المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيئة مكافحة الإشاعات



المراسل الإخباري
11-29-2016, 18:15
أرسلت إحدى الصديقات موقعا يسمى "هيئة مكافحة الإشاعات" والحقيقة أنني أسمع به للمرة الأولى.. يعرّف الموقع الغاية من إنشائه بأنها ترتكز على التصدي للإشاعات واحتوائها بحيث لا تشكل عقبة أمام مصداقية الإعلام الجديد ومن قوله تعالى: "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم".. والهيئة مشروع مستقل لا تدعمه أي جهة حكومية له حضور فاعل في تويتر والإنستغرام والفيس بوك وإيميل للمراسلات من أجل التأكد من الشائعة إن كنت تريد ذلك ويقتلك الشك في خبر أو أمر مطروح على الساحة ولم تستطع أن تتقبله أو تستوعبه..!
في البداية عندما تراسلهم تكتب ابحث عن شائعة وبعدها يأتيك الرد.. والواقع أنني تجاوزت ذلك لأعبر على الصور التي ينشرها الموقع على جانبي الصفحة.. نفس الصورة ولكن واحدة مكتوب عليها الحقيقة والأخرى الشائعة.. الصور الحقيقية والخبر الحقيقي في الغالب منسوب إلى محطات وتلفزة مرموقة وبعضها محلية يتم تداولها وترسل على القروبات كالنار في الهشيم.. وآخرها منذ أيام خبر لوفاة ثلاثة أشخاص في مستشفى الشميسي نتيجة لتناول تونة معينة وقد وصلتني الرسالة أنا شخصياً عدة مرات في نفس الليلة والكارثة أنني قد تسوقت من يومين بست علب من نفس التونة وهي ليست رخيصة فاتجهت إلى المطبخ ورميتها في سلة المهملات وسط ذهول الشغالة في المطبخ التي طلبت أن تأكلها لأنها غير منتهية الصلاحية فقلت لها إنها غير صالحة..!
كيف صدقت هذه الشائعة¿ حتى هذه اللحظة لا أعرف كيف¿ ولكني تحولت فجأة إلى شعبوية واصطففت في طابور العوام الذين يتم التلاعب بهم.. في حقيقة وفيات التونة نفت وزارة الصحة الخبر جملة وتفصيلاً وأكدت أنها رسالة تنافسية لتشويه المنتج وبلا مصدر.. نفس الشيء موكب الرئيس الأميركي المنتخب ترامب صورة متداولة مفبركة وغير صحيحة.. صورة العماني الذي نثر عشرة ملايين على الأرض لزوجته غير صحيحة والحقيقة هي أطول لوحة بالأوراق النقدية أعدها فريق تطوعي في نادي السيب العماني..!
آخر الإشاعات وليس آخرها هي توزيع محطات البنزين لمفاتيح بها أجهزة تتبع وهي مجرد إشاعة عالمية كاذبة بنسختها العربية.. ليست المشكلة في الشائعات التي هي في الواقع قصص وأخبار مزيفة كما تعرف تتداول بين العامة وتنتشر بشكل سريع ظناً منهم على صحتها وهي دائماً ما تكون شيقة ومثيرة لفضول المجتمع والباحثين وتفتقر عادة إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار.. وكما يعرفها عالم الاجتماع الأميركي "تي شيبوتاني" بأنها أخبار ملفقة تتولد من نقاش جماعي ومصدرها حدث مهم وملتبس وتعريفها المختصر "الإشاعة = الأهمية + الالتباس"..!
وما يصدره الملفقون من شائعات يبقى في دائرة الشأن العام ينتشر بسرعة وبتأثير مخيف يتفاعل معه العامة وكأنه الحقيقة دون أن يكلفوا أنفسهم التأكد من صحته. خاصة أن بعض هذه الشائعات مؤثرة ومهددة وتترك أثراً سيئاً لدى الإنسان.. وكنت أتمنى أن تقوم هذه الهيئة بملاحقة من يصدرون الشائعات وهذا هو الأهم وتقديمهم للمحاكمة ورفع قضايا على الجهات الرسمية التي تتبنى الشائعة للحد منها.. برغم أن مجرد إنشائها كهيئة مستقلة يعتبر إنجازاً.. سعدت به..!!




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1551099)