المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واجهتنا الهشة



المراسل الإخباري
11-25-2016, 06:21
هل هناك علاقة تناسب طردي بين الكبت والمنع¡ وحالات الهوس والإدمان¿
ليس فقط مدارس علم النفس ما تقر بهذا علميا¡ بل الواقع يثبت لنا أن المجتمعات العربية التي تحاول أن تظهر واجهة من الحشمة والوقار والمحافظة¡ تحتل المراتب الأولى عالميا من حيث تصفح المواقع الإباحية¡ ومن هذه الدول الإمارات¡ مصر¡ السعودية¡ البحرين¡ الكويت¡ وقطر.
لابأس لنعرف بعض الحقائق المؤلمة والموجعة¡ فلعلها تقوم بمقام المرآة التي تجعلنا نتأمل بعض ندوبنا وأمراضنا التي نرفض الاعتراف بها.
فقد أعلن اللواء جمعان الغامدي بأن الأمن العام في عام 1437 فقط¡ تلقى 985 بلاغا من الإنتربول حول معرفات الكترونية تبث مادة إباحية من داخل الوطن¡ إلى الدرجة التي احتاج فيه الموضوع تدخل الإنتربول الدولي!!
وأكد الغامدي السعي في الوقت نفسه¡ إلى "معالجة الأشخاص ذوي السلوك المنحرف¡ وتهيئة الجهات الطبية لمعالجة الضحايا"¡ مبيِّناً أن الأمن العام ينفذ عقوبات فقط¡ ولا يشرّعها¡ وبحسب تأكيدهº فإن العقوبة متفاوتة تبدأ بالسجن 5 سنوات¡ أو غرامة 3 ملايين ريال¡ أو بهما معاً¡ فيما ترتفع في حالة الاعتداء الجسدي لتصل إلى حدِّ الحرابة.
بوركت الجهود الأمنية التي دوما نجدها متأهبة في الواجهة¡ لكن ماذا عن بقية مؤسسات المجتمع¿ ما موقفها حول المعلومات التي نعتبرها بمثابة العار الذي يقدمنا داخل المجتمع الدولي¿
العولمة بجانبها المظلم الفاحش¡ أمر يوازي حربنا مع المخدرات¡ حرب إلكترونية يكمن خلفها صناعة دولية لها أساطينها وشياطينها.
المؤسسات الفكرية والثقافية كانت مشلولة (ومازالت)¡ ويبدو أن انحسار الخطاب الصحوي عن المجتمع¡ بدأ يظهر لنا الأثر السلبي الناتج عن تجفيف منابع الثقافة¡ والجمال¡ والإبداع الخلاق في المجتمعات بشكل خلق حالة من التصحر¡ العاجز على أن يروي أسئلة¡ وتطلعات¡ وآمال الأجيال الناشئة.
بالإضافة إلى طبيعة العلاقة داخل الأسرة لدينا¡ والتي تقوم دوما في مجملها على العيب¡ والمحظور¡ والصمت¡ ودوائر الحوار المتقطعة¡ والتي تجعل الطفل يروي فضوله عبر منابع خطرة غير مأمونة.
لماذا تبدو مجتمعاتنا هشة¡ ومستباحة أمام أي حرب فكرية خارجية¿ لماذا لم يستطع خطابنا التربوي¡ والتعليمي¡ والثقافي¡ والأسري أن يصنع شخصيات سوية متوازنة¡ قادرة على التصالح مع غرائزها¡ والتسامي بمشاعرها¡ والتعامل معها بشكل حضاري وواع¿
نعود إلى النظرية العلمية التي تشير إلى أن المكبوت في المجتمعات هو ما يشكل هوسا لأفراده¡ وتلك المشاعر والأحاسيس ما لم يتم إعلاؤها¡ والسمو بها¡ وتهذيبها عبر إستراتيجية وطنية شمولية¡ فستظل الأرقام تنقل لنا حقائق مفجعة ومخزية.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1549799)