المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الرئيس الأمريكي مختطف حقاً¿



walid
11-17-2003, 18:07
هل الرئيس الأمريكي مختطف حقاً¿
تقول إدارة الرئيس بوش المتخبطة سياسيا في العراق¡ انها تستهدف من وراء احتلالها للعراق جعله انموذجا ديمقراطيا في المنطقة العربية. لقد معلوما للجميع (بإستثناء بريطانيا) ان هذه الإدارة قد فقدت كل مصداقية لها في القضية العراقية¡ ولأن كذبها اصبح مفضوحا¡ فإنها لا تتوانى ولا تخجل من الخروج علينا كل بضعة اسابيع بفرية جديدة¡ آخرها ما ادعاه الرئيس بوش عشية الذكرى الثانية لأحداث سبتمبر¡ من ان العراق قد تحول الى الجبهة الاولى لمحاربة الارهاب.

نعم هكذا تتناسخ مبررات غزو العراق¡ فبعد اسلحة الدمار الشامل واطاحة نظام صدام حسين بهدف انقاذ الشعب العراقي¡ تأتي هذه الفرية المضللة لتنزع عن اهداف الغزو آخر أوراق التوت التي تتستر بها.

ومع ذلك دعونا نجاري الإدارة الامريكية ونصدقها في قولها بشأن النموذج العراقي الديمقراطي¡ ونسألها: كيف يستقيم هذا الكلام الأنيق مع علاقتها الحميمة مع سفاح محترف لا تغفو عينيه قبل ان تقران بأنباء سعيدة عن سفك الدماء اليومي للفلسطينيين العزل.

... كيف يجرؤ قادة البيت الأبيض على تبرير ومباركة القصف “الاسرائيلي” بطائرات “اف 16” والأباتشي للأحياء والدور السكنية المكتظة بالسكان في قطاع غزة وقتل كل من تطاله تلك الغارات الاجرامية من الاطفال والنساء والرجال والشيوخ¿

كيف لقلب الرئيس بوش ان يطاوعه في تأييد اعمال البطش والتنكيل والترويع والحصار التي يرتكبها جيش الاحتلال “الاسرائيلي” ضد عشرات الآلاف من سكان مدن الضفة الغربية وغزة¿

... وأيضا¡ كيف يسمح ضمير الرئيس بوش له بالصمت على جريمة جدار الفصل العنصري الذي تشيده حكومة شارون داخل الضفة الغربية ليقتطع 10% من أراضيها ويحيل حياة 45% من سكانها الى جحيم ويقطع صلة مائة وثمانية آلاف فلسطيني عن بقية المدن والمناطق المجاورة لهم.. وان يعتبر هذه الجريمة النكراء مجرد خطأ وحسب¿

كيف لهذا الرجل الذي يدعي الورع والتقوى الأصوليين المسيحيين ويتهجع في كنف أماكن العبادة المسيحية¡ ان ينام قرير العين فيما الدبابات والاشباح الصهاينة يقتحمون المخيمات الفلسطينية البائسة ليعملوا فيها قتلاً وتدميرا¡ واختطاف من تقع عليهم اعينهم من احضان امهاتهم.. مطمئنا الى ان الشارون ذو قلب رحيم!.. أفلم يخلع عليه لقب حمامة السلام¿!..

لا ندري¡ فبعض احرار امريكا من كبار اعلامها واكاديمييها مثل البروفيسور كلايس كلاين الذي أكد في مقال له في عدد شهر سبتمبر/ايلول الماضي من مجلة “فوربس”: “ان الجاكوبينيين الجدد ويقصد المحافظين الجدد سيطروا على رئاسة بوش وعلى وزارة الخارجية¡ وان الرأي العام الامريكي والرئيس بوش تعرضا لعملية تضليل خطيرة من جانب نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفويتز وغيرهم من الجاكوبينيين الجدد في الإدارة الامريكية بالتحالف مع الجاكوبينيين الجدد في “اسرائيل” الذي يسيطرون على أجهزة الاعلام الامريكية ان مثل هؤلاء يقولون ان الرئيس بوش هو رهينة في أيدي تلك الزمرة “الجاكوبينية”.

وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفلبان قد أسر قبل بضعة اشهر في جلسة خاصة الى ان الرئيس بوش قد بات في جيب رئيس الحكومة “الاسرائيلية” ارييل شارون! والسؤال: هل يكون قد وقع سهوا أو دفع دفعا نحو ذلك الجيب السحيق المتكور داخل ثنايا جثة الخرتيت ام انه قد التجأ إليه بإرادته طلباً للأمان من الأشباح¿!..

هذا من ناحية¡ ومن ناحية ثانية¡ فإن بصمة بوش على توجهات وممارسات السياسة الخارجية الامريكية لا تكاد تخطئها العين المجردة¡ فهو متورط لحد “الثمالة” في الموقف الامريكي العدائي الصارخ ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وفي تشجيع الغرائز العدوانية لرئيس الحكومة “الاسرائيلية”.

وماذا بعد¿.. إنه ايضا متورط على نحو ظاهر في الصراع المفتعل الذي فجرته زمرة “الجاكوبينيين” ضد الاسلام والمسلمين في مشارق الغرب ومغاربها.

أما فرضية ان الرئيس بوش قد وقع ضحية الفعل الدسائسي لزمرة الغواية والسيطرة تلك¡ فإن الرئيس قد أخذ من الوقت ما يكفي لكي يكتشف حقيقة وضعه التهميشي ان كان الأمر كذلك¡ وما زال لديه متسع من الوقت للافلات من المصيدة¡ ان كان هو يعتبر نفسه في مصيدة. فلا يلومن إلا نفسه ان صنفه التاريخ ضمن قائمته السوداء التي تضم اسماء ألحقت الأذى والدمار بالانسانية¡ خصوصا ان البراهين التي قدمها الرئيس بوش للعالم لإثبات ان قلبه لا زال حياً ليست في مصلحته¡ فحيوية عضلة قلب الرئيس و”انتفاضتها” لا تحدثان إلا عندما يتعلق الأمر بوقوع ضحايا “إسرائيليين” على أيدي المقاومة رداً على الجرائم اليومية التي يرتكبها الجيش “الاسرائيلي” ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وفيما عدا ذلك فإنها تبقى ساهدة لا تحرك ساكنا إزاء المجازر الشارونية.