المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هشتقوه..



المراسل الإخباري
11-28-2016, 14:03
في عام 1968 قال مذيع أميركي ساخر: قريباً سيصبح كل إنسان مشهوراً لمدة خمس عشرة دقيقة.. واليوم أصبح هذا القول جزءاً من الثقافة الأميركية لدرجة قالت هيلاري قـبل فوز ترامب: "لا تأبهوا لما يقول¡ فهو يعيش نصيبه من الخمس عشرة دقيقة"...
وظاهرة الشهرة المفاجئة نلاحظها خصوصاً بين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.. فهذه الأيام يمكن لصورة أو مقطع أو تغريدة أن تنفجر كالفقاعة وتجعل من صاحبها مشهوراً لفترة مؤقتة (هي المقصودة بالخمس عشرة دقيقة).. لا يعـود السبب لقيمتها الفكرية أو الأدبية أو الأخلاقية¡ بــل لشذوذها وغرابتها ومخالفتها لكل القواعد المرعية.. أعرف مفكرين وكتاباً وأدباء لم ينالوا من الشهرة ــ خلال سنوات ــ ما ناله "أبو سن" و"أبو شنب" خلال دقائق على الإنترنت.. أنا شخصياً تلقيت في مارس الماضي أكبر عدد من الدعوات لعمل لقاءات تلفزيونية مصورة.. لم يكن السبب تأليفي لستة كتب أو كتابتي لــ9000 مقال بل لأنهم اعتقدوا أنني "فهـد الأحمدي" الذي أعلن عن تنظيم دورة بعنوان "هل المرأة إنسان¿" ونال بفضلها نصيبه المؤقت من الشهرة..
... وكما أؤمن شخصياً بأن كل إنسان سيحظى هذه الأيام بنصيبه من الشهرة¡ أؤمن أيضاً بأنه سينال قريباً حظه من "الهشتقة"..
والهشتقة (لمن لا يعرفها) فعل مشتق من كلمة هاشتاق أو الوسم الإلكتروني الذي يبدأ بعلامة المربع#. وهي علامة توضع قبل الكلمات البارزة لتصنيف المواضيع والبحث عنها واستقطاب الجمهور إليها.. صحيح أن بعضها يعبر عن اهتمامات الناس ويجمعهم في قضية مشتركة.. غير أن الغالبية العظمى من الهاشتاقات تعبّر عن دوافع شخصية تفشل في استقطاب جميع الناس.. مواقف فـردية تدفع أصحابها لاستقطاع جملة يتيمة من كلام المسؤول¡ أو مقال الكاتب¡ أو خطبة الواعظ بهدف قلب مجتمع ضده.. جـملة لا يمكن تقييمها أو الحكم على صاحبها قبل التعرف على خلفياتها وظروفها والسياق الذي قيلت فيه.. رأينا ذلك في هاشتاقات ظالمة طالت وزراء ومسؤولين لم يقصدوا هذا المعنى فعلاً ــ ولكننا للأسف خضنا مع الخائضين.. أصبح تعبير هشتقوه (على وزن صادوه أو ورطوه) من سمات ثقافتنا الجديدة وحديثنا من وراء حجاب.. أصبح معظمنا يشارك في نشرها وتوزيعها حتى قبل علم صاحبها بوجودها ــ وكثيراً ما يتصل بي أحد الأصدقاء ليقول لي: "ترى هشتقوك في تويتر"!!
... ولأننا حديثي عهد بوسائل التواصل الاجتماعي لايزال فعل الهشتقة موجهاً فقط ضد المسؤولين والمعروفين في المجتمع.. ولكن قريباً سينال الجميع نصيبهم من "الهشتقة" كونها الوجـه الإلكتروني للغيبة والنميمة والتحريض التي لم نتوقف يوماً عن ممارستها.. رغم كل النصوص المحرمة لها.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1550909)