المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العودة للداخل وإعادة هيكلة الاقتصاد



المراسل الإخباري
12-04-2016, 10:31
شهد العالم هذا العام 3 أحداث سوف تؤثر على مجريات الأمور ليس في العام القادم وحده وإنما الفترة المقبلة. وأولها كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأتى بعدها فوز ترامب في الولايات المتحدة وهو أهمها. وتبع ذلك الانتخابات التمهيدية في فرنسا التي خالفت نتائجها أيضاً¡ كما في الحدثين السابقين المشار إليهما¡ كافة التوقعات بعد الفوز الساحق لفرانسوا فيون المحسوب على المحافظين والذي سوف يواجه زعيمة الجبهة الوطنية ماري لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية العام القادم.
فما الذي يجمع كل هذه الاحداث الثلاثة¿
أعتقد أن هذه كلها ظواهر تنبّئ بتصدع¡ ولا أقول انهيارا¡ نظام العولمة الذي نشأ بعد الحرب الباردة. ولا أعني بذلك العولمة بما تعنيه من إنترنت وتقدم وسائل الاتصال والمعلومات. فهذه إنجازات ليس فقط سوف تستمر وإنما ستتعمق وتزداد. فالذي سيتصدع هو الإطار العالمي الذي نشأ وترعرع بعد ظهور الإنترنت. فالشبكة العنكبوتية وتقدم الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي التي قربت بين البلدان وسكانها¡ ومن ضمنهم أبو سن¡ قد تمخض عنها قيام نظام عالمي حاول طوال الـ25 عاما الماضية أن يعتبر نفسه معبراً عن هذه الظاهرة وراع لها.
وهكذا اعيدت صياغة النظام العالمي¡ منذ تسعينات القرن المنصرم¡ وفق معطيات تدعي التعبير عن مصالح هذا الكون وعلى حساب المصالح الوطنية لكل بلد فيه. فالقارة الأوروبية سرعان ما انشأت جهازا بيروقراطيا منعدم الكفاءة فوق كل دولة من دولها¡ على غرار الاتحاد السوفييتي¡ يدير مصالح كافة البلدان الملتفة تحت عباءة الاتحاد الأوروبي. وقد سبق ذلك الإعلان عن قيام منظمة التجارة العالمية التي حاولت¡ من خلال المفاوضات الثنائية¡ إخضاع البلدان لشروط العولمة الجديدة.
ولكن إحدى أسباب إخفاق هذه المنظمة هو سعيها لمحو الحدود الإقليمية تحت مسميات تجارية. وذلك من خلال إلزام البلدان بفسح المجال لنشاط الشركات متعددة الجنسية والإجبار على مساواتها مع الشركات الوطنية. وأصبح لهذا النظام العالمي عواصم ترعاه ومستعدة لمحاربة كل من يخرج عليه. ولكن كل هذا كانت له تكاليف باهظة ومعارك يتطلب خوضها المليارات وليس الملايين.
ولهذا فليس مصادفة أن ينتخب الأمريكيون ترامب الذي ينادي بالعودة إلى أمريكا. وقد سبقهم إلى ذلك البريطانيون الذين رجحوا¡ في شهر يونيو الماضي¡ مصلحة بريطانيا على غيرها. وهذه التوجه سوف يتعزز عندما تختار فرنسا رئيسها العام القادم وبغض النظر عما إذا كان الفائز هو ماري لوبان أو منافسها فرانسو فيون.
بالفعل فلقد أرهقت الأممية والقوالب الجامدة النظام العالمي بعد أن ضعف كل بلد فيه. وأصبح العالم على شفى كارثة اقتصادية مماثلة لما حدث عام 1929 بل وحرب عالمية ثالثة. ولهذا فإن الأحداث الثلاثة المشار إليها هي بداية المشوار لإيقاف تلك الكارثة وترميم النظام العالمي على أساس خصائص كل بلد وامكانيته للمساهمة فيه. ولذلك فسوف نكون خلال الفترة القادمة شهودا على تكرار تلك الاحداث الثلاثة في بقية بلدان العالم.
والمملكة في هذا المضمار كانت سباقة. فبرنامج التحول الوطني 2020 ورؤية 2030 سوف تركز الجهود على الداخل من أجل الإعمار وإعادة هيكلة الاقتصاد لتقليل الاعتماد على النفط.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1552066)