المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غطاء لخطيئة غزو العراق وخدعة جديدة .



walid
11-26-2003, 09:48
غطاء لخطيئة غزو العراق وخدعة جديدة .
:
يروج اليوم في الاعلام الامريكي ان الادارة الامريكية تعتزم جعل العراق نموذجاً للحرية والديمقراطية في العالم العربي¡ فيكون المنطلق لتجربة الديمقراطية¡ والحقيقة ان هذه الخدعة هي آخر مبرر لبوش لاستمرار احتلال العراق.

في المناسبة نقول ان الديمقراطية لا تفرض بعمل عسكري بل تنبع من ارادة الشعب. وأي نظام يفرض بقوة السلاح يبقى ركيكاً ضعيفاً معرضاً للسقوط في أي لحظة. والديمقراطية ليس نظاماً يهبط بالمظلة على شعب من الشعوب بل هي تجربة تعاش¡ وهي ليست فقط نظاماً¡ بل هي في الأساس ثقافة ديمقراطية وهذه لا تكتسب بالقوة ومن الخارج.

- نحن نطعن بصدق التوجه الامريكي نحو الديمقراطية ببساطة لأن الولايات المتحدة لا تسلك سلوكاً ديمقراطياً¡ ولا تقدم نموذجاً للديمقراطية في سياستها العربية. من الشواهد على ذلك موضوع فلسطين. فبأي منطق تنحاز أمريكا الى جانب “اسرائيل” في حرب الابادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني¿ وهل هذا هو ما يسمى الحرية والديمقراطية¿ اذا ارادت الولايات المتحدة تعميم الديمقراطية في الوطن العربي فعليها أن تقدم المثال الصالح لسياسة عادلة وغير منحازة في الشرق الأوسط وخصوصاً في قضية فلسطين.

معروف ان الديمقراطية ترتكز على اساسين هما: القبول بحكم الأكثرية وقبول الرأي الآخر. لنأخذ مثالاً قضية “الجدار الأمني” العازل الذي تبنيه “اسرائيل”. فقد عارض المسؤولون الامريكيون هذا الجدار وعلى رأسهم الرئيس بوش¡ ولكن عندما طرحت القضية في مجلس الأمن اتخذت امريكا موقفاً مغايراً. لقد صدّق مجلس الأمن على قرار ادانة “اسرائيل” لبنائها هذا الجدار بالاجماع باستثناء امريكا التي استخدمت حق النقض الفيتو¡ فهل يدل هذا السلوك على احترام وقبول رأي الأكثرية. وهل في قرارها احترام للرأي الآخر¿

أمريكا تهدد وتتوعد الدول العربية التي لا تسير في ركبها¡ انها تضايق المملكة العربية السعودية¡ وتضغط على سوريا كما لم تضغط على دولة في السابق. لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة ان صدر قانون امريكي يحاسب دولة أخرى ذات سيادة كما حصل الآن مع قانون محاسبة سوريا. كل ذلك لأن سوريا لا تسير في الركب الامريكي في قضايا المنطقة وأبرزها فلسطين والعراق.

شهدنا منذ فترة تظاهرة في واشنطن ضد السياسة الامريكية في فلسطين والعراق¡ وتشير استطلاعات الرأي الى أن أكثر من خمسين بالمئة من الامريكيين لا يؤيدون سياسة هذه الادارة. فكيف تكون ظاهرة ديمقراطية ان يهمل رأي الأكثرية حتى داخل الولايات المتحدة.

أقول للرئيس بوش: انت لا تعطي مثالاً صالحاً في الممارسة الديمقراطية. ولا يجوز لك ان تتصدر الحملة لبناء الديمقراطية في العالم العربي.

* الديمقراطية هي في نهاية المطاف خيار حر¡ فكيف فرضها من خلال التدخل المباشر من جانب قوة عظمى في أمر سيادي للدول الأخرى¿

- الديمقراطية هي حكم الشعب عن الشعب¡ فإذا كان الأمر كذلك هل خطر للرئيس بوش ان يسأل الشعب الفلسطيني عما يريده لمستقبله¿ هل سمح له بتقرير مصيره بيده¿

أليس حق تقرير المصير من مبادئ الديمقراطية¿ بالعكس هو يملي عليه من خلال دعم “اسرائيل” المطلق ما لا يتناسب مع خياراته الوطنية.

أما الحديث عن الدول العربية الأخرى التي يطالب بوش بالديمقراطية فيها¡ فهو مرفوض من أساسه. لا يحق لبوش ان يقترح الديمقراطية على كل هذه الدول وهو يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في ممارسة ارادته وتقرير مصيره. لا يجوز أن تكون الدعوة للديمقراطية انتقائية تطبيقها على بلد ورفضها على آخر¡ لأنه يقيم علاقة خاصة بالصهيونية العالمية ويحتضن الجزار شارون ويتبنى سياسته. فليبدأ في فلسطين وبعدها يتغير الوضع في الدول العربية الأخرى.

- ان المطلوب عربياً¡ بغض النظر تماماً عن دعوة بوش الظرفية¡ هو قيام الحرية والديمقراطية في دولنا العربية. ان خلاصنا السياسي من ازماتنا هو في الديمقراطية. فإذا توفرت من خلال تمثيل شعبي صحيح توفرت سبل المحاسبة والمساءلة في كل الميادين. وتمكنا بالتالي من معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

وما نقوله عن لبنان نقوله عن سوريا والأردن والعراق والكويت والسعودية ومصر وكل الدول العربية¡ ينبغي عليها كلها اصلاح امورها بإعطاء المزيد من الحريات¡ واحترام حقوق الانسان¡ وتكريس الديمقراطية. واذا استمر تقييد الحريات كما هو حاصل الآن فسنبقى في طور التخلف والتأخر. دعوتنا الدائمة هي المزيد من الحرية والمزيد من الديمقراطية. وندعو الشعوب العربية للتحرك بهذا الاتجاه. والضغط على حكامها لتحقيق هذا الشعار. ولا بديل لذلك على الاطلاق بصرف النظر عن دعوة بوش¡ وهي دعوة ظرفية وليست استراتيجية.

والدليل على ذلك ان تاريخ الولايات المتحدة حافل بدعم أنظمة غير ديمقراطية ومنظمات ارهابية. لقد دعمت صدام حسين في حربه ضد ايران ثم انقلبت عليه. لقد كنا نتمنى ان يسقط الشعب العراق نظام صدام وليس الجيش الامريكي. كذلك دعمت أمريكا الطالبان في افغانستان¡ وأسامة بن لادن ثم عادت لتنقلب علينا والقول اننا نحن ندعم الارهاب. الخلاصة ان الدعوة الامريكية ظرفية انتهازية لا معنى لها.