المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الملك سلمان لكل اللبنانيين



المراسل الإخباري
11-25-2016, 06:21
السياسة السعودية في الإقليم العربي ما زالت على ذات النسق من وحدة الصف¡ وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة¡ والحفاظ على الهوية العربية¡ وقطع الطريق على أي تدخل في شؤونه¡ أو إثارة وتأزيم علاقاته¡ أو التقليل من مرجعيته المشتركة ممثلة في ميثاق الجامعة العربية.
وتحمّلت المملكة في سبيل ذلك الكثير من المال¡ والدبلوماسية الاستباقية لاحتواء الأزمات¡ والخروج منها بأقل الخسائر¡ والالتزام بدورها المحوري كضامن عربي سيبقى ولا يزال الأقوى تأثيراً في صناعة قراره¡ ومستقبله.
الدور السعودي لم يتأثر بأحداث المنطقة العربية حالياً¡ ولم تتغيّر مواقفه¡ أو ردّات فعله¡ بل زاد عليه تدخله العسكري عندما حان الوقت لذلك¡ وتوافرت مبرراته الشرعية¡ كما هو حاصل الآن في اليمن¡ والمشاركة في تحالف دولي للحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي¡ وقبل ذلك موقفه السياسي الداعم للشعب المصري في ثورة يونيو¡ والوقوف إلى جانب المعارضة السورية المعتدلة¡ والتأكيد على عروبة العراق¡ ووحدة أرضه¡ والحفاظ على ليبيا آمنة مستقرة باحترام إرادتها الشعبية.
وفي لبنان كان الموقف السعودي واضحاً منذ أزمته الرئاسية¡ وقبلها في الموقف من "حزب الله" الإرهابي وتدخله السافر في سورية¡ وعمالته لإيران على حساب أمن واستقرار لبنان¡ حيث لا يزال الموقف السعودي متمسكاً باتفاق الطائف¡ وتحقيق التوافق بين المكونات السياسية هناك¡ وبقاء لبنان في محيطه العربي¡ وهي مقومات الدولة التي تحافظ عليها المملكة من أي تدخل خارجي¡ وتفتح معها الباب واسعاً في تعزيز مجالات التعاون الثنائي.
من هنا كانت رسالة الملك سلمان للرئيس ميشال عون وحملها الأمير خالد الفيصل تأكيدا على وقوف المملكة مع لبنان الشقيق¡ وتقدير مكانته العربية¡ ورغبة في تجاوز أزماته الداخلية¡ وتشكيل حكومته الوطنية¡ وأن يعم الأمن والاستقرار لبنان.
الرسالة الملكية موجهة للرئيس عون¡ ولكن مضمونها لكل اللبنانيين بجميع طوائفهمº من أن المملكة لا تزال قريبة منهم¡ ولن تتخلى عنهم¡ وأبوابها مفتوحة لهم¡ مهما كانت تداعيات المواقف والأحداث¡ أو من يقرأ بين سطور الأزمات¡ أو من يتوقف عند الأشخاص أو الأحزاب على حساب لبنان الدولة والكيان العربي بتاريخه¡ وحضارة أرضه¡ وحضور إنسانه.
توقيت رسالة الملك سلمان مهم جداً لمن يتابع الشأن اللبنانيº فهي تأتي بعد انتخاب رئيس جديد بعد فراغ رئاسي دام أكثر من عامين ونصف العام¡ وقبل تشكيل الحكومة المرتقبة لدولة الرئيس سعد الحريري¡ ومتزامنة مع أحداث عربية ساخنة ومحاذية للبنان¡ وتدخلات إيرانية طالت الشأن اللبناني بكثير من الأزمات¡ وتعكير الصف¡ وبالتالي هذه الرسالة داعمة للموقف السعودي في لبنان¡ ومحفزة على مرحلة جديدة من التعاون¡ وتفتح الطريق أمام الرئيس عون لزيارة المملكة في أول زيارة خارجية له¡ ولقاء الملك سلمان¡ والتباحث معه¡ وهذه لها دلالات وإشارات سياسية مهمة¡ أهمها أن ما بين لبنان والسعودية أكبر مما تخطط له إيران¡ أو تحاول التأثير فيه¡ أو تحريك حزبها المأجور للنيل منه¡ وبالتالي ليس من الحنكة السياسية أن يبقى لبنان بعيداً عن العرب في هذه المرحلة تحديداً¡ وليس من رؤية وقدرة المملكة أن تتخلى عن لبنان وتتركه لإيران.
قدر المملكة في هذا الظرف الدقيق لواقعنا العربي المأزوم أن تتصدّر المشهد¡ وتجمع العرب في مهمة تاريخية لتوحيد الصف¡ والكلمة¡ وترتقي رغم الألم عن كل من يثير الفتنة والانقسام¡ وتتحمّل في سبيل ذلك الكثير.. ولا تزال.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1549795)