المراسل الإخباري
12-07-2016, 14:49
من أهم وسائل تغذية العقول وتنشيطها هو الاهتمام بالرياضيات والعلوم والتركيز على إجراء التجارب حتى نخرّج علماء وباحثين يتولون تطوير المنتجات ومنها الطاقة المتجددة..
زرت مع عدد من الزملاء من مجلس الشورى مقرّ إدارة مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وسعدت كثيراً بما قدمه المسؤولون من معلومات وخطط مستقبلية تبشر بالخير لمستقبل الطاقة في المملكة¡ سواء ما حباه الله لهذه الأرض الطيبة أو ما تقوم به المدينة من خطط لامتلاك طاقة مستدامة من مصادر متوفرة أو من مصادر متجددة. ورغم تأخرنا كثيراً عن مواكبة المستجدات في هذا المجال إلا أن المملكة قد بدأت وفي عهد الملك عبدالله رحمه الله في وضع الخطط والإستراتيجيات للدخول إلى عالم الطاقة المتجددة¡ والبدء بالخطوات العملية ومن أهمها إعداد الكفاءات البشرية التي ستقود الأبحاث العلمية والتطوير¡ وبناء وتشغيل المنشآت المطلوبة لمستقبل الطاقة والتي تعتمد عليها المملكة في تشغيل جميع المرافق والمصانع والبيوت.
المملكة حباها الله مصادر للطاقة المتجددة تجعلها في مقدمة دول العالم ومنها وقوعها في حزام شمسي يتوسط المملكة ويعطيها ميزة توليد الطاقة الشمسية وموقعا مناسبا لتوليد الطاقة من الرياح يقع في غرب المملكة على سواحل البحر الأحمر وفي أماكن متفرقة من المملكة تم مسحها وأثبتت مناسبتها وجدواها الاقتصادية¡ إضافة إلى ما تحويه أرضها من غاز وبترول ومعادن أخرى كثيرة¡ لكن هذا كله لن يتم الاستفادة منه واستثماره بفعالية واحترافية إلا بوجود العناصر الآتية:
أولاً. الأبحاث والتطوير هما المجال الأهم لتوظيف العلم وامتلاك التقنية¡ وقد تأخرت المملكة كثيراً عن دول العالم المتقدم وعن مواكبة المستجدات في ما يخص الطاقة المتجددة النظيفة¡ والسبب هو عدم الاهتمام بجانب البحث والتطوير الذي يعد من أهم وأصعب المهام التي تقوم بها الدول المتقدمة ومن أكثرها تكلفة وسريّة¡ لكنه أكثرها فائدة على المدى البعيد¡ ويقاس تقدم الأمم ورخاؤها بمدى اهتمامها بالبحث والتطوير وما يخصص له من الناتج المحلي¡ فازدهار الاقتصاد في تناسب طردي مع ما يصرف على الأبحاث والتطوير من أموال وما يعطى له من اهتمام. والطاقة المتجددة وخصوصاً الطاقة الشمسية ليست محصورة في بلد دون غيره لكن الفرق الكبير سيكون في امتلاك التقنية واستخدامها وتصنيع مكونات خلاياها وتصديرها للعالم.
الأبحاث والتطوير والدراسات العلمية هي التي تبقينا على صلة بما يستجد في العالم¡ فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت الطاقة الذرية هي المولد للطاقة الكهربائية لكثير من الدول المتقدمة¡ واليوم يتجه العالم بقوة في أبحاثه إلى الطاقة المتجددة النظيفة حتى أصبحت الطاقة الشمسية أرخص من كل ما عداها من طاقة أحفورية أو ذرية مما يعني أن نراجع القرارات التي نتخذها باستمرار¡ وإعادة تقييم ما خططنا له قبل سنوات.
ثانياً. ثروة العقول هي أعظم ثروات العالم وهي التي صعدت بدول مثل سنغافورة وفنلندا وكوريا الجنوبية واليابان إلى مصاف الدول الغنية¡ لكن العقول لا تنتج إلا بتحريرها من وهم امتلاك الحقائق المطلقة التي توهم الإنسان أنه ليس بحاجة إلى التفكير والبحث والاستقصاء والمساءلة¡ والتعليم هو أكبر عامل لتحرير العقول أو تقييدها¡ وهو المسؤول الأول عما يعانيه العالم من تقدم أو تخلف¡ فكل تعليم يعتمد على الحفظ والتلقين هو تأصيل لتدجين العقول وعزلها عما يموج به العالم من أفكار خلاقة واستثمار أمثل للطاقات الهائلة للعقول لتبدع وتنتج وتنافس على مستوى العالم.
ومن أهم وسائل تغذية العقول وتنشيطها هو الاهتمام بالرياضيات والعلوم والتركيز على إجراء التجارب حتى نخرّج علماء وباحثين يتولون تطوير المنتجات ومنها الطاقة المتجددة¡ التعليم الجيد يهتم بتدريس الفنون وممارسة الرياضة بصفة يومية وجعل القراءة الحرة عادة متأصلة وتعويد الطالب على التفكير والنقد ومهارة الاتصال والتعاون وروح الفريق.
ثالثاً. جميع دول العالم المتقدم تتسابق على استقطاب المفكرين والمتميزين من العلماء من مختلف دول العالم وتوفر لهم الحوافز المالية والراحة النفسية وتمنحهم الإقامة الدائمة والجنسية حتى تضمن استقرارهم واستمرار عطائهم. وتعد الولايات المتحدة الأميركية أكثر الدول استقطاباً للمتميزين من دول العالم المتقدم والنامي¡ ليس في الأبحاث والتطوير فقط¡ لكن كأساتذة في الجامعات وأطباء ومهندسين وغيرهم¡ ويعد الطلبة الأجانب الذين يدرسون في جامعاتها من أكثر من يتم استقطابهم¡ وقد أحسنت المملكة بإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وفتحت المجال لاستقطاب الطلبة وأعضاء هيئة التدريس المتميزين من كل دول العالم¡ لكن يجب الاستفادة من خريجيها ليعملوا كباحثين وعلماء في مراكز الأبحاث وأعضاء في جامعات المملكة.
قريباً ستكون الطاقة المتجددة وخاصة الشمسية متاحة للجميع وقد لا نحتاج إلى الطاقة الذرية أو غيرها في توليد الكهرباء وتسيير المركبات ما يعني ضرورة تكثيف الأبحاث في مجالات الطاقة النظيفة المتجددة¡ كما يجب أن نخضع جميع خططنا ومشاريعنا للتقييم المستمر مع جعل العامل الاقتصادي والسلامة ونظافة البيئة في مقدمة العوامل التي على أساسها تتخذ القرارات.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1553085)
زرت مع عدد من الزملاء من مجلس الشورى مقرّ إدارة مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وسعدت كثيراً بما قدمه المسؤولون من معلومات وخطط مستقبلية تبشر بالخير لمستقبل الطاقة في المملكة¡ سواء ما حباه الله لهذه الأرض الطيبة أو ما تقوم به المدينة من خطط لامتلاك طاقة مستدامة من مصادر متوفرة أو من مصادر متجددة. ورغم تأخرنا كثيراً عن مواكبة المستجدات في هذا المجال إلا أن المملكة قد بدأت وفي عهد الملك عبدالله رحمه الله في وضع الخطط والإستراتيجيات للدخول إلى عالم الطاقة المتجددة¡ والبدء بالخطوات العملية ومن أهمها إعداد الكفاءات البشرية التي ستقود الأبحاث العلمية والتطوير¡ وبناء وتشغيل المنشآت المطلوبة لمستقبل الطاقة والتي تعتمد عليها المملكة في تشغيل جميع المرافق والمصانع والبيوت.
المملكة حباها الله مصادر للطاقة المتجددة تجعلها في مقدمة دول العالم ومنها وقوعها في حزام شمسي يتوسط المملكة ويعطيها ميزة توليد الطاقة الشمسية وموقعا مناسبا لتوليد الطاقة من الرياح يقع في غرب المملكة على سواحل البحر الأحمر وفي أماكن متفرقة من المملكة تم مسحها وأثبتت مناسبتها وجدواها الاقتصادية¡ إضافة إلى ما تحويه أرضها من غاز وبترول ومعادن أخرى كثيرة¡ لكن هذا كله لن يتم الاستفادة منه واستثماره بفعالية واحترافية إلا بوجود العناصر الآتية:
أولاً. الأبحاث والتطوير هما المجال الأهم لتوظيف العلم وامتلاك التقنية¡ وقد تأخرت المملكة كثيراً عن دول العالم المتقدم وعن مواكبة المستجدات في ما يخص الطاقة المتجددة النظيفة¡ والسبب هو عدم الاهتمام بجانب البحث والتطوير الذي يعد من أهم وأصعب المهام التي تقوم بها الدول المتقدمة ومن أكثرها تكلفة وسريّة¡ لكنه أكثرها فائدة على المدى البعيد¡ ويقاس تقدم الأمم ورخاؤها بمدى اهتمامها بالبحث والتطوير وما يخصص له من الناتج المحلي¡ فازدهار الاقتصاد في تناسب طردي مع ما يصرف على الأبحاث والتطوير من أموال وما يعطى له من اهتمام. والطاقة المتجددة وخصوصاً الطاقة الشمسية ليست محصورة في بلد دون غيره لكن الفرق الكبير سيكون في امتلاك التقنية واستخدامها وتصنيع مكونات خلاياها وتصديرها للعالم.
الأبحاث والتطوير والدراسات العلمية هي التي تبقينا على صلة بما يستجد في العالم¡ فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت الطاقة الذرية هي المولد للطاقة الكهربائية لكثير من الدول المتقدمة¡ واليوم يتجه العالم بقوة في أبحاثه إلى الطاقة المتجددة النظيفة حتى أصبحت الطاقة الشمسية أرخص من كل ما عداها من طاقة أحفورية أو ذرية مما يعني أن نراجع القرارات التي نتخذها باستمرار¡ وإعادة تقييم ما خططنا له قبل سنوات.
ثانياً. ثروة العقول هي أعظم ثروات العالم وهي التي صعدت بدول مثل سنغافورة وفنلندا وكوريا الجنوبية واليابان إلى مصاف الدول الغنية¡ لكن العقول لا تنتج إلا بتحريرها من وهم امتلاك الحقائق المطلقة التي توهم الإنسان أنه ليس بحاجة إلى التفكير والبحث والاستقصاء والمساءلة¡ والتعليم هو أكبر عامل لتحرير العقول أو تقييدها¡ وهو المسؤول الأول عما يعانيه العالم من تقدم أو تخلف¡ فكل تعليم يعتمد على الحفظ والتلقين هو تأصيل لتدجين العقول وعزلها عما يموج به العالم من أفكار خلاقة واستثمار أمثل للطاقات الهائلة للعقول لتبدع وتنتج وتنافس على مستوى العالم.
ومن أهم وسائل تغذية العقول وتنشيطها هو الاهتمام بالرياضيات والعلوم والتركيز على إجراء التجارب حتى نخرّج علماء وباحثين يتولون تطوير المنتجات ومنها الطاقة المتجددة¡ التعليم الجيد يهتم بتدريس الفنون وممارسة الرياضة بصفة يومية وجعل القراءة الحرة عادة متأصلة وتعويد الطالب على التفكير والنقد ومهارة الاتصال والتعاون وروح الفريق.
ثالثاً. جميع دول العالم المتقدم تتسابق على استقطاب المفكرين والمتميزين من العلماء من مختلف دول العالم وتوفر لهم الحوافز المالية والراحة النفسية وتمنحهم الإقامة الدائمة والجنسية حتى تضمن استقرارهم واستمرار عطائهم. وتعد الولايات المتحدة الأميركية أكثر الدول استقطاباً للمتميزين من دول العالم المتقدم والنامي¡ ليس في الأبحاث والتطوير فقط¡ لكن كأساتذة في الجامعات وأطباء ومهندسين وغيرهم¡ ويعد الطلبة الأجانب الذين يدرسون في جامعاتها من أكثر من يتم استقطابهم¡ وقد أحسنت المملكة بإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وفتحت المجال لاستقطاب الطلبة وأعضاء هيئة التدريس المتميزين من كل دول العالم¡ لكن يجب الاستفادة من خريجيها ليعملوا كباحثين وعلماء في مراكز الأبحاث وأعضاء في جامعات المملكة.
قريباً ستكون الطاقة المتجددة وخاصة الشمسية متاحة للجميع وقد لا نحتاج إلى الطاقة الذرية أو غيرها في توليد الكهرباء وتسيير المركبات ما يعني ضرورة تكثيف الأبحاث في مجالات الطاقة النظيفة المتجددة¡ كما يجب أن نخضع جميع خططنا ومشاريعنا للتقييم المستمر مع جعل العامل الاقتصادي والسلامة ونظافة البيئة في مقدمة العوامل التي على أساسها تتخذ القرارات.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1553085)