المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلامنا الإسلامي.. الإمكانيات والتحديات



المراسل الإخباري
12-25-2016, 04:18
لا يمكن أبداً¡ أن نتخيل أمة في العالم تقترب من الملياري شخص¡ وتكون بلا صوت واضح¡ أو منتشر على الأقل.
أمتنا الإسلامية¡ للأسف في هذا المأزق¡ مأزق التشتت¡ والانكسار¡ والتشرذم المخجل¡ في مواجهة تحديات تنهال عليها¡ وتمتد لتضرب قيم الدين الحنيف¡ وصورة دينها السمح بكل ضراوة.
ربما تكون المسؤولية الملقاة على عاتق منظمة التعاون الإسلامي¡ هي المرجوَّة بأقصى سرعة¡ وفي هذا التوقيت الذي تتعرض فيه الأمة الإسلامية لاختبار القوة¡ والإمكانيات والمواجهة العقلانية الراشدة¡ ليس لمجرد نفي الاتهامات الجائرة¡ وليس لمجرد تصحيح الصورة¡ ولكن أيضاً لإثبات الوجود الحقيقي¡ وليس العددي فقط.
من هنا¡ يمكن فهم معطيات أعمال الدورة الـ11 للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام¡ والذي احتضنته مدينة جدة¡ والتي نأمل أن تكون مخرجاتها فعلاً على قدر الحدث وجدول الأعمال¡ مع أنه برأيي ليست العبرة بمجرد المشروعات المتفق عليها¡ ولكن بآليات تنفيذها في أسرع وقت¡ وتطبيقها عملياً¡ خاصة وأن المحاور المعروضة تشكل نقطة تحول مهمة نحو تفعيل الصوت الإعلامي الإسلامي عالمياً.
ولا يمكن اختزال مهمة وزراء الإعلام في مجرد التعامل مع قضية الإرهاب الشائكة¡ أو ظاهرة الإسلاموفوبيا بعيداً عن معطيات الخطاب الإعلامي ذاته¡ والذي يحتاج إلى تنسيق وجهد كبيرين في ظرف حساس للغاية¡ يُحتم ضرورة تضافر الجهود من أجل عمل متناغم لا عزف فرديا¡ وكل يغني على ليلاه.
ولأن صورتنا كمسلمين في العالم متدهورة¡ لذا لا بد من البحث عن "صلاح الدين" إعلامي ينتشلنا بجرأة¡ ولا يهاب من الاعتراف بوجود أخطاء وربّما خطايا¡ ينبغي تجاوزها وإصلاحها¡ ولا ترتكز فقط على مجرد الدفاع¡ وإنما تقدم لنا نماذج وإضاءات بمختلف لغات العالم¡ تشرح حقيقة الدين¡ وتسعى لخلق شراكة فعلية مع الآخر غير المسلم¡ لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة بين البشر.
الحاجة تبدو ملحة جداً¡ لتبني مشروع إعلامي¡ إسلامي¡ متكامل¡ وفق استراتيجية شاملة¡ يعتمد كافة وسائل التبادل المعرفي دينياً¡ وثقافيا¡ وأخلاقيا¡ وإنساني¡ا ومعلوماتياً¡ يستغل إمكانيات دولنا وعالمنا الإسلامي¡ ويصهرها في بوتقة واحدة¡ تعتمد التنوع والإثراء¡ وفتح سبل تعاون مع كافة الجهات والوسائل بموضوعية ومهنية.
صوتنا العاقل ينبغي أن يصل للجميع¡ عبر خطاب متزن¡ وليس عبر تفجيرات¡ وإرهاب نحن ضحاياها أولاً¡ وندفع ثمنها بعد ذلك.
وقفة..
هذه السطور التي ذكرتها آنفاً أهديها لوزيرين شابين¡ هما كفاءتان سعوديتان سيشاركان في هذا المؤتمر معالي الدكتور محمد عبدالكريم العيسى¡ ومعالي الدكتور عادل الطريفي مع زملائهما خبراء الإعلام والوزراء المعنيين¡ وتعظيم سلام للجميع.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1557382)