أمير الأحلام
02-17-2004, 13:52
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
أيام تتوالى .. ولقاء يقترب
هل تذكر مثل هذه الأيام في العام الماضي...هل تشعر الآن كيف مرت عليك تلك السنة سريعة دون أن تحس بها...
دعنا نعود أكثر للوراء ¡ ألا تذكر أيام طفولتك الأولى وأيام مراهقتك ¡ وأيام كنت تفكر فيها متى أصل للجامعة ومتى أتخرج ومتى أعمل ومتى أتزوج....كيف مرت تلك الأيام سريعا سريعا حتى وصلت للحظة التي تعيشها الآن...ألا يدعوك ذلك للتأمل..
أليس حريا بك أن تفكر أنه مثلما مرت تلك الأيام سريعة فإن ما هو قادم سيمر سريعا أيضا بل ربما أسرع ¡ ألا تفكر أنك تقترب حثيثا دون أن تشعر من ذلك اللقاء الحتمي ...لقاء الله عز وجل ¡ فهل أنت مستعد¿
أعجب لمن يحتفل بما يسميه عيد ميلاده دون أن يدفعه ذلك للتأمل في توالي الأيام وأنه قد اقترب عاما آخر من نهاية أجله.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت¡ وأحبب من شئت فإنك مفارقه¡ واعمل ما شئت فإنك مجزي به¡ واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل¡ وعزه استغناؤه عن الناس"[ رواه الحاكم].
يقول الحسن البصري "إنما أنت أيام¡ فكلما ذهب يوم ذهب بعضك", لا تبتئس فليست هذه دعوة للاكتئاب ولكنها دعوة للاستعداد ¡ عش في الدنيا وعمرها فنحن مأمورون بعمارتها ولكن لا تنس الآخرة فهي الأولى بالإعمار ¡ ولا تحزن على ما يفوتك من الدنيا فما عند الله خير وأبقى ¡ يقول النبي صلى الله عليه وسلم " ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم¡ فلينظر بم يرجع" [رواه مسلم] ¡ لا تحزن على الدنيا فإنك مفارقها لا محالة ¡ وهي هينة عند الله لم يرتضيها جزاء للمؤمنين ولا عقابا للكافرين.
إذا أردت أن تعرف هوان هذه الدنيا على الله ¡ فانظر إلى تفاوت الأرزاق فيها وتفاوت مراتب الناس وأقدارهم ¡ ستجد هذا التفاوت ليس على الأساس الذي يرتضيه الله عز وجل وجعله معيارا لتصنيف البشر "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وإنما جاء بمعايير أخرى تناسب هذه الدنيا ولا يعلمها إلا هو عز وجل ¡ فأنت تجد نجوم المجتمع ورموزه هم الفاسقين والمجاهرين بمعصية الله عز وجل ¡ بينما تجد أشرف الناس وأطهرهم خلف قضبان السجون لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله ..فهل هذه هي المقاييس التي يرتضيها الله عز وجل ¡ ألا يستطيع الله عز وجل ضبط هذه الأحوال المعوجة ¡ بلى يستطيع سبحانه وتعالى جلت قدرته ¡ ولكنه أراد أن يعلمنا أن هذه الدنيا هي دار اختبار وامتحان وليست دار الجزاء ¡ وأن هناك دارا أخرى ¡ دار تعتدل بها الموازيين المعوجة ¡ يوضع فيها الناس في أقدارهم الحقيقية ..هذه الدار هي الآخرة " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ¡ على الأرائك ينظرون ¡ هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون"[ المطففين 34 ¡ 35 ¡ 36 ].
إذا أردت أن تعرف قدر الدنيا عند الله ¡ فانظر كيف كان يعيش النبي الله عليه وسلم – أشرف الخلق وأكرمهم على الله – وكيف كان يعيش كسرى وقيصر بل كيف يعيش الآن من يسمونهم الآن بنجوم المجتمع.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء" [رواه الترمذي ].
إذا أردت أيضا أن تعرف قدر الدنيا فانظر إلى تفاوت الناس في الصحة والمرض وانظر مثلا إلى من ولد كفيفا أو معاقا فهل ربك بظالم ¿ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ¡ ولكن الله يعلم أنه بقدرته سيعوض هؤلاء من رحمته وفضله إذا صبروا على ابتلائهم ورضوا عن قضاء الله ¡ اقرأ الحديث التالي فلعلك تجد فيه السلوى عما فاتك من الدنيا وما أصابك منها ¡ ولعله يدفع عنك الحزن على ما ستفارقه عند رحيلك منها¡ يقول النبي صلى الله عليه وسلم " يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة¡ ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت نعيماً قط¿ فيقول: لا والله ما رأيت نعيماً قط¡ ويؤتي بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط¿ فيقول: لا والله ما رأيت بؤساً قط" [رواه مسلم].
ليس الهدف من كل ما سبق هو اعتزال الدنيا وإنما الهدف أن تكون في أيدينا لا في قلوبنا ¡ أن نضع الدنيا في حجمها الحقيقي وأن نعرف أنها ليست دار إقامة وإنما هي الجسر الذي سنعبر إليه إلى الآخرة وما نزرعه فيها اليوم سنحصده في الآخرة غدا.
في النهاية قد يكون مفيدا أن نجمل القول في النقاط التالية:
1- توالي الأيام وتتابعها يقربنا من لقاء الله فكن على أهبة الاستعداد.
2- لا تحزن على فوات الدنيا وإدبارها¡ فما عند الله خير وأبقى فاجتهد لكي تجعله كذلك.
3- اعمل في الدنيا وعمرها ولكن لا تجعلها في قلبك ولا تجعلها أكبر همك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
أيام تتوالى .. ولقاء يقترب
هل تذكر مثل هذه الأيام في العام الماضي...هل تشعر الآن كيف مرت عليك تلك السنة سريعة دون أن تحس بها...
دعنا نعود أكثر للوراء ¡ ألا تذكر أيام طفولتك الأولى وأيام مراهقتك ¡ وأيام كنت تفكر فيها متى أصل للجامعة ومتى أتخرج ومتى أعمل ومتى أتزوج....كيف مرت تلك الأيام سريعا سريعا حتى وصلت للحظة التي تعيشها الآن...ألا يدعوك ذلك للتأمل..
أليس حريا بك أن تفكر أنه مثلما مرت تلك الأيام سريعة فإن ما هو قادم سيمر سريعا أيضا بل ربما أسرع ¡ ألا تفكر أنك تقترب حثيثا دون أن تشعر من ذلك اللقاء الحتمي ...لقاء الله عز وجل ¡ فهل أنت مستعد¿
أعجب لمن يحتفل بما يسميه عيد ميلاده دون أن يدفعه ذلك للتأمل في توالي الأيام وأنه قد اقترب عاما آخر من نهاية أجله.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت¡ وأحبب من شئت فإنك مفارقه¡ واعمل ما شئت فإنك مجزي به¡ واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل¡ وعزه استغناؤه عن الناس"[ رواه الحاكم].
يقول الحسن البصري "إنما أنت أيام¡ فكلما ذهب يوم ذهب بعضك", لا تبتئس فليست هذه دعوة للاكتئاب ولكنها دعوة للاستعداد ¡ عش في الدنيا وعمرها فنحن مأمورون بعمارتها ولكن لا تنس الآخرة فهي الأولى بالإعمار ¡ ولا تحزن على ما يفوتك من الدنيا فما عند الله خير وأبقى ¡ يقول النبي صلى الله عليه وسلم " ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم¡ فلينظر بم يرجع" [رواه مسلم] ¡ لا تحزن على الدنيا فإنك مفارقها لا محالة ¡ وهي هينة عند الله لم يرتضيها جزاء للمؤمنين ولا عقابا للكافرين.
إذا أردت أن تعرف هوان هذه الدنيا على الله ¡ فانظر إلى تفاوت الأرزاق فيها وتفاوت مراتب الناس وأقدارهم ¡ ستجد هذا التفاوت ليس على الأساس الذي يرتضيه الله عز وجل وجعله معيارا لتصنيف البشر "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وإنما جاء بمعايير أخرى تناسب هذه الدنيا ولا يعلمها إلا هو عز وجل ¡ فأنت تجد نجوم المجتمع ورموزه هم الفاسقين والمجاهرين بمعصية الله عز وجل ¡ بينما تجد أشرف الناس وأطهرهم خلف قضبان السجون لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله ..فهل هذه هي المقاييس التي يرتضيها الله عز وجل ¡ ألا يستطيع الله عز وجل ضبط هذه الأحوال المعوجة ¡ بلى يستطيع سبحانه وتعالى جلت قدرته ¡ ولكنه أراد أن يعلمنا أن هذه الدنيا هي دار اختبار وامتحان وليست دار الجزاء ¡ وأن هناك دارا أخرى ¡ دار تعتدل بها الموازيين المعوجة ¡ يوضع فيها الناس في أقدارهم الحقيقية ..هذه الدار هي الآخرة " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ¡ على الأرائك ينظرون ¡ هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون"[ المطففين 34 ¡ 35 ¡ 36 ].
إذا أردت أن تعرف قدر الدنيا عند الله ¡ فانظر كيف كان يعيش النبي الله عليه وسلم – أشرف الخلق وأكرمهم على الله – وكيف كان يعيش كسرى وقيصر بل كيف يعيش الآن من يسمونهم الآن بنجوم المجتمع.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء" [رواه الترمذي ].
إذا أردت أيضا أن تعرف قدر الدنيا فانظر إلى تفاوت الناس في الصحة والمرض وانظر مثلا إلى من ولد كفيفا أو معاقا فهل ربك بظالم ¿ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ¡ ولكن الله يعلم أنه بقدرته سيعوض هؤلاء من رحمته وفضله إذا صبروا على ابتلائهم ورضوا عن قضاء الله ¡ اقرأ الحديث التالي فلعلك تجد فيه السلوى عما فاتك من الدنيا وما أصابك منها ¡ ولعله يدفع عنك الحزن على ما ستفارقه عند رحيلك منها¡ يقول النبي صلى الله عليه وسلم " يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة¡ ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت نعيماً قط¿ فيقول: لا والله ما رأيت نعيماً قط¡ ويؤتي بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط¿ فيقول: لا والله ما رأيت بؤساً قط" [رواه مسلم].
ليس الهدف من كل ما سبق هو اعتزال الدنيا وإنما الهدف أن تكون في أيدينا لا في قلوبنا ¡ أن نضع الدنيا في حجمها الحقيقي وأن نعرف أنها ليست دار إقامة وإنما هي الجسر الذي سنعبر إليه إلى الآخرة وما نزرعه فيها اليوم سنحصده في الآخرة غدا.
في النهاية قد يكون مفيدا أن نجمل القول في النقاط التالية:
1- توالي الأيام وتتابعها يقربنا من لقاء الله فكن على أهبة الاستعداد.
2- لا تحزن على فوات الدنيا وإدبارها¡ فما عند الله خير وأبقى فاجتهد لكي تجعله كذلك.
3- اعمل في الدنيا وعمرها ولكن لا تجعلها في قلبك ولا تجعلها أكبر همك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.