المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صورة إلى جوار السيد



المراسل الإخباري
12-19-2016, 02:36
مضى وقت طويل دون أن يطل على شاشات التلفاز السيد حسن¡ ولم يحدق بنا غاضباً من خلف نظاراته المضببة¡ ويلقي علينا خطبته الموبخة المقرعة¡ التي تشعر المشاهد بأن السيد انتظر إلى أن تحدثَ الجميع¡ ومن ثم ظهر هو ليحق الحق ويعيد الأمور إلى نصابها.
السيد حسن لا يبدو أنه ينصت كثيراً إلى نصائح (الإيمج كونسلتت) في قناة المنار¡ لتدله على طريقة ظهوره المدروسة المثلى¡ كبطل قومي يختزل في عمامته مهابة السيد¡ وفي عباءته أحزان كربلاء.
لكن يبدو إن كثافة مسؤولياته جعلته في شغل من أمره¡ ولا ينصاع لنصائح مستشارته الإعلامية¡ فيكتفي باستبدال المنبر المقدس بألواح الزجاج المصفح¡ ويهرول للكاميرات كيفما اتفق ليهدر بالعبارات التي يختارها خليطاً ما بين مفردات من مخزن رجيع اليسار العربي وشعارات غيفارا¡ مع بعض من الآيات والأحاديث والرثائيات¡ لكن جميع هذا لا يستر خلفيته المعرفية المتواضعة¡ وهشاشة بنيته الفكرية¡ لأنه سرعان ما سيبدو وهو يقاوم لثغة يحاول أن يرممها بمزيد من الصراخ¡ كمورد خضار دخل في مشادة حول ثمن شحنة البندورة التي تملأ شاحنته.
ظل حتى آخر ظهور يرفع ستار التقيا¡ فتتقهقر الطائفة ويتقدم الوطن¡ ويلوح باستقلال لبنان¡ ويرشق أرزة على كتفه¡ ودستور وأرض لبنان وحدها المقاومة ستحميهما.
لكن ما طبيعة الطلة و(النيولوك) التي سيطل بها على المشاهدين الآن بعد حزب الله في ريف دمشق وإدلب وحلب ودرعا¿ هل سيجفف دماء المزارعين السوريين وأطفالهم عن عباءته وشدقيه المكتنزين على عجل¡ ويعود ليرشق الأرزة على كتفه¿
جميع الأحزاب الدينية تزعم بأنها وحدها دون غيرها تمتلك الطريق إلى الله¡ لكن حزب الله جعل من نفسه الطريق بذاته¡ وما سواه هو سالك طريق الخيانة العظمى.
قبل عشر سنوات عام 2006 عندما اجتاح الصهاينة الضاحية الجنوبية¡ ودكت بيروت¡ هب غوغاء العالم العربي ليصطفوا خلف بطل المقاومة السيد حسن¡ فهو صنع للوجدان الجمعي بطلاً قومياً من صفيح¡ فباتت الجماهير تهزج باسمه وتصفق له ويزحفون لالتقاط صورة جوار السيد¿ إضافة إلى إعداد قوائم سوداء بالتخوين وأسماء المثبطين المخذلين أو أي من يعارض أو حتى يشكك بالمقاومة.
واليوم وحلب تذبح ويساوى طولها بعرضها.. من يود أن يلتقط صورة إلى جوار السيد¿
أيهم سيدلف قوائم المخذلين¿
اليوم الشاطر حسن¡ لم يعد يبحث عن ست الحسن¡ فقد وجد ضالته¡ في وثن الفقيه الذي نصب هناك ليطوف حوله في مضمار يبدأ من قم¡ وينتهي على ضفاف الأبيض المتوسط¡ وسجد للصنم ثم عاد مهرولاً ليختطف الفينيقية الجميلة بيروت¡ ويحبسها في سرداب¡ مجاور لسرداب عجل الله فرجه.
الجوقة التي سبق وأن اصطفت خلفه¡ هي التي تبدو الآن الأعلى صوتاً والأكثر تحريضاً على خوض فتنة حرب الشام¡ مازالت المقاعد تشغلها نفس الوجوه¡ ومكبرات الصوت مختطفة لنفس الحناجر¡ لكن استبدلت من تود أن تشيطنهم¡ ومن تود أن ترصفهم على القوائم السوداء.
لماذا دائماً من يقود وجدان جماهير الشرق الأوسط الحزين أعلاهم صوتاً وأكثرهم جهلاً ودجلاً¿
عن ماذا ستكون خطبة السيد القادمة¿
هل سيصطف الجماهير خلف الشاشات يرقبون¿
وهل هناك حيز للتصوير إلى جوار السيد¿




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1555526)