تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شكراً للكويت.. درس الترفيه!



المراسل الإخباري
12-15-2016, 03:26
مقطع من خمس دقائق أسعد السعوديين.. استدعى الذكريات الجميلة من أعماقهم وبعث فيها الحياة.. حرك الساكن فيهم وأخذهم إلى سماءات بيضاء من السلام والحب.. خمس دقائق وحدت الجميع.. الطلاليون والشعبيون والمتعصبون لأبي نورة.. وحتى أولئك الذين لا يعترفون بهذه الأسماء.
خمس دقائق قدمتها الكويت تحية لكل مواطن سعودي بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو أمير الكويت.. في حفل بهيج لم يلجأ فيه الكويتيون للاختراع أو الاستيراد¡ بل فتحوا مخزن ذكرياتنا ووصلت تحيتهم/ هديتهم كما أجمل ما يمكن أن يحدث.
نود فعلا لو أن هذا التراث الضخم من الفن كان حرا طليقا في بلادنا.. ويؤلمنا اغترابه والمسافات التي نقطعها لنلتقيه.. ويحار العقل أمام مشهد آلاف السعوديين يحضرون حفلات الفنان السعودي راشد الماجد في دبي أو المنامة أو الدوحةº لكنها "خصوصية" تأقلمنا عليها واعتدناها لدرجة لا اعتراض.. يكفي أنها السبب الرئيس في دعم الترفيه في تلك العواصم وإحياء فعالياتها.
في الرياض þأعلنت الشركة المنظمة لفعاليات "ستاند أب كوميدي" إلغاء عرض الفنان العالمي مايك ايبس الذي كان من المقرر أن يقدمه في جامعة الأميرة نورة.. وليست القضية ذات أهمية لو كان الموضوع متعلقا بالمنظم أو الجدوى الاقتصادية.. لكنه للأسف جاء استجابة لاعتراضات كان يمكن مناقشتها..
هيئة الترفيه مصره على خطأين.. الأول انحرافها عن دورها التشريعي والتنظيمي الداعم للمستثمرين في الترفيه¡ إلى دور المنفذ لبعض الفعاليات¡ والخطأ الثاني هو إصرارها على تنظيم فعاليات تحييها شخصيات هوليودية تحدث من الأثر السلبي أضعاف ما يحدثه حفل سامري لو هداها الله لتنظيمه في حي البديعة!
صناعة الترفيه ليست تنظيم حفلات هوليودية وتوزيع تذاكر حضورº بل مهمة تنحصر في تجهيز البيئة المناسبة للاستثمار في الترفيه من ناحية التشريعات وتسهيل الاستثمارات في هذا المجال ومعالجة المعوقات.. دورها ألا تتدخل في التفاصيل حتى لا تتورط في دوامة تنظيم الحفلات وتتحول المسألة وكأنها خدمة حكومية!!
الهيئة مطالبة بالعمل على دعم الفن السعودي والشباب السعوديين وأن تلغي من قاموسها أي فعالية لشخصيات أجنبية¡ حتى لا تضطر عند اكتمال صناعة الترفيه إلى إطلاق برنامج "سعودة الفعاليات" بعد أن أضاعت على نفسها فرصة السعودة المبكرة..
أي مستثمر في مجال الترفيه لا يريد من الهيئة إلا أن تتفضل مشكورة بتذليل الصعوبات التشريعية والتنظيمية وإيجاد الأرضية العادلة للتنافس بين الجميع وقطع الطريق على "أعداء الترفيه" من مهووسي الاعتراض.. لو نجحت الهيئة في ذلك فإن صناعة الترفيه ستنتشر في كل مدينة وقرية سعودية دون أن تتكلف الحكومة ريالا واحدا.
الترفيه ليس حفلا لفنان أجنبي ولا حفلا لمحمد عبدهº بل هو فن توفير أكبر قدر من الخيارات الترفيهية أمام المواطن.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1554793)