد من الآيات نذكر منها على سبيل العد لا الحصر: ) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي (الذاريات / 56) و يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمن /33).
فالجن والإنس مقترنان ومرتبطان ارتباطا مكينا بحيث لا تستقيم الحياة من دونهما¡ فهما كالليل والنهار لا يكون الواحد منهما دون الآخر¡ وكل ما في الكون سخر لهما¡ كما أنهما سيحشران معا ويتبادلان التهم: )وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (الأنعام/128) ¡ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ(فصلت /25)
عادة ما يتم البحث في الأشكال الأسطورية للجن¡
بعقل أسطوري كان هو الذي أوجدها أصلا.
هل تصح رؤية الجن¿
هل¡ في شريعتنا¡ ما يفيد في رؤية الجن¿ الجواب عن ذلك أن رسول الله r رأى الجن¡ ورآهم سيدنا سليمان u من قبل¡ كما أن بعض الحيوانات (الكلاب والحمير مثلا) بإمكانها رؤية الشياطين. لكن الآية الكريمة في سورة الأعراف )إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم¡ والتي استدل بها العديد من العلماء¡ تدل بصراحة على أنه لا يمكن رؤية الجن والشياطين¡ والجواب من جهة صحيح¡ ومن جهة فيه إضافة¡ كيف أمكن للرسول r ومن قبله سليمان u أن يروهم¿ نقول هناك رؤية خاصة¡ هي رؤية الأنبياء والرسل¡ ورؤية عامة¡ هي رؤية بعض الحيوانات لما لها من خصائص بصرية¡ وهذه الرؤية العامة تفتح احتمال أن يراهم البشر أيضا إذا توفرت لهم وسائل خاصة. وعموما فقد انقسم العلماء حول رؤية الجن إلى ثلاثة أقسام: قسم أول قال باستحالة هذه الرؤية¡ وقسم ثان زعم أنها ممكنة¡ لكن على غير خلقتهم التي خلقهم الله عليها¡ في حين رأى القسم الثالث أنهم يُرون¡ سواء على طبيعتهم الأصلية¡ أومتجسدين ومتمثلين في صور شتى
القسم الأول
من قال باستحالة الرؤية: بدعوى رقة أجسامهم ونفاذ الشعاع فيها¡ ومنهم من قال: إنما لا يرون لأنهم لا ألوان لهم... واختلفوا في صفتهم فقال بعض المعتزلة : «الجن أجساد رقيقة بسيطة»¡ وقال أبو بكر الباقلاني: «وهذا عندنا غير ممتنع إن ثبت به سمع». إن أذى الجن للإنسان¡ يقول أبو بكر الجزائري¡ ثابت بالدليل السمعي والدليل الحسي¡ والعقل لا يحيل ذلك¡ بل يجيزه¡ ولولا المعقبات من الملائكة التي كلفها الله تعالى حفظ الإنسان¡ لما نجا أحد من الشياطين¡ وذلك لعدم رؤية الإنسان لهم¡ ولقدرتهم على التشكّل والتحول بسرعة¡ ولأن أجسامهم من اللطافة بحيث لا نشعر بها ولا نحس .
لا فرق¡ يستنتج ابن حزم ¡ بين أن يخلق الله خلقا عنصرهم التراب والماء فيسكنهم في الأرض والهواء والماء¡ وبين أن يخلق خلقا عنصرهم النار والهواء فيسكنهم الهواء والنار والأرض¡ بل كل ذلك سواء وممكن في قدرته¡ وبما أن الرسل أخبرت بوجود الجن في العالم¡ استدعت الضرورة العلم بخلقهم¡ وقد جاء النص بذلك¡ وبأنهم أمة عاقلة مميزة متعبدة موعودة متوعدة متناسلة فانية... وأجمع المسلمون كلهم على ذلك¡ قال تعالى: )أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني(الكهف/ 50)¡ وهم يروننا ولا نراهم قال تعالى: )إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم( الأعراف / 27)... ولا سبيل¡ يضيف ابن حزم¡ إلى وجود خبر يصح برؤية جن بعد موت رسول الله r¡ وإنما هي منقطعات أو عمن لا خير فيه... وهم أجسام رقاق صافية هوائية لا ألوان لها¡ وعنصرهم النار¡ كما أن عنصرنا التراب¡ وبذلك جاء القرآن¡ والنار والهواء عنصران لا ألوان لهما¡ وإنما حدث اللون في النار المشتعلة لامتزاجها برطوبات ما تشتعل فيه من الحطب والكتان والأدهان وغير ذلك¡ ولو كانت لهم ألوان لرأيناهم بحاسة البصر¡ ولو لم يكونوا أجساما صافية رقاقا هوائية لأدركناهم بحاسة اللمس...
قال الشافعي في مناقبه : «من زعم من أهل العدالة أنّه يرى الـجن ردّت شهادته¡ وعزر لـمخالفته لقوله تعالـى: )إنّه يراكم هو وقبـيله من حيث لا ترونهم( الأعراف/27)...» وأورد البيهقي : «من زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبيا». فهذا الشافعي والبيهقي يردان شهادة من زعم رؤية الجن وينكران ذلك على أهل العدالة¡ لأن الجن¡ بالنسبة إليهما واعتمادا على النص القرآني¡ لا يمكن رؤيتهم إطلاقا¡ وهذا ما نستخلصه من حديث رواه مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء t قال: قام رسول اللّه r¡ فسمعناه يقول: "أعوذ باللّه منك¡ ثم قال: ألعنك بلعنة اللّه" ثلاثاً¡ وبسط يده كأنه يتناول شيئاً¡ فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول اللّه سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك¡ ورأيناك بسطت يدك¡ قال النبي r: "إن عدّو اللّه إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي¡ فقلت: أعوذ باللّه منك ثلاث مرات¡ ثم قلت: ألعنك بلعنة اللّه التامة¡ فلم يستأخر ثلاث مرات¡ ثم أردت أن آخذه¡ واللّه لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به صبيان أهل المدينة" .
وعن أبي سعيد الخدري t أن رسول اللّه r قام يصلي الصبح¡ وأنا خلفه فقرأ¡ فالتبست عليه القراءة¡ فلما فرغ من صلاته قال: "لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي¡ فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين - الإبهام والتي تليها - ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطاً بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة¡ فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل" . فالرسول r باستطاعته رؤية إبليس والجن والتحدث إليهم¡ وهذه معجزة من معجزات الأنبياء والرسل¡ كما هو الشأن بالنسبة لسيدنا سليمان u¡ لكن لا أبا الدرداء¡ ولا أبا سعيد الخدري ولا من كان معهما من الصحابة¡ كان باستطاعته رؤية الجن... في حديث أبي سعيد الخدري دليل على أن الصحابة الذين كانوا مع الرسول r لم يروا إبليس ولم يسمعوا صوته¡ رغم المعركة التي دارت بينه وبين الرسول r¡ ويؤكد هذا ما رواه أبو الدرداء. فالصحابة رضوان الله عليهم سمعوا صوت الرسول r ورأوا حركاته لكنهم لم يروا إبليس ولم يسمعوا صوته ولا حتى أنينه. فرؤية الأنبياء لإبليس¡ كبير الشياطين¡ جائزة¡

حلم2008
04-29-2008, 18:40
الله يكفينا شر الجن وسوسة الشيطاين ونعوذبالله من ابليس اللعين شكرا ولد القصيم على الموضوع

حلوه وشقيه
04-29-2008, 20:31
اغوذ باالله من الشياطين



يعطيك العافيه اخوي



دمتم يوود