المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتفالية مثل قوس قزح



المراسل الإخباري
12-25-2016, 04:18
مع ساعات الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الثامن عشر من هذا الشهر الميلادي احتفل عالمنا العربي بيوم اللغة العربية والذي حددته منظمة اليونسكو مثل كل لغات العالم بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي والعلمي لهذه اللغات والمؤكد أن المنظمة شاركتنا الاحتفال بقصيدة للشاعر الرائع جاسم الصحيح.
في عام 1973م تم اعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة, بعد هذا القرار عادت اللغة العربية لسباتها في المشهد العالمي, ولولا القرآن الكريم لانقرضت هذه اللغة.
مع الاحتفالية في الفضاء العربي والمحلي وجدنا أن الشعراء تغنوا بها ووصفوها كما يصف العاشق محبوبته.., أو كما تحب الأم مولودها, تزينت الصغيرات بحروف اسمهن على قميص مصنع في الصين بخطوط لطابعة مصنعة في كوريا وتباهت الكبيرات بعروض إلكترونية عن جمال اللغة العربية عبر أجهزة مصنوعة في اليابان..., أما الشعراء والأدباء فبعضهم اختلط عرضه بحسرة على اللغة العربية التي باتت لغة ضيقة بلا أفق وفي جواره آخر يشاركه الهم والتأييد بهزة رأس ثم (يس... يس) صدقت فيما قلت....¿¿ إحدى السيدات وإمعانا باحتفاليتها وحبها للغة العربية صنعت من حروف اللغة العربية طبق حلوى.
هذه وتلك وذاك وهؤلاء وهن احتفلوا بحب وصدق ونوايا طيبة ولكن سينتهي الأسبوع ونعود جميعنا لقواعدنا سالمين نمعن في استكمال مسيرتنا مع اللغة العربية حيث سيطرة اللهجات العامية في المشهد الإعلامي كما اخترقت وسائل التواصل الاجتماعي.. بكل أنواعها... والاجتهاد في تعلم اللغات الحية وخاصة الإنجليزية...
الاحتفالية بحد ذاتها جيدة وجميلة بل وتخلق حالة من الحب بين اللغة والأطفال والكبار, فحين تزهو الصغيرة باسمها على قميصها فإن في ذلك بناء لجسور الود بينهما وكذلك للشاب الذي استثمر المناسبة بتسويق مشروعه الصغير.
تلك الاحتفالية ستكون مثل قوس قزح جميلة ومثيرة للشجن ولكنها ستنتهي دون أن تترك بصمة في عمق مناطق القوة..., القوة التي تجعل من اللغة جزءا من تفاصيل يومنا وجزءا من مفردات لغات العالم.
اللغات لا تكون قوية وحية إلا بالعلم حيث يجذر لها في لغات العالم المعاصر ويجعل منها حاضرة على لسان الصغار والكبار المتعلمين والجهلة, الاختراعات الغربية جعلت لكثير من أسماء ابتكاراتهم جزءا من لغتنا, لم تفلح ترجمة الشاطر والمشطور والرائي والمسموع وبقيت الأسماء بقوتها تهيمن على مفرداتنا رغم اجتهادات المعربين, بل بات تعلم اللغة الإنجليزية غاية وهدفا لمن يريد النجاح والتميز في عمله.
احتفاليتنا باللغة العربية جزء من حالة التعلق بالتاريخ والموروث ورغبة في تأصيلها في المشهد العالمي, وهي رغبة مشروعة بل ومطلوبة ولكن دون ابتكارات ودون علم واختراعات لصالح الإنسانية لن تكون اللغة العربية حاضرة بقوة ولا مطلوبة بقوة في المحافل العلمية إلا بالعلم والابتكار.
خاصة وأن إبداعاتنا العالية في الإضافة للغات العالم للأسف توقفت عند مسمى القاعدة وداعش وهبوب التي راجت في الإعلام الغربي دلالة على الرياح القوية المتربة...., وحتى تهب هبوب على لغتنا باختراعات وابتكارات لصالح الإنسانية أبدعوا في الاحتفالية باللغة العربية لأن لصغارنا علينا حقَ الابتهاج.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1557390)