المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوقت الوصمة



المراسل الإخباري
12-21-2016, 18:23
وقت الفراغ يقابل الوصمة في ثقافتنا, حيث يستجلب ذكره هدر الوقت, والتسكع. وظلت علاقتنا مع أوقات الفراغ تمتثل لبيت أبي العتاهية الشهير:
إن الشباب والفراغ والجدة ...
مفسدةٌ للمرء أي مفسدة
على حين يجعل الفيلسوف هوبز من وقت الفراغ أبا للفلسفة. وهو يعني أن الإنسان وصل إلى مرحلة من التحضر والاستقرار, استطاع عبرهما أن يحصل على وقت للتأمل والتفكير وممارسة الفلسفة. والإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 ينص على (إن لكل شخص حقاً في الراحة وأوقات الفراغ) هو فروع علم الاجتماع الحديثة Sociology of Leisure ويعتبر (علم اجتماع أوقات الفراغ), وفي الوقت الحاضر يزداد الاهتمام بوقت الفراغ بصورة لافتة, سواء للباحثين الاجتماعيين أو للمهتمين بتطوير سياسات الترويح, نظرا لارتباط وقت الفراغ بدرجة تعقد النظم الاجتماعية والثقافية وسرعة تغيرها.
ويشير د.محمد علي محمد, في كتابه وقت الفراغ /مبحث في علم الاجتماع إلى (انعكاس أوقات الفراغ على انتاجية القوى العاملة, وعلى نمط الطلب والاستهلاك, كما أنها مرتبطة بتطور المدن¡ والتحضر¡ والعمارة¡ والتخطيط العمراني¡ والحفاظ على البيئة, ومع العصر التقني الحديث يصبح قضية اجتماعية وسياسية, تدور حول اتجاهات التقدم الاجتماعي وآفاقه).
أيضا علم الاجتماع الفراغ¡ ينصب جل همه على دراسة كيفية استثمار أوقات الفراغ¡ والترويح المتيسر للأفراد والجماعات, والتكاليف والأرباح لمشروعات وبرامج الترويح التي تناسب المجتمع, لتحويل وقت الفراغ إلى استثمار تنموي على مستوى تنمية شخصية الأفراد , ودعم الاقتصاد المحلي.
وثقافة الترويح والترفية طارئة لدينا¡ يقذف بها إلى الهامش, وتمنح فتات الوقت والطاقات.
في ظل ثقافة محلية عاجزة عن استكناه دور الترفية في إعادة انتاج الطاقات الحيوية في أعماق الأفراد, فالترويح أثناء أوقات الفراغ يسهم في بناء الشخصية وتنميتها, ويغدو ضرورة في خلق نوع من التوازن الاجتماعي, والسيطرة على النزعات العنيفة المتطرفة الناتجة عن سوء استثمار الطاقات¡ وتبديدها في أنشطة مهلكة خطرة¡ أو غرائزية رخيصة يغيب عنها السمو بالذوق الجمالي¡ أو رهافة الحس الإبداعي.
ولعل علامات الاستفهام والفضول والدهشة التي رافقت تأسيس هيئة الترفية, توضح لنا بشكل جلي, كيف يتعامل الوعي الجمعي مع قضية الترويح في أوقات الفراغ.
ونظرا لغياب وتقاعس أقسام علم الاجتماع في الجامعات عن القيام ببحوث ودراسات جادة حول علم اجتماع الفراغ, وإبراز أهميته ودوره المركزي في صياغة التوجهات لاسيما لدى الشباب, فإن الذي استلم ملف أوقات الفراغ هم الوعاظ, فقاموا بحشوها بالمادة الوعظية المخيفة والمنفرة, والمضللة, التي جعلت من وقت الفراغ مأزقا اجتماعيا سواء بالنسبة للعائلة أو الدولة.
ولعل تلك الحملات المنظمة التي يقوم بها الوعاظ ضد كل منشط تثقيفي¡ أو ترفيهي¡ يرجع لقصور أكاديمي من المختصين من توفير دراسات وحلول علمية وعملية ناجعة, توضح أهمية استثمار وقت الفراغ , بشكل لائق ومدروس ومستجيب لطموحات المجتمع عموما¡ والشباب على وجه الخصوص.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1556696)