أمير الأحلام
08-30-2004, 19:00
كيف هي ¿ أول ليلة في القبر
بقلم الداعيه:
خيرية الحارثي
أديت صلاة الفجر يوم الجمعة في بيت الله الحرام ¡ وعقب الصلاة نُودي للصلاة على الأموات ¡ وهذا الأمر من أكثر الأمور إثارة لمشاعري ¡ ويُوقظ فؤادي ¡ تساقطت دموعي الحارة ¡ واختنقت العبرات في صدري ¡ تذكرت حال هذا المتوفي ¡ وأنه سيبيت هذه الليلة في قبره وحيداً فريداً .. تذكرت غفلتنا ¡ وكيف أننا فتحنا على أنفسنا مباحات الدنيا وملذاتها .
تذكرت جهلنا بالمصير وبالمــآل ¡ وجهلنا بالحشر والنشر ¡ وهول المطلع .
تذكرت غفلتنا عن أحوال البرزخ ¡ وسكرات الموت وشدتهــــا .
نظرت إلى الناس ¡ وتدبرت أحوالهم ¡ فمنهم من يخطط لمستقبله ¡ ومنهم من يعد لسفره ¡ ومنهم من شغل بدراسته ¡ ومنهم .. ومنهم .. أما تلك الحفرة فليس هناك من يخطط لها ـ إلا من رحم ربي ـ وقليل ماهم في عصر عمد فيه الطغاة المستبدون إالى أن يشربونا الذل ¡ فأماتوا الهمم ¡ وخمدوا الحمية ¡ حتى تحولت شبل الأسد إلى ظباء .
نظرت إلى النساء فإذا من انغماس في الترف ¡ على استسلام للشهوات ¡ إلى جري وراء الموضات تصاغرت هممهن ¡ فلم ينشغلن إلا بسفاسف الأمور ومحقراتها .
عدت إلى نفسي فتذكرت القبر ثانية ¡ تلك الحفرة الضيقة المظلمة ¡ سأنزل فيها رغم أنفي شئت أم أبيت لن أستطيع أن أمانع في ذلك الأمر ¡ لأنه أمر الله في ¡ ولاراد لقضائه وأمره ¡ فكرت " لو كان لدي حديقة في منزلي ¡ لحفرت بها حفرة مماثلة ¡ أضطجع فيها كلما رأيت من نفسي تقصيرا¡ ولهوا ¡ عسى أن تتوب ¡ فيخرج مافيها من خبث وغش ¡ وتشفى من أمراض فتورها .. تمنيت أن يُسمح لي بالوقوف علىقبر فأرى ساعة نزول الميت فيه فيغير ذلك من حالي.
تذكرت ( منكراً ونكير ) اللذان وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهما أسودان أزرقان ¡ أصواتهما كالرعد ¡ وبأيديهما مطرقة من حديد ¡ كيف بي إذا أقعداني واستجوباني º تأملت في نفسي فإذا أنا ذات قلب رقيق لايقوى على رؤية المصابين من المسلمين ¡ لاأصبر على رؤية الجرحى والمنكوبين ¡ وأصحاب الحوادث والعاهات ¡ هاأنا يقشعر بدني لرؤية حشرة صغيرة ¡ لأن شكلها غريب ..
هانحن إذا أصبنا بمرض أو ألم ¡ فارقنا النوم ¡ وضاقت النفس ¡ وحل الاكتئاب ¡ كيف بي لو سُلط على العذاب في قبري ¡ أو سحبتني ملائكة العذاب إلى النار ¡ وما ربك بظلام للعبيد .
ـ عرفت الآن ياحبيب الله محمد ( عليك صلاة الله وسلامه ) لماذا قلت : ( لوددت أني شجرة تعضد ) .
ـ علمت الآن يا أبا بكر ( الصديق ) رضي الله عنك وأرضاك لماذا بكيت عندما رأيت الحمامة .. لأن ليس عليها جزاء ولا حساب .
ـ تيقنت الآن يا عمر (الفاروق) رضوان الله عليك ¡ لم كان في خديك خطان أسودان من كثرة البكاء .
ـ تبصرت الآن يا عبد الله بن عباس ( يا حبر الأمة ) لم كان أسفل عينيك مثل الشراك البالي من كثرة الدموع .
ـ الآن رق قلبي لكلامك يا علي بن أبي طالب رضي الله عنك وأرضاك وقد علاك كآبة وأنت تقلب يدك وتقول :
( لقد رأيت أصحاب رسول الله ¡ فلم أر شيئاً يشبههم ¡ لقد يصبحون شعثاً ¡ صفراً ¡ غبراً ¡ بين أعينهم
أمثال ركب المعزى ¡ وقد باتوا سجداً ¡ وقياماً يتلون كتاب اللــه ... وهملت أعينهم بالــــدموع حتى تُبل ثيابهم ¡ والله فكأني بالقوم باتوا غـــــافلين ¡ ثم قام رضوان الله عليه ¡ فما رؤي بعد ذلك ضاحكاً حتى ضربه ابن ملجم ) .
صلاة اللــه وسلامه عليك ياحبيب اللــه وعلى صحبك الأطهــار تسليمــاً كثيرا ـ فلقد كنتم تعيشون في عصر يسوده التواصي بالحق ¡ أما نحن فقد تأثرنـا من حيث لانريد بمسمـوعِِِِِ ومنظـور ¡ ألقتهـا عليناجميع أجناس الشياطين ¡ فخذلت هممــنا ¡ وأطفـأت أنوار بصائرنا ¡ وشلت طاقاتنــا ـ إلا من رحم ربي ـ فكما قيل : ( من المشاهد أن المـــاء والهواء يُفسدان بمجاورة الجيفــة ¡ فما الظن بالنفوس البشريــة )
أقول لنفسي ولأمثالي :
واحســرتا تقضى العـمــر وانصــرمت *** ساعــاتـــه بين ذل العجـــز والكســــل
والقوم قــد أخــذوا درب النجــاة وقــــد *** ســــاروا إلى المطلب الأعلى على مهل
لكن هناك فرج بإذن اللــه ـ تلك آيــة عظيمة في كتاب اللـــــه تبعث الأمــــل في رحمتك ياأرحم الراحمين :
( قل ياعبادي الذين أسرفـوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمــة اللــه إن اللــه يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
وهناك حديث يبعث الأمان في النفوس الضعيفة : يرويه الحبيب عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم :
( إن الله كتب على نفسه بنفسه قبل أن يخلق الخلق " إن رحمتي سبقت غضبي " متفق عليه
اللهم إن نتوسل إليك بإيماننا ( الذين يقولون ربنا إننا آمنــا فاغفر لنا ذنوبنا وقنـــا عذاب النار )
اللهم آمن روعاتنا ¡ واستر عوراتنا ¡ واجعلنا ممن تتلقاهم الملائكة يوم الفزع الأكبر ـ تفضلاً منك ومنة وإحسانا ـ
بقلم الداعيه:
خيرية الحارثي
أديت صلاة الفجر يوم الجمعة في بيت الله الحرام ¡ وعقب الصلاة نُودي للصلاة على الأموات ¡ وهذا الأمر من أكثر الأمور إثارة لمشاعري ¡ ويُوقظ فؤادي ¡ تساقطت دموعي الحارة ¡ واختنقت العبرات في صدري ¡ تذكرت حال هذا المتوفي ¡ وأنه سيبيت هذه الليلة في قبره وحيداً فريداً .. تذكرت غفلتنا ¡ وكيف أننا فتحنا على أنفسنا مباحات الدنيا وملذاتها .
تذكرت جهلنا بالمصير وبالمــآل ¡ وجهلنا بالحشر والنشر ¡ وهول المطلع .
تذكرت غفلتنا عن أحوال البرزخ ¡ وسكرات الموت وشدتهــــا .
نظرت إلى الناس ¡ وتدبرت أحوالهم ¡ فمنهم من يخطط لمستقبله ¡ ومنهم من يعد لسفره ¡ ومنهم من شغل بدراسته ¡ ومنهم .. ومنهم .. أما تلك الحفرة فليس هناك من يخطط لها ـ إلا من رحم ربي ـ وقليل ماهم في عصر عمد فيه الطغاة المستبدون إالى أن يشربونا الذل ¡ فأماتوا الهمم ¡ وخمدوا الحمية ¡ حتى تحولت شبل الأسد إلى ظباء .
نظرت إلى النساء فإذا من انغماس في الترف ¡ على استسلام للشهوات ¡ إلى جري وراء الموضات تصاغرت هممهن ¡ فلم ينشغلن إلا بسفاسف الأمور ومحقراتها .
عدت إلى نفسي فتذكرت القبر ثانية ¡ تلك الحفرة الضيقة المظلمة ¡ سأنزل فيها رغم أنفي شئت أم أبيت لن أستطيع أن أمانع في ذلك الأمر ¡ لأنه أمر الله في ¡ ولاراد لقضائه وأمره ¡ فكرت " لو كان لدي حديقة في منزلي ¡ لحفرت بها حفرة مماثلة ¡ أضطجع فيها كلما رأيت من نفسي تقصيرا¡ ولهوا ¡ عسى أن تتوب ¡ فيخرج مافيها من خبث وغش ¡ وتشفى من أمراض فتورها .. تمنيت أن يُسمح لي بالوقوف علىقبر فأرى ساعة نزول الميت فيه فيغير ذلك من حالي.
تذكرت ( منكراً ونكير ) اللذان وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهما أسودان أزرقان ¡ أصواتهما كالرعد ¡ وبأيديهما مطرقة من حديد ¡ كيف بي إذا أقعداني واستجوباني º تأملت في نفسي فإذا أنا ذات قلب رقيق لايقوى على رؤية المصابين من المسلمين ¡ لاأصبر على رؤية الجرحى والمنكوبين ¡ وأصحاب الحوادث والعاهات ¡ هاأنا يقشعر بدني لرؤية حشرة صغيرة ¡ لأن شكلها غريب ..
هانحن إذا أصبنا بمرض أو ألم ¡ فارقنا النوم ¡ وضاقت النفس ¡ وحل الاكتئاب ¡ كيف بي لو سُلط على العذاب في قبري ¡ أو سحبتني ملائكة العذاب إلى النار ¡ وما ربك بظلام للعبيد .
ـ عرفت الآن ياحبيب الله محمد ( عليك صلاة الله وسلامه ) لماذا قلت : ( لوددت أني شجرة تعضد ) .
ـ علمت الآن يا أبا بكر ( الصديق ) رضي الله عنك وأرضاك لماذا بكيت عندما رأيت الحمامة .. لأن ليس عليها جزاء ولا حساب .
ـ تيقنت الآن يا عمر (الفاروق) رضوان الله عليك ¡ لم كان في خديك خطان أسودان من كثرة البكاء .
ـ تبصرت الآن يا عبد الله بن عباس ( يا حبر الأمة ) لم كان أسفل عينيك مثل الشراك البالي من كثرة الدموع .
ـ الآن رق قلبي لكلامك يا علي بن أبي طالب رضي الله عنك وأرضاك وقد علاك كآبة وأنت تقلب يدك وتقول :
( لقد رأيت أصحاب رسول الله ¡ فلم أر شيئاً يشبههم ¡ لقد يصبحون شعثاً ¡ صفراً ¡ غبراً ¡ بين أعينهم
أمثال ركب المعزى ¡ وقد باتوا سجداً ¡ وقياماً يتلون كتاب اللــه ... وهملت أعينهم بالــــدموع حتى تُبل ثيابهم ¡ والله فكأني بالقوم باتوا غـــــافلين ¡ ثم قام رضوان الله عليه ¡ فما رؤي بعد ذلك ضاحكاً حتى ضربه ابن ملجم ) .
صلاة اللــه وسلامه عليك ياحبيب اللــه وعلى صحبك الأطهــار تسليمــاً كثيرا ـ فلقد كنتم تعيشون في عصر يسوده التواصي بالحق ¡ أما نحن فقد تأثرنـا من حيث لانريد بمسمـوعِِِِِ ومنظـور ¡ ألقتهـا عليناجميع أجناس الشياطين ¡ فخذلت هممــنا ¡ وأطفـأت أنوار بصائرنا ¡ وشلت طاقاتنــا ـ إلا من رحم ربي ـ فكما قيل : ( من المشاهد أن المـــاء والهواء يُفسدان بمجاورة الجيفــة ¡ فما الظن بالنفوس البشريــة )
أقول لنفسي ولأمثالي :
واحســرتا تقضى العـمــر وانصــرمت *** ساعــاتـــه بين ذل العجـــز والكســــل
والقوم قــد أخــذوا درب النجــاة وقــــد *** ســــاروا إلى المطلب الأعلى على مهل
لكن هناك فرج بإذن اللــه ـ تلك آيــة عظيمة في كتاب اللـــــه تبعث الأمــــل في رحمتك ياأرحم الراحمين :
( قل ياعبادي الذين أسرفـوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمــة اللــه إن اللــه يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
وهناك حديث يبعث الأمان في النفوس الضعيفة : يرويه الحبيب عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم :
( إن الله كتب على نفسه بنفسه قبل أن يخلق الخلق " إن رحمتي سبقت غضبي " متفق عليه
اللهم إن نتوسل إليك بإيماننا ( الذين يقولون ربنا إننا آمنــا فاغفر لنا ذنوبنا وقنـــا عذاب النار )
اللهم آمن روعاتنا ¡ واستر عوراتنا ¡ واجعلنا ممن تتلقاهم الملائكة يوم الفزع الأكبر ـ تفضلاً منك ومنة وإحسانا ـ