المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فى هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى هيئة الجلوسِ للأكل



أنفاس القصيد
11-01-2003, 02:16
فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى {34} يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى {35} وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى {36} فَأَمَّا مَن طَغَى {37} وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {38} فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى {39} وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى {40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {41}

النازعات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من كتاب : زاد المعاد في هدي خير العباد
للإمام العلامة شيخ الإسلام

محمد بن أبى بكر الزرعى ابن قيم الجوزية



فصل : فى هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى هيئة الجلوسِ للأكل



صحَّ عنه أنه قال : ((لا آكُلُ مُتَّكِئاً)) ¡ وقال : ((إنما أجْلِسُ كما يَجْلِسُ العبدُ ¡ وآكُلُ كما يأكُلُ العبدُ)) .

وروى ابن ماجه فى ((سننه)) أنه نَهى أن يأكلَ الرجلُ وهو منبطحٌ على وجهه . وقد فُسِّر الاتكاءُ بالتربُّع ¡ وفُسِّر بالاتكاء على الشىء ¡ وهو الاعتمادُ عليه ¡ وفُسِّر بالاتكاء على الجنب . والأنواعُ الثلاثة من الاتكاء ¡ فنوعٌ منها يضرُّ بالآكل ¡ وهو الاتكاء على الجنب ¡ فإنه يمنعُ مجرَى الطعام الطبيعى عن هيئته ¡ ويَعوقُه عن سرعة نفوذه إلى المَعِدَة ¡ ويضغطُ المَعِدَةَ ¡ فلا يستحكم فتحُها للغذاء ¡ وأيضاً فإنها تميل ولا تبقى منتصبة ¡ فلا يصل الغذاء إليها بسهولة . وأما النوعان الآخران : فمن جلوس الجبابرة المنافى للعبودية ¡ ولهذا قال : ((آكُلُ كما يأكُلُ العبد)) وكان يأكل وهو مُقْعٍ ¡ ويُذكر عنه أنه كان يجلس للأكل مُتَورِّكاً على ركبتيه ¡ ويضعُ بطنَ قدمِه اليُسْرى على ظهر قدمه اليمنى تواضعاً لربه عَزَّ وجَلَّ ¡ وأدباً بين يديه ¡ واحتراماً للطعام وللمؤاكِل ¡ فهذه الهيئة أنفعُ هيئات الأكل وأفضلُها ¡ لأنَّ الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعى الذى خلقها الله سبحانه عليه مع ما فيها من الهيئة الأدبية ¡ وأجودُ ما اغتذى الإنسان إذا كانت أعضاؤه على وضعها الطبيعى ¡ ولا يكون كذلك إلا إذا كان الإنسان منتصباً الانتصابَ الطبيعى ¡ وأردأ الجلسات للأكل الاتكاءُ على الجنب ¡ لما تقدم من أن المَرِىء ¡ وأعضاء الازدراد تضيقُ عند هذه الهيئة ¡ والمَعِدَةُ لا تبقى على وضعها الطبيعى ¡ لأنها تنعصر مما يلى البطن بالأرض ¡ ومما يلى الظهر بالحجاب الفاصل بين آلات الغذاء ¡ وآلات التنفس

وإن كان المراد بالاتكاء الاعتماد على الوسائد والوطاء الذى تحت الجالس ¡ فيكون المعنى أَنى إذا أكلت لم أقعد متكئاً على الأوْطِية والوسائد ¡ كفعل الجبابرة ¡ ومَن يُرِيد الإكثار من الطعام ¡ لكنى آكُلُ بُلْغةً كما يأكل العبد .



***********

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ¡ أَنْتَ نُورُ السَّمَاواتِ والأَرْض وَمَنْ فِيهنَّ¡ وَلَكَ الْحَمْدُ¡ أَنْتَ قَيَمُ السَّمَاوَاتِ والأَرضِ وَمَنْ فِيهِنَّ¡ وَلَكَ الْحَمْد¡ أَنْتَ الْحَقُّ¡ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ¡ وَلِقَاؤُكَ حَقُّ¡ وَالجَنَّةُ حَقٌّ¡ وَالنَّارُ حَقٌّ¡ وَالنَّبيّونَ حَقٌّ¡ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ¡ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ¡ اللَّهُمَّ لَكَ أَسلَمْتُ¡ وَبِكَ آمَنْتُ¡ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ¡ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ¡ وَبِكَ خَاصَمْتُ¡ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ¡ فَاغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ¡ وَمَا أَخَّرْتُ¡ وَمَا أَسْرَرْتُ¡ وَمَا أَعْلَنْتُ¡ أَنْتَ إِلَهي¡ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ

قلب_مسافر
11-04-2003, 22:41
الله ينور عليك دنيا وأخره

ويجزيك بالخير إن شاء الله


تسلم أنفاس القصيد على هالمأثر اللي يمكن نمر عليها بس ما نتعض فيها إلا إذا دققنا في معانيها


تقبل تحياتي لأناملك العذبة