المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإصدار السادس للريال السعودي



المراسل الإخباري
12-19-2016, 02:36
تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يوم الاثنين الماضي الرقم الأول من الإصدار السادس للعملة الجديدة¡ الأمر الذي يعني أن منتظري هذا الإصدار سوف يرونه قريباً¡ فالريال بالنسبة لنا ليس ورقة نقدية فقط وإنما رمز وطني يعتز به الجميع ويفتخرون¡ وهو بالمكانة التي يتمتع بها مرشح لأن يصبح المكون الأساسي للعملة الخليجية القادمة مثلما المارك هو عصب العملة الأوروبية اليورو.
إن المرحلة الصعبة التي مر بها ريالنا خلال الفترة الماضية قد أصبحت في الماضي إن شاء الله¡ فالمضاربات والشائعات التي وظفت نفسها لخفض سعر صرف الريال قد بدأت تنحسر¡ ففي خلال الفترة الماضية كنا نسمع أن الريال سوف يعوم وأن سعر صرفه بالدولار لن يكون ثابتاً كما كان في السابق¡ ولقيت تلك الشائعات دعماً من المضاربين الذين صاروا يبيعون الريال بكميات ضخمة لخلخلة الوضع القوي للعملة السعودية¡ ولكن تصرف السلطات النقدية الهادئ والمحترف قد فوت الفرصة على من كان يريد شراً بنا.
والمستثمرون في الريال لا بد وأن لاحظوا خلال الأشهر القليلة الماضية ارتفاع سعر الفائدة على ودائع الريال في المدى القصير -لمدة ثلاثة أشهر- ووصولها إلى 4% في حين أن الودائع على الدولار لا تصل إلى 1%¡ وهذا يعني أن مؤسسة النقد قد رمت بثقلها وعبرت بأكبر ما يمكن من القوة عن ثقتها ودعمها للريال.
فما هي العوامل التي تضغط على سعر صرف ريالنا وما هي العبرة التي يجب أن نستخلصها¿
بالتأكيد أن عملتنا تتأثر بالضغوط التي تتعرض لها مثل بقية العملات التي سعر صرفها غير ثابت مثل الين الياباني والروبل الروسي الذي أدى انخفاض أسعار النفط إلى تراجع سعر صرفه من 34 روبل لكل دولار عام 2014 إلى 62 روبل في الوقت الراهن¡ أما بالنسبة للريال فإن التأثر يظهر بصورة مختلفة¡ فمثلما رأينا فإن مؤسسة النقد والجهاز المصرفي قد تحمل أعباء باهظة عندما دافع عن الريال ورفع سعر الفائدة على الودائع إلى 4%.
إذاً فالعملات سواء كان سعر صرفها ثابتاً أو غير ثابت كلها عرضة للتأثر¡ ومن أهم العوامل في هذا المجال مؤشرات الاقتصاد الكلي مثل الناتج المحلي الإجمالي وميزان المدفوعات والحساب الجاري والتضخم والبطالة وغيرها¡ فعملة أي بلد لا يمكن أن تكون بمعزل عن اقتصاده.
ولذلك فليس مصادفة أن يتفاعل الريال مع أسعار النفط¡ وهذا يعود إلى أن العائدات النفطية لا زالت¡ للأسف الشديد¡ توثر على بقية مؤشرات الاقتصاد المشار إليها¡ كذلك فإن سعر صرف الدولار يؤثر على تذبذب سعر صرف الريال من ناحيتين: الأولى تأثير سعر صرف الدولار على أسعار النفط والثانية تناسب سعر صرف عملات الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة تناسباً عكسياً مع سعر صرف الدولار.
وعلى هذا الأساس فإن الآمال كلها معلقة على رؤية 2030 لإعادة هيكلة الاقتصاد وانتقاله¡ بمشيئة الله¡ من اقتصاد أحادي الجانب إلى اقتصاد متعدد المزايا النسبية.
ولهذا دعونا نستبشر بأن هذا الإصدار الجديد الذي جاء مع انطلاقة الرؤية المستقبلية سوف يكون ريالاً مغطى ليس فقط بالنفط وإنما بسلة واسعة من السلع والخدمات المختلفة.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1555659)