المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من لحلب وإنسانها¿ بُحّت الأصوات



المراسل الإخباري
12-19-2016, 02:36
نصحو ونغفو على ليل طويل يعيش فيه السوريون للسنوات الست الماضية بلا شفقة ولا رحمة¡ لا يهنؤون في كابوسه بغمضة جفن أو لحظة أمان¡ والأنكى أن ليس هناك ما يمكن قوله بعد في هذه الدوامة التي تُدعى القضية السورية أو الثورة السورية¡ فكل ما يمكن أن يقال قد قيل وسال وانفجر أعاصير عجز.
في فصلي تتداعى الأسئلة والاستنكارات.. يدعو الطلبة لوقفة تضامن مع حلب التي تباد ويجتمعون في ساعة محاضرتي.. طالباتي يتساءلن وأنا لا أفرط في محاضرة¡ فحولناها لوقفة تضامن داخلية¡ ثم فتحناها نقاشاً مؤلماً وكاشفاً لطرح ما لدينا على الأرضº الهموم¡ المخاوف¡ الغضب¡ الألم¡ العجز¡ التفكير¡ العمل.. ما العمل أمام الترسانة الروسية التي وجدت في أرض سورية ولحم شعبها مادة اختبار مجانية تعوضها عن فئران المخبرات لتجاربها العسكرية التي كان يمكنها أن تكلفها الكثير فيما لو لم تتوفر لها هذه الفرصة الثمينة التي يجربون فيها أسلحتهم على الإنسان مباشرة تعوض عن الخسائر التي تعرضت لها روسيا منذ مغامرتها الأوكرانية في فبراير 2014 والعقوبات الاقتصادية التي مارسها الغرب على روسيا مُذاك.
مع وصولنا إلى يومي 13 و14 ديسمبر 2016 واقترابنا من نهاية العام¡ تأخذ الصورة المعتمة بالتكثف لدك مدينة بسكانها تحت مرأى ومسمع من العالم الذي لم تفلح كل مساعيه الدبلوماسية والمترددة أمام الترسانة الروسية والإيرانية والسورية والميليشيات الشيعية المرافقة لهم من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان للفتك بحلب وما تمثله من مقاومة كانت سلمية وصارت عسكرية وضاعت مسؤولية المقاومة فيها بين المنظمات والجيوش التي أفرزها ربيع سورية العربي الذي خرج في يوم ما من شهر مارس 2011 في أقصى الجنوب السوري في درعا يطالب بالعدالة والحرية ليقف منه النظام منكلاً ومطارداً ومخوناً ومُؤمِراً¡ فتدخل سورية برعاية نظامها الأسدي في نفق تحويل المطالب السلمية إلى مقاومة عسكرية تأخذ شيئاً فشيئاً بالتشكل والتعارض والتناحر خارجة من مسارها السلمي إلى مسار آخر لم يعد أحد قادرا على السيطرة عليه وينعت كل يوم بكل شيء¡ بينما النظام يضعه في القالب الإرهابي المناسب لتبرير مسلسل إبادته لشعبه بكل سبله "المشروعة" وغير المشروعة.. طائرات ومدرعات وبراميل متفجرة وغازات سامة ولا يكتفي حتى أتاه حبل النجاة في التدخل الروسي المباشر والعالم مضطر للفرجة على النقض الروسي تلو النقض لقرارات المجتمع الدولي بإنقاذ ما يمكن إنقاذه في حلب وغيرها من مدن محاصرة.. لنصل إلى النتيجة المخزية¡ أن العالم يحكمه الأقوياء الذين ليس بالضرورة أنهم العدلاء.
منظور العلاقات الدولية يجعل العالم ليس بيده أن يحرك ساكناً أمام نقض الفيتو لإحدى الدول الخمس المسيطرة على مجلس الأمن¡ في ظل تبادلهم المصالح والكيل لبعضهم البعض وفق القضايا التي يتبنونها¡ مما ترك المجال واسعاً لتلعب دول أخرى دوراً في الصراع الداخلي دون أن تظهر على الشاشة¡ مؤيدة لتيار دون آخر وتتحول الحروب الداخلية لحروب بالوكالة وتصفية الحسابات دون رحمة بالمدنيين أو بالمكونات الإنسانية لهذه الصراعات التي لا تكتفي.
وصل التحليل إلى أقصى درجات الشفافية وانتهينا إلى أن الإجابة في البحث عن مصالح السلاح وتجارته لنبدأ من عنده الكشف والحساب.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1555841)