المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نريد صناعة يا جمعية المنتجين!



المراسل الإخباري
12-19-2016, 02:36
من يتابع المشهد الفني السعودي على اختلاف اتجاهاته سيلحظ نشاطاً غير مسبوق وتنوعاً مدهشاً وطفرة في عدد الفنانين والفنانات في كل وجوه الإبداع¡ في السينما والمسرح والتشكيل والرواية والفنون الأدائية باختلاف أنواعها¡ ومع ذلك لا يوجد حتى هذه اللحظة استعداد لاستثمار هذه الطاقات وتحويلها من فلك الهواية إلى حيز الاحتراف والصناعة والتجارة التي تدر ربحاً على هؤلاء الفنانين وتضمن استمرارهم في مجالاتهم.
ولو أخذنا الدراما التلفزيونية على سبيل المثال¡ بحكم أقدميتها¡ وامتلاكها لمقومات الصناعة¡ سنجد أنها ما تزال تسبح في فلك الهواية منذ أيام "عودة عصويد" وحتى اليوم¡ وأنها تسير بنفس المنطق القديم الذي يجعل المنتج مجرد مقاول ينتظر التعميد المالي من القنوات حتى يعمل¡ وإذا لم يحصل على شيء توقف تماماً¡ ولا يملك من المقومات سوى اسم "شركته" فقطº بلا مقر ولا موظفين ولا عمل مستقر.
وتزداد الصعوبة بتقلص عدد القنوات التي تهتم بالمسلسل السعودي¡ فبعد أن عاشت الدراما المحلية ازدهاراً وانفجاراً على مستوى الكم ما بين عامي 2006 و2010¡ ووصول الإنتاج إلى ما يقارب 20 مسلسلاً كل عام¡ تنتجها أكثر من سبع قنوات¡ تقلص العدد إلى أقل من خمسة مسلسلات¡ تنتجها قناتان أو ثلاث قنوات على الأكثر. ولم نجد أي جهة تتصدى لهذا المجال وتخطط لتحويله إلى صناعة منتجة ومربحة¡ لا في سنوات النعيم¡ ولا في أيامنا هذه التي تعيش فيها الدراما حالة موات وتضاؤل.
جمعية المنتجين السعوديين التي تأسست قبل سنوات عبر اتحاد المنتجين أنفسهم بهدف تطوير الصناعة وتوسيع دائرة سوق العرض والتوزيع¡ كانت ومازالت جزءاً من المشكلة وليس الحل كما يفترض بها أن تكون¡ ولم تقم بأي دور يوحي بأنها ترغب في تحويل هذا المجال من الهواية إلى الاحتراف¡ ومن الارتجال إلى الصناعة والإنتاج المستمر¡ وبقي دورها محصوراً فقط في جوانب شكلية لا تقدم ولا تؤخر¡ تتعلق بتوفير التصاريح والتأشيرات والفسوحات اللازمة لعمل المنتجين المشتركين فيها¡ بينما دورها يفترض أن يذهب إلى مناطق تأسيسية للصناعة مثل إنشاء أستوديوهات للتصوير وفتح قنوات اتصال بالجهات ذات العلاقة¡ وتوسيع دائرة السوق¡ وتشجيع المنتجين على التحول من فكرة "الإنتاج من المنازل" إلى تأسيس شركات إنتاجية ذات مقرات ثابتة وموظفين ثابتين¡ وغيرها من المسارات التي تدخل في صميم عمل جمعية كهذه.
لو نظرنا إلى كثير من عواصم الفن في العالم لوجدنا أن تطورها ارتبط بشكل مباشر بالمستثمرين فيها – من منتجين وفنانين - الذين ناضلوا من أجل تطوير صناعتهم¡ وهذا للأسف ليس موجوداً ضمن أجندة جمعيتنا الموقرة ولا يبدو أنه ضمن دائرة اهتمام أعضائها¡ فمن خلال متابعة أعمال الجمعية خلال سنوات لا نجدها تملك الهمّ ولا الرغبة في تطوير مجالها وتحويله إلى صناعة¡ رغم أن الدراما تحديداً هي أكثر الفنون السعودية تأهيلاً للتحول إلى الاحتراف.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1555824)