المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصر «الفتوة »..!



walid
12-07-2003, 19:02
عصر «الفتوة »..!

آخر اخبار بلاد العجائب والغرائب «اميركا» ان من بين من رشحوا انفسهم
للرئاسة اثنين من اصحاب السوابق¡ احدهما مسجون مدى الحياة والآخر محكوم عليه
بالاعدام.
واذا صحت هذه الاخبار فانها ستفتح بابا جديداً.. بل ابوابا جديدة الى
كراسي الحكم تعطي الفرصة لفك الاحتكار السياسي والحزبي والاقتصادي لهذه
الكراسي وتسمح لفئات عديدة كانت مغمورة بالتطلع الى امكانية ان يتربع احد
افرادها على رأس السلطة في يوم من الايام¡ ومن اعطى «بوش» ومن قبله «ريجان» قادر
على ان يعطي حتى اصحاب السوابق¡ و«ما حدش احسن من حد»..!

واحقاقا للحق فلم تكن اميركا هي السباقة في هذا المجال¡ فاسرائيل كانت هي
الرائدة في فتح ابواب السلطة والسلطان والجاه والصولجان لاصحاب اطول قوائم
السوابق.. سوابق القتل ـ الفردي والجماعي ـ وسوابق النصب والاحتيال وسوابق
الكذب والصفاقة¡ ولاكثرهم عراقة في الخطف والاغتصاب¡ فمنذ انشائها واصحاب
السوابق يتناوبون على حكمها¡ ويتسابقون في استعراض عضلات اجرامهم على
العرب.. حكاما ومحكومين.. سرقة.. وقتلا..
واغتصابا¡ ولكن.. ولسوء حظنا كان لدينا في المقابل حكام «اولاد ناس»..
غاية في الادب والتهذيب.. يعرفون الاصول لانهم اولاد اصول¡ ولهذا كانوا
يواجهون صفاقة واجرام عصابات الحكم في اسرائيل بمواقف «حضارية» من نوع «الله
يسامحكم» او «عيب يا جماعة»..¡ ثم.. وعندما يعصف بهم الغضب..
وتنتفض في عروقهم الدماء يسرعون والشرر يتطاير من عيونهم الى هيئة الامم
المتحدة شاكين باكين..!!
وسواء تولى الحكم في اسرائيل او في اميركا.. او في اي دولة اخرى رئيس من
هذا النوع العريق في قوائم أصحاب السوابق¡ فلننظر الى ما هو متوقع من هذا
الـ «بريزدنت» حين يبدأ في اختيار مستشاريه واعضاء وزارته..
وفي اميركا ايضا التي تأتينا منها دائماً احدث الصرعات الفنية والثقافية..
والسياسية ايضاً¡ بدأ التمهيد لدخول نجم سينما العضلات المعروف «شوارزنغر»
عالم البيت الابيض رئيسا لأميركا ولعموم الكرة الارضية¡ وليكون رئيسا
«صوتاً وصورة»¡ وحتى تكون شهرة عضلاته كافية لإرعاب كل من تسول له نفسه الوقوف
في وجه سيدة العالم الاول.. والثاني.. والثالث.. وكل العوالم!
تجربة اميركا ـ اذا تمت ـ مع تجربة اسرائيل ذات التاريخ العريق في مسلسل
الرؤساء اصحاب السوابق¡ تضع امام دول العالم الاخرى نموذجا للقيادة قد
يغريها باتباعه انقياداً لهذه الصرعة التي تكاد تصبح عالمية¡ فسياسة القوة
والعضلات اثبتت نجاحها في حالات عديدة¡ باعتبار ان هناك دولاً «تخاف ما
تختشيش»¡ وباعتبار التحول الذي حصل في مبدأ «ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير
القوة» والذي تحول الى «ما اخذ بالقوة.. لا يسترد..» .
ومن هذا المنطلق تصبح القوة و«الفتونة» والعضلات هي الوحيدة القادرة على
فرض الاحترام والطاعة من الجميع¡ لا يهم ان كانت هذه القوة غاشمة ام غير
ذلك¡ وسواء كان صاحب هذه القوة رياضيا شهيراً.. ام مجرما عريقا في الاجرام¡
بل قد يكون المجرم صاحب القوة الغاشمة هو الاكثر حظا في الوصول الى كرسي
الرئاسة .