المراسل الإخباري
12-07-2016, 14:49
عبر التاريخ عندما تصل مراكب الشرق إلى الخليج العربي تنهض الإحساء لتشرع للقادمين بوابة جزيرة العرب¡ لذا فهي أرض مخصبة بالحكايات العتيقة¡ معشقة بالعيون¡ مطوقة بالنخيل الذي يعلم القبائل السامية الأبجدية¡ منهم الفينيقيون الذين ساروا من الإحساء بالأبجدية إلى ضفاف الأبيض المتوسط¡ كما يشير بعض المؤرخين..
الإحساء تغور عميقا إلى حيث ينتهي التاريخ.. الإحساء البوابة/ الواحة.. لمملكة الحضارات.
لذا حين أمر بها كزائرة فإنني أتأبط حقيبة كبيرة من التوقعات¡ بالقدر الذي يوازي إرثها¡ أو على الأقل ليست الإحساء التي قدم لها والدي عام 1953¡ أي قبل 60 عاما ليؤسس المعهد العلمي.. كنت أتوقع ما يتجاوز تلك السمة النمطية لبلدات الإحساء الحيية الخجول¡ التي تخبئ بين السعف أحلامها¡ وترشف من عيونها غبوقها.. وتغفو باكرا.
لكن الإحساء يبدو بأنها لم تتبرج بعد وتتأهب لزوارها¡ فأول ما قصدت هناك (قلعة إبراهيم) التي يرجع تاريخها إلى القرنين الرابع والخامس الهجريين في زمن حكم بنو جبر¡ فتبدت لي كئيبة مهجورة وقد أشاح عنها الوقت¡ دون أن تخضع لترميم متحفي يليق بتاريخها عدا لوحات إرشادية هزيلة¡ تشبه تلك التي نراها في مدرسة ريفية¡ حتى المبنى الذي أنشأه الملك المؤسس عبدالعزيز وسطها¡ مهمل مترب جدرانه تكابد التشققات.
كان من الممكن أن نطالب أن تمنح هذه القلعة الأثرية الثمينة للقطاع الخاص ليحقق من خلالها معلما سياحيا بارزا¡ لولا أن تجربة جبل قارة في الإحساء نفسها¡ يطوقها بعض علامات استفهام¿
فجبل قارة كترميم وكتأسيس البنية التحتية لمزار سياحي¡ يبدو أكثر من رائع¡ ولكن المعلم أثري جيولوجي¡ لا سياحي ترفيهي فقط¡ لذا نتوقع زيارة نزهة للنظر وللعقل معا¡ ولكن ما هو موجود الآن في جبل قارة¡ هو غرفة وسائل مدرسية¡ وتماثيل مقطوعة الرأس¡ مع خلط عجيب بين إرث مملكة الحضارات¡ وحصص التوعية المدرسية¡ بحيث أفقد المكان قيمته الجيولوجية والتاريخية.
لماذا لا يكون لهيئة الآثار والسياحة مواصفات ومقاييس شديدة المحاسبية لمن يريد أن يستثمر في الأماكن الأثرية¿ بحيث تحفظه من الاستهلاكية التجارية¡ وتبقي له جماليته وقيمته التاريخية¿
سوق القيصرية العريق¡ بعد حريقه وإعادة إعماره لم تراع جماليات العمران فيه والاعتناء بالساحات والممرات المسقوفة التي من الممكن¡ أن تحافظ على سمته التاريخية وتجعله مقصدا سياحيا وثقافيا (سوق واقف في قطر نموذجا)¿ لم يبق بالقيصرية سوى دكاكين بلا هوية¡ تطل من معظمها الوجوه الآسيوية وهي تبيع المنتجات الرخيصة والمقلدة.
مبنى المعهد العلمي يقابل قلعة إبراهيم¡ واجهة نمطية باهتة لا تشير أبدا إلى أنه من أقدم المؤسسات التعليمية في عهد الدولة السعودية الحديثة.
ذهبت هناك أبحث عن تمر في هجر.. فوجدت الكثير من العيون جفت¡ وانكمشت غابات النخيل بوقع أضراس الأسمنت النهمة¡ ووجدت التاريخ هناك يتضور ينابيع المتابعة والاهتمام.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1553093)
الإحساء تغور عميقا إلى حيث ينتهي التاريخ.. الإحساء البوابة/ الواحة.. لمملكة الحضارات.
لذا حين أمر بها كزائرة فإنني أتأبط حقيبة كبيرة من التوقعات¡ بالقدر الذي يوازي إرثها¡ أو على الأقل ليست الإحساء التي قدم لها والدي عام 1953¡ أي قبل 60 عاما ليؤسس المعهد العلمي.. كنت أتوقع ما يتجاوز تلك السمة النمطية لبلدات الإحساء الحيية الخجول¡ التي تخبئ بين السعف أحلامها¡ وترشف من عيونها غبوقها.. وتغفو باكرا.
لكن الإحساء يبدو بأنها لم تتبرج بعد وتتأهب لزوارها¡ فأول ما قصدت هناك (قلعة إبراهيم) التي يرجع تاريخها إلى القرنين الرابع والخامس الهجريين في زمن حكم بنو جبر¡ فتبدت لي كئيبة مهجورة وقد أشاح عنها الوقت¡ دون أن تخضع لترميم متحفي يليق بتاريخها عدا لوحات إرشادية هزيلة¡ تشبه تلك التي نراها في مدرسة ريفية¡ حتى المبنى الذي أنشأه الملك المؤسس عبدالعزيز وسطها¡ مهمل مترب جدرانه تكابد التشققات.
كان من الممكن أن نطالب أن تمنح هذه القلعة الأثرية الثمينة للقطاع الخاص ليحقق من خلالها معلما سياحيا بارزا¡ لولا أن تجربة جبل قارة في الإحساء نفسها¡ يطوقها بعض علامات استفهام¿
فجبل قارة كترميم وكتأسيس البنية التحتية لمزار سياحي¡ يبدو أكثر من رائع¡ ولكن المعلم أثري جيولوجي¡ لا سياحي ترفيهي فقط¡ لذا نتوقع زيارة نزهة للنظر وللعقل معا¡ ولكن ما هو موجود الآن في جبل قارة¡ هو غرفة وسائل مدرسية¡ وتماثيل مقطوعة الرأس¡ مع خلط عجيب بين إرث مملكة الحضارات¡ وحصص التوعية المدرسية¡ بحيث أفقد المكان قيمته الجيولوجية والتاريخية.
لماذا لا يكون لهيئة الآثار والسياحة مواصفات ومقاييس شديدة المحاسبية لمن يريد أن يستثمر في الأماكن الأثرية¿ بحيث تحفظه من الاستهلاكية التجارية¡ وتبقي له جماليته وقيمته التاريخية¿
سوق القيصرية العريق¡ بعد حريقه وإعادة إعماره لم تراع جماليات العمران فيه والاعتناء بالساحات والممرات المسقوفة التي من الممكن¡ أن تحافظ على سمته التاريخية وتجعله مقصدا سياحيا وثقافيا (سوق واقف في قطر نموذجا)¿ لم يبق بالقيصرية سوى دكاكين بلا هوية¡ تطل من معظمها الوجوه الآسيوية وهي تبيع المنتجات الرخيصة والمقلدة.
مبنى المعهد العلمي يقابل قلعة إبراهيم¡ واجهة نمطية باهتة لا تشير أبدا إلى أنه من أقدم المؤسسات التعليمية في عهد الدولة السعودية الحديثة.
ذهبت هناك أبحث عن تمر في هجر.. فوجدت الكثير من العيون جفت¡ وانكمشت غابات النخيل بوقع أضراس الأسمنت النهمة¡ ووجدت التاريخ هناك يتضور ينابيع المتابعة والاهتمام.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1553093)