المراسل الإخباري
12-04-2016, 10:31
قبل سنوات نشر الزميل فهد الأحمدي في عموده رسالة تلقاها من إحدى القارئات¡ تلك الرسالة قدمت وصفاً كاملاً لحياته الشخصية وعائلته¡ تفاصيل كل شيء محيط به¡ كم طوله¿ ومن هي زوجته¿ وما يحب وما يكره¿
العجيب أن جميع هذه المعلومات الشخصية كانت منشورة عبر مقاله اليومي خلال سنوات¡ وكل ما فعلته تلك الفتاة هو اقتناص معلومة واحدة من مقال وأخرى من مقال آخر¡ واستنتاج معلومة من جملة عابرة¡ مثل استطاعتها تخمين طوله اعتماداً على وصفه لالتقاط بعض الأشياء! وهكذا استطاعت تكوين صورة شاملة عنه دون أن تترك غرفتها! اليوم أضحى بإمكان أي مهتم معرفة كل ما يرغب عنك عبر حساباتك وتفاعلاتك في التواصل الاجتماعي دون أن يحتاج لاختراق بريدك الإلكتروني أو حاسبك الآلي.
كل ما يتطلبه الأمر اليوم مجرد الاطلاع على حساباتك الاجتماعية المختلفة¡ ثم جمع المعلومات وتحليلها ومحاولة الربط بينها¡ فمثلاً في "تويتر" تستطيع تحديد الاتجاه الفكري عبر مطالعة قائمة من تتابع¡ وإن كنت تغرد يمكن تحليل قائمة متابعيك¡ فالغالب الأعم يتابع من يوافق هواه ومن يؤكد تفضيلاته وتفسيراته¡ ناهيك عن تحليل خطاب التغريدات وإعادة التغريد والإعجاب¡ فضلاً عن تفاصيل تعليمك ومسيرتك المهنية في "لينكدإن"¡ ولا تنس المعلومات الشخصية الهائلة المتوفرة عبر "ملف التعريف" في "الفيسبوك"¡ إذ يمكنك تتبع حياة من ترغب عبر مساره الزمني¡ فهناك أصدقاؤه المقربون¡ وهناك تفاصيل حياته¡ أين سافر¿ وأين عاش¿ ومن هي زوجته¿ ولا تنس ما يبث عبر "سنابشات" وغيره.
قبل سنوات ظهرت في الولايات المتحدة وكالات خاصة للتجسس الرقمي¡ هدفها توفير معلومات لم يرغب عمّن يرغب¡ والعملية لم تكن تأخذ سوى وقت قصير¡ مجرد دراسة وتحليل لحسابات التواصل الاجتماعي للمعلومات والأحداث التي يضعها الشخص عن طيب خاطر¡ وتستطيع معرفة ما يحب أن يشرب ويأكل¿ أي فريق رياضي يشجع¿ أي حزب سياسي ينتمي¿ المضحك في الأمر أن بعض الشباب استغل تلك الخدمات للتعرف أكثر على الفتاة التي يحبها¡ حينئذ يستطيع أن يوقعها في شركه بعمق ما يعرف من تفضيلاتها واهتماماتها¡ بل حتى مصادفتها في الأماكن التي تحب أن تذهب لها عبر معلومات حسابها في الشبكة الاجتماعية: "فورسكوير" مثلاً. ولك أن تتصور أن بعض شركات التأمين هناك قد تفرض رسوم تأمين أعلى لمنازل من ينشطون في وسائط الاتصال الاجتماعيº لأنهم أكثر عرضة للسرقة¡ فهم يقدمون خدمة رائعة للصوص عبر الإفصاح اللحظي عن أماكن تواجدهم خارج المنزل¡ بل حتى صور سفرهم خارج البلاد.
قد تعتقد أنني أبالغ في أننا نفضح أنفسنا رقمياً دون أن نعي¡ ونتبرع لتعرية أنفسنا بأنفسنا¡ فلم لا تحاول أن تختار شخصاً لا تعرفه عن قرب لكنك تتابعه في إحدى الشبكات الاجتماعية¡ ثم تبدأ بجمع معلوماته من كافة حساباته الاجتماعية الأخرى¡ وأؤكد لك أنك وخلال ساعات معدودة سوف تدهش من كم المعلومات الضخمة التي حصلت عليها عنه¡ فهل تعتقد أنك استثناء من هذه الظاهرة¿ أم أنك سوف تهرع لحذف شيء من معلوماتك الآن¿
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1552285)
العجيب أن جميع هذه المعلومات الشخصية كانت منشورة عبر مقاله اليومي خلال سنوات¡ وكل ما فعلته تلك الفتاة هو اقتناص معلومة واحدة من مقال وأخرى من مقال آخر¡ واستنتاج معلومة من جملة عابرة¡ مثل استطاعتها تخمين طوله اعتماداً على وصفه لالتقاط بعض الأشياء! وهكذا استطاعت تكوين صورة شاملة عنه دون أن تترك غرفتها! اليوم أضحى بإمكان أي مهتم معرفة كل ما يرغب عنك عبر حساباتك وتفاعلاتك في التواصل الاجتماعي دون أن يحتاج لاختراق بريدك الإلكتروني أو حاسبك الآلي.
كل ما يتطلبه الأمر اليوم مجرد الاطلاع على حساباتك الاجتماعية المختلفة¡ ثم جمع المعلومات وتحليلها ومحاولة الربط بينها¡ فمثلاً في "تويتر" تستطيع تحديد الاتجاه الفكري عبر مطالعة قائمة من تتابع¡ وإن كنت تغرد يمكن تحليل قائمة متابعيك¡ فالغالب الأعم يتابع من يوافق هواه ومن يؤكد تفضيلاته وتفسيراته¡ ناهيك عن تحليل خطاب التغريدات وإعادة التغريد والإعجاب¡ فضلاً عن تفاصيل تعليمك ومسيرتك المهنية في "لينكدإن"¡ ولا تنس المعلومات الشخصية الهائلة المتوفرة عبر "ملف التعريف" في "الفيسبوك"¡ إذ يمكنك تتبع حياة من ترغب عبر مساره الزمني¡ فهناك أصدقاؤه المقربون¡ وهناك تفاصيل حياته¡ أين سافر¿ وأين عاش¿ ومن هي زوجته¿ ولا تنس ما يبث عبر "سنابشات" وغيره.
قبل سنوات ظهرت في الولايات المتحدة وكالات خاصة للتجسس الرقمي¡ هدفها توفير معلومات لم يرغب عمّن يرغب¡ والعملية لم تكن تأخذ سوى وقت قصير¡ مجرد دراسة وتحليل لحسابات التواصل الاجتماعي للمعلومات والأحداث التي يضعها الشخص عن طيب خاطر¡ وتستطيع معرفة ما يحب أن يشرب ويأكل¿ أي فريق رياضي يشجع¿ أي حزب سياسي ينتمي¿ المضحك في الأمر أن بعض الشباب استغل تلك الخدمات للتعرف أكثر على الفتاة التي يحبها¡ حينئذ يستطيع أن يوقعها في شركه بعمق ما يعرف من تفضيلاتها واهتماماتها¡ بل حتى مصادفتها في الأماكن التي تحب أن تذهب لها عبر معلومات حسابها في الشبكة الاجتماعية: "فورسكوير" مثلاً. ولك أن تتصور أن بعض شركات التأمين هناك قد تفرض رسوم تأمين أعلى لمنازل من ينشطون في وسائط الاتصال الاجتماعيº لأنهم أكثر عرضة للسرقة¡ فهم يقدمون خدمة رائعة للصوص عبر الإفصاح اللحظي عن أماكن تواجدهم خارج المنزل¡ بل حتى صور سفرهم خارج البلاد.
قد تعتقد أنني أبالغ في أننا نفضح أنفسنا رقمياً دون أن نعي¡ ونتبرع لتعرية أنفسنا بأنفسنا¡ فلم لا تحاول أن تختار شخصاً لا تعرفه عن قرب لكنك تتابعه في إحدى الشبكات الاجتماعية¡ ثم تبدأ بجمع معلوماته من كافة حساباته الاجتماعية الأخرى¡ وأؤكد لك أنك وخلال ساعات معدودة سوف تدهش من كم المعلومات الضخمة التي حصلت عليها عنه¡ فهل تعتقد أنك استثناء من هذه الظاهرة¿ أم أنك سوف تهرع لحذف شيء من معلوماتك الآن¿
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1552285)