دانـــــــــــه
08-02-2003, 12:59
أبشروا.. فقد نجح صديقنا في قتل نفسه !!
لم تكن هذه عبارة ضمن مشهد من فيلم أو جاءت ضمن سيناريو قصة خيالية.. لقد أطلقتها بالفعل كصيحة ابتهاج بالنجاح والانتصار إحدى عضوات مجموعة "المنتحرين" على الإنترنت فور نجاح صديقها وتوفقه في تنفيذ خطته التي أعلن عنها لقتل نفسه حيث كانت تتابع تنفيذه لعملية الانتحار لحظة بلحظة!
وكان "باتريك مارك" البالغ من العمر 17سنة قد لجأ إلى هذه الوسيلة للتخلص من نفسه بعد أن تعرض لمشكلة عاطفية ما شعر بعدها أن هذه الحياة لا تساوي أن يكون عضوا فيها وكانت مجموعة " المنتحرين" ملاذه اليومي الذي وجد فيه ضالته المنشودة حيث كان يبحث عمن يشجعه على نقل هذه الفكرة من مجرد كونها رغبة إلى قرار ثم فعل!!
وتعلم الكثير من الإنترنت عن أحسن الطرق لقتل النفس وأقلها إيلاما.وجهز العقاقير المناسبة وعرف مقدار الجرعة القاتلة.
أعلن "باتريك عن أدق تفاصيل خطته وأطلقها ليطلع عليها أعضاء المجموعة وتطوعت إحدى العضوات لتكون مساعدته الأمينة أثناء تنفيذ عملية الانتحار لتشجعه وتشد من أزره وتقطع عليه خط التراجع وفعلا ظلت تتابعه لحظة بلحظة عن طريق الهاتف.
وتراقب تنفيذ المراحل الدقيقة للعملية مؤكدة على ضرورة الالتزام الدقيق بالتعليمات
"في البداية عليك أن تتناول مقدار"....ا" من عقار "...." الذي يفقد المخ قدرته على المقاومة¡ ثم أحضر ثلاث زجاجات من العقار "...." وزجاجة من عقار آخر وزجاجة ثالثة من المستحضر"....." ثم اخلط الجميع ورج الزجاجات جيدا. والآن ابدأ في تناول العقاقير بالطريقة التي سوف أذكرها حتى لا تشعر بالقرف من طعم السم"!!
وطوال وقت تنفيذ العملية كان أعضاء المجموعة ما بين مشجع ومترقب ومكذب.
أحدهم يقول : لا¡ لا لن يستطيع قتل ذاته¡ ما زال طفلا وسيجبن في اللحظة الأخيرة.
ويرد عليه آخر: لقد قرأت الصدق في كلماته وهو عضو جيد في مجموعتنا وهو يشعر بألم حقيقي بسبب فقدان صديقته ولذلك أعتقد أنه سينفذ الفكرة .
وآخر يردد : نتمنى لك حظا سعيدا في حياتك الأخرى!
ويسأل شخص آخر عضوة المجموعة التي تطوعت لمتابعة عملية الانتحار: ما هي آخر الأخبار¿!
ترد عليه لقد كان معي الآن على الهاتف وقد بدأ فعلا في تجرع السم.
وسرعان ما تتحول المجموعة إلى ساحة للمراهنات ووصلت قيمتها إلى خمسين دولاراً للرهان الواحد على حياة الفتى المراهق!
ورغم اختلاف الجميع حول مدى صدق رغبة الشاب في الانتحار إلا أنهم جميعا اتفقوا على شيء واحد وهو عدم محاولة إنقاذه أو إبلاغ الشرطة بل وحتى الابتعاد عن أي سلوك من شأنه أن يعكر صفو إجراءات الموت !!
فهذه أهم مبادئ الانضمام لتلك المجموعات.
وتستأنف الفتاة نقل الأخبار:هاتفته منذ قليل وأخبرني أنه قد ارتدى كيسا بلاستيكيا في رأسه استعدادا لهذه اللحظة .
وبعد لحظات تقطع الفتاة صمتا كان أعضاء المجموعة اتفقوا عليه احتراما لهذه اللحظة المقدسة¡ وتطلق صيحتها ابتهاجا بانتحار عضو جديد من أعضاء المجموعة. لقد نجح..ومات "باتريك" بالفعل!!
وتشق هذه الكلمات سكون غرفة المجموعة لتنطلق الصيحات المبتهجة لنجاح تلك المهمة.
وتصل والدة الفتى بعد قليل إلى بيتها لتجد ابنها ميتا ولكنه مازال دافئ الجسم¡ ويتم التعرف على الفتاة المتطوعة التي ساعدته في تنفيذ مهمة الانتحار من خلال فحص أرقام الهاتف الأخيرة.. ولكن لا أحد يستطيع إثبات قيامها بأي جريمة !!
ولا تزال تلك المجموعات تبث سمومها حتى هذه اللحظة¡ ولا تزال القوانين والجهات الأمنية عاجزة عن وقف محاولات الانتحار التي تتم عن طريق الشبكة وبمساعدة أعضائها !!وكأن الجميع اقتنع بالمنطق الذي يتبناه أعضاء تلك المجموعات قائلين: إن أردتم أن تحاكمونا فحاكموا الحبال والسكاكين أيضا!!
وقريبا سيأتي الوقت الذي نشهد فيه تنافسا محموما بين شركات تشجيع الانتحار لاستقطاب الراغبين في قتل أنفسهم وليس مستبعدا أن تشاهد إعلانا جذابا يقفز إلى شاشة حاسبك فيه صورة لبعض الأشخاص يشنقون أنفسهم تزينهم عبارة مضيئة " انتحر معنا مرة..تحصل على الأخرى مجانا"!!
منقوووول عن المبدع د. عبد القادر الفنتوخ..جريده الرياض..منتدى الكتاب
http://writers.alriyadh.com.sa/images/alfantok.jpg
لم تكن هذه عبارة ضمن مشهد من فيلم أو جاءت ضمن سيناريو قصة خيالية.. لقد أطلقتها بالفعل كصيحة ابتهاج بالنجاح والانتصار إحدى عضوات مجموعة "المنتحرين" على الإنترنت فور نجاح صديقها وتوفقه في تنفيذ خطته التي أعلن عنها لقتل نفسه حيث كانت تتابع تنفيذه لعملية الانتحار لحظة بلحظة!
وكان "باتريك مارك" البالغ من العمر 17سنة قد لجأ إلى هذه الوسيلة للتخلص من نفسه بعد أن تعرض لمشكلة عاطفية ما شعر بعدها أن هذه الحياة لا تساوي أن يكون عضوا فيها وكانت مجموعة " المنتحرين" ملاذه اليومي الذي وجد فيه ضالته المنشودة حيث كان يبحث عمن يشجعه على نقل هذه الفكرة من مجرد كونها رغبة إلى قرار ثم فعل!!
وتعلم الكثير من الإنترنت عن أحسن الطرق لقتل النفس وأقلها إيلاما.وجهز العقاقير المناسبة وعرف مقدار الجرعة القاتلة.
أعلن "باتريك عن أدق تفاصيل خطته وأطلقها ليطلع عليها أعضاء المجموعة وتطوعت إحدى العضوات لتكون مساعدته الأمينة أثناء تنفيذ عملية الانتحار لتشجعه وتشد من أزره وتقطع عليه خط التراجع وفعلا ظلت تتابعه لحظة بلحظة عن طريق الهاتف.
وتراقب تنفيذ المراحل الدقيقة للعملية مؤكدة على ضرورة الالتزام الدقيق بالتعليمات
"في البداية عليك أن تتناول مقدار"....ا" من عقار "...." الذي يفقد المخ قدرته على المقاومة¡ ثم أحضر ثلاث زجاجات من العقار "...." وزجاجة من عقار آخر وزجاجة ثالثة من المستحضر"....." ثم اخلط الجميع ورج الزجاجات جيدا. والآن ابدأ في تناول العقاقير بالطريقة التي سوف أذكرها حتى لا تشعر بالقرف من طعم السم"!!
وطوال وقت تنفيذ العملية كان أعضاء المجموعة ما بين مشجع ومترقب ومكذب.
أحدهم يقول : لا¡ لا لن يستطيع قتل ذاته¡ ما زال طفلا وسيجبن في اللحظة الأخيرة.
ويرد عليه آخر: لقد قرأت الصدق في كلماته وهو عضو جيد في مجموعتنا وهو يشعر بألم حقيقي بسبب فقدان صديقته ولذلك أعتقد أنه سينفذ الفكرة .
وآخر يردد : نتمنى لك حظا سعيدا في حياتك الأخرى!
ويسأل شخص آخر عضوة المجموعة التي تطوعت لمتابعة عملية الانتحار: ما هي آخر الأخبار¿!
ترد عليه لقد كان معي الآن على الهاتف وقد بدأ فعلا في تجرع السم.
وسرعان ما تتحول المجموعة إلى ساحة للمراهنات ووصلت قيمتها إلى خمسين دولاراً للرهان الواحد على حياة الفتى المراهق!
ورغم اختلاف الجميع حول مدى صدق رغبة الشاب في الانتحار إلا أنهم جميعا اتفقوا على شيء واحد وهو عدم محاولة إنقاذه أو إبلاغ الشرطة بل وحتى الابتعاد عن أي سلوك من شأنه أن يعكر صفو إجراءات الموت !!
فهذه أهم مبادئ الانضمام لتلك المجموعات.
وتستأنف الفتاة نقل الأخبار:هاتفته منذ قليل وأخبرني أنه قد ارتدى كيسا بلاستيكيا في رأسه استعدادا لهذه اللحظة .
وبعد لحظات تقطع الفتاة صمتا كان أعضاء المجموعة اتفقوا عليه احتراما لهذه اللحظة المقدسة¡ وتطلق صيحتها ابتهاجا بانتحار عضو جديد من أعضاء المجموعة. لقد نجح..ومات "باتريك" بالفعل!!
وتشق هذه الكلمات سكون غرفة المجموعة لتنطلق الصيحات المبتهجة لنجاح تلك المهمة.
وتصل والدة الفتى بعد قليل إلى بيتها لتجد ابنها ميتا ولكنه مازال دافئ الجسم¡ ويتم التعرف على الفتاة المتطوعة التي ساعدته في تنفيذ مهمة الانتحار من خلال فحص أرقام الهاتف الأخيرة.. ولكن لا أحد يستطيع إثبات قيامها بأي جريمة !!
ولا تزال تلك المجموعات تبث سمومها حتى هذه اللحظة¡ ولا تزال القوانين والجهات الأمنية عاجزة عن وقف محاولات الانتحار التي تتم عن طريق الشبكة وبمساعدة أعضائها !!وكأن الجميع اقتنع بالمنطق الذي يتبناه أعضاء تلك المجموعات قائلين: إن أردتم أن تحاكمونا فحاكموا الحبال والسكاكين أيضا!!
وقريبا سيأتي الوقت الذي نشهد فيه تنافسا محموما بين شركات تشجيع الانتحار لاستقطاب الراغبين في قتل أنفسهم وليس مستبعدا أن تشاهد إعلانا جذابا يقفز إلى شاشة حاسبك فيه صورة لبعض الأشخاص يشنقون أنفسهم تزينهم عبارة مضيئة " انتحر معنا مرة..تحصل على الأخرى مجانا"!!
منقوووول عن المبدع د. عبد القادر الفنتوخ..جريده الرياض..منتدى الكتاب
http://writers.alriyadh.com.sa/images/alfantok.jpg