المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يُجمع الناس على جدوى تنفيذ حكم الشرع



المراسل الإخباري
11-15-2016, 04:36
يتحرّك واقع الإنسان ويموج عندما يُصبح مصيره أو وجوده موضع تساؤل.
ويُصبح وجود المجتمع موضع تساؤل إذا تهدد أمنه أو دام ترويعه. وسمعت الناس يرددون "ما مثل الأملح" أي أن القوم هنا يرون أن القصاص أو التقيد التام بالتشريع هو من ثوابت الأمة.
وإذا استفحل الخطر¡ أو بدأ يستفحل.. فإن إعطاء الحياة لبقية أفراد المجتمع هو بقطع دابر الشرارة¡ أو الشرر الذي يُهدد حياة الناس.
أقول هذا بمناسبة تنفيذ حكم الشرع في كل من تطاول على سكون وراحة المجتمع الذي تعوّد عليه عبر سنين.
وفي رأيي أن الشرع لم يترّبص بأحد.. لا.. ولم يأت بموقف جديد أو ابتداع ضد أولئك الناس¡ وإنما جاءت معايير عقلانية تقول لأهل هذا الوطن لا فرق بين هذا وذاك في عملية قطع دابر التسيّب والاستهتار.
والمشكلة إذا وُجد كائدون من الخارج¡ بجوار مستهترين من الداخل¡ يُفترض فيهم أنهم أهل وطن¡ ويملؤون الأرض حبا ورحمة وإخاء.. وعندي أن البعض داخل التكوين الاجتماعي عندنا يميلون إلى شرعة الفوضى لو تُرك لهم الحبل على الغارب. فلو جاءنا من يريد أن يُنفّذ أفكاره بيديه أو بعصاه أو بسلاحه الناري¡ فهذا هو معيار التساؤل في أحقية هذه الأرض بأن تعيش الهناء والهدوء.
وحين نعود إلى الماضي¡ ونرى ما كتبهُ التاريخ فإن عملية الاقتصاص ممن قتلوا أنفسا بريئة ليست جديدة ولا بدعة¡ فهي إحدى الآليات الدفاعية ضد من افتقدوا التكيّف الاجتماعي الحق¡ وصاروا لا يحسون بمدى جسامة ما يعملونه¡ ولا الثمن الذي سيدفعونه.
وتمتلك هذه البلاد حرّية المرور إلى قراراتها دون الاستعانة باملاءات الغير. وما دامت العضوية الصالحة في المجتمع متاحة لكل فرد¡ فليس لدى أي مارق عذر بأن يعمد إلى إملاء آرائه عن طريق ترويع الناس. حتى جمعيات الرأفة بالخارج لا تعرف ما نعرف.
لا يُفيد المذنب ولا يُغيّر من طبيعة الحكم كونه من أبناء هذه البلاد. ولم يُجهّز الحكم سلفا ضد أحد.. ولم يجر تجهيز الحكم سلفاً ضد أحد¡ وإن كانت المفاجأة أكبر منا¡ لأن أهل هذه البلاد وخصوصاً هذا الجيل الحضري لم يعرف إلا الهدوء والسكينة في منزله ومعاشه وسفره وإقامته.
هل درى المتمادون بفعل ما يشين أن محاولتهم هذه ستؤدي بهم إلى هذا المصير السيىء. أم أن ذلك فقط عملية إعلان وجود.
الدولة تنظر إلى الشباب ومشاكله نظرة متفهمة وبروح متعاطفة ومساندة. وثمة وسائل كثيرة اخرى للافصاح عن الذات في اسلوب مأمون وملائم. لكن الاندفاع إلى دروب خفية¡ جعل هؤلاء المذنبين يتسلون بما حّرم وهو قتل النفوس البريئة واحاطة المجتمع بجو من القهر والتفَرد والحرمان والفوضى.
الحكم الشرعي هو الإنصاف.. وهو العلاج وصدق من ردد "ما مثل الأملح".




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1547894)