المراسل الإخباري
12-15-2016, 03:26
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها¡ من أبرز الأصوات التي شاركت في تأسيس مدونتنا الفقهية¡ كتب عن هذا الكثير من المؤرخين¡ منهم الفقية الزركشي في كتيبه (الإجابة لإيراد فيما استدركته عائشة على الصحابة) حيث يتضمن الكتيب استدراكات ومراجعات مهمة للسيدة عائشة رضي الله عنها للصحابة¡ تدل على عمق علمها¡ ودقة فهمها لما يدور حولها¡ فأضفت واستدركت وأثرت المدونة التشريعية.
النساء كان لهن دور حركي فاعل في المراحل الجنينية الأولى للرسالة¡ ولاسيما حضورهن بيعتي العقبة الأولى والثانية التي تعتبر المؤتمر التأسيسي آنذاك¡ انعكس هذا إيجابيا على سطوتهن وتأثيرهن على صياغة القوانين والحقوق داخل المدونة الشرعية¡ فأسماء بنت عميس كانت من أوائل الصحابيات المناضلات اللواتي هاجرن للحبشة¡ وعندما عادت قالت: يارسول الله¡ إن النساء لفي خيبة وخسارة¡ قال عليه الصلاة والسلام: ومم ذلك¿ فأجابت: لأنهن لا يذكرن بالخير كما يذكر الرجال¡ عندها أنزل الله سبحانه أهم نص حقوقي تكاملي يتعلق بالنساء في قوله: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما).
حيث توازى عدد مقاعد النساء بالرجال في البرلمان التشريعي¡ وتعادلت كفتا الميزان بين حقوق وواجبات وثواب وعقاب¡ مهما حاول البعض أن يطمس وينكر هذا أو أن يجيره لتفسير يوافق أهواءه.
لكن في مراحل تاريخية لاحقة¡ ابتدأ الحضور النسائي المشارك في صياغة المدونة الفقهية يتضاءل ويضمحل¡ واستبد الفقه الذكوري بالمدونة¡ وانتزع من المرأة كرامتها الإنسانية¡ وجعلها متاعا وموضعا للغرائز.
ولم يكتفِ بهذا¡ بل أيضا طمس حتى حقوقها التي خصها بها الله سبحانه وتعالى¡ على سبيل المثال نفقة المتاع التي تحق للمرأة بعد الطلاق كتعويض لها¡ (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا)¡ (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره)¡ حجبت وغيبت تماما¡ ولم يبقَ إلا آراء فقهية عجائبية تجعل منها توازي الدابة أو البيت المستأجر.
تاريخ الفقه الإسلامي كان يشير إلى حضور الفقيهات والعالمات المعلمات للعلوم الشرعية¡ ولكنهن كن ومضات خافتة¡ ولم يستطعن أن يكوّن تيارا فقهيا فاعلا مؤثرا لصالح النساء.
حتى أشرفنا على زمان رغم أن النساء يدرسن فيه العلوم الشرعية¡ ويتبحرن بها¡ وينلن الدرجات الأكاديمية الكبرى فيها¡ إلا أنهن مع الأسف بقين عاطلات مُعطلات.
عاطلات عن الاستقلال بقراءة تستنطق النص الشرعي مبرزة ما توارى وتلاشى من حقوق النساء الشرعية¡ عاجزات عن امتلاك أدوات البحث والقياس الجسورة¡ القادرة على إعمال الفكر في ركام من الأحكام التي لم تكن منصفة للنساء.
ومعطلات لجميع بنات جنسهن اللواتي يحاولن أن يحصلن على الحد الأدنى من حقوقهن الشرعية¡ عبر اصطفاف قطيعي خال من الإرادة والكرامة الإنسانية¡ يفتلن شواربهن الأنثوية ويقلصن من أدوار النساء.
وإلى أن تستطيع النساء استرداد هويتهن الشرعية¡ والحيز الذي كان متاحا لهن¡ سنظل نسمع الأعاجيب من الفتاوى ضدهن.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1554796)
النساء كان لهن دور حركي فاعل في المراحل الجنينية الأولى للرسالة¡ ولاسيما حضورهن بيعتي العقبة الأولى والثانية التي تعتبر المؤتمر التأسيسي آنذاك¡ انعكس هذا إيجابيا على سطوتهن وتأثيرهن على صياغة القوانين والحقوق داخل المدونة الشرعية¡ فأسماء بنت عميس كانت من أوائل الصحابيات المناضلات اللواتي هاجرن للحبشة¡ وعندما عادت قالت: يارسول الله¡ إن النساء لفي خيبة وخسارة¡ قال عليه الصلاة والسلام: ومم ذلك¿ فأجابت: لأنهن لا يذكرن بالخير كما يذكر الرجال¡ عندها أنزل الله سبحانه أهم نص حقوقي تكاملي يتعلق بالنساء في قوله: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما).
حيث توازى عدد مقاعد النساء بالرجال في البرلمان التشريعي¡ وتعادلت كفتا الميزان بين حقوق وواجبات وثواب وعقاب¡ مهما حاول البعض أن يطمس وينكر هذا أو أن يجيره لتفسير يوافق أهواءه.
لكن في مراحل تاريخية لاحقة¡ ابتدأ الحضور النسائي المشارك في صياغة المدونة الفقهية يتضاءل ويضمحل¡ واستبد الفقه الذكوري بالمدونة¡ وانتزع من المرأة كرامتها الإنسانية¡ وجعلها متاعا وموضعا للغرائز.
ولم يكتفِ بهذا¡ بل أيضا طمس حتى حقوقها التي خصها بها الله سبحانه وتعالى¡ على سبيل المثال نفقة المتاع التي تحق للمرأة بعد الطلاق كتعويض لها¡ (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا)¡ (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره)¡ حجبت وغيبت تماما¡ ولم يبقَ إلا آراء فقهية عجائبية تجعل منها توازي الدابة أو البيت المستأجر.
تاريخ الفقه الإسلامي كان يشير إلى حضور الفقيهات والعالمات المعلمات للعلوم الشرعية¡ ولكنهن كن ومضات خافتة¡ ولم يستطعن أن يكوّن تيارا فقهيا فاعلا مؤثرا لصالح النساء.
حتى أشرفنا على زمان رغم أن النساء يدرسن فيه العلوم الشرعية¡ ويتبحرن بها¡ وينلن الدرجات الأكاديمية الكبرى فيها¡ إلا أنهن مع الأسف بقين عاطلات مُعطلات.
عاطلات عن الاستقلال بقراءة تستنطق النص الشرعي مبرزة ما توارى وتلاشى من حقوق النساء الشرعية¡ عاجزات عن امتلاك أدوات البحث والقياس الجسورة¡ القادرة على إعمال الفكر في ركام من الأحكام التي لم تكن منصفة للنساء.
ومعطلات لجميع بنات جنسهن اللواتي يحاولن أن يحصلن على الحد الأدنى من حقوقهن الشرعية¡ عبر اصطفاف قطيعي خال من الإرادة والكرامة الإنسانية¡ يفتلن شواربهن الأنثوية ويقلصن من أدوار النساء.
وإلى أن تستطيع النساء استرداد هويتهن الشرعية¡ والحيز الذي كان متاحا لهن¡ سنظل نسمع الأعاجيب من الفتاوى ضدهن.
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1554796)