المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساهِمْ في إغلاق جمعية «المتشائمين»



المراسل الإخباري
12-26-2016, 12:21
جمعية المتشائمين مع أنها جمعية غير نظامية إلا أن فروعها في كل مكان ولها مسوّقون بارعون يوزعون شعاراتها السوداء في كل زاوية. ولذا علينا – حتى ننعم بالحياة وجمالها - أن نسهم في إغلاق فروع هذه الجمعية التي قد تتخذ مقرا في نفوسنا وفي أرواح من حولنا. ومن أفضل الوسائل لمحاصرة هذه الجمعية ونشاطاتها نشر الفأل وحسن الظن في كل شيء.
مشكلة المتشائم أنّه لا يرى في الليل إلا الظلام وحين تلفت نظره إلى النجوم المتلألئة تحدّثَ لك عن النيازك التي قد تسقط في أي لحظة. أمّا المتفائل فيرى الظلام الحالك في الليل كبطاقة الدعوة للشمس الشارقة ليوم جديد للعمل والأمل. والمتشائم لا يرى في ذاته حسنا بعد أن سيطر عليه وهم اضطهاد الناس له وأنّه يستحق وضعا أفضل وأن المتآمرين حرموه فرصا هو الوحيد المؤهل لها. وإذا قلت له إن وجهك اليوم صافيا تغيّر وجه وقال هذا يعني أن الشرايين لا تعمل بكفاءة وإن عكست كلامك وقلت ما شاء الله وجهك "مورّد" قال لك لا بد أن هناك خللا في وظائف ضخ القلب للدم إلى بقية الجسم. وحين (تعزمه) على وجبة لم يتعوّد عليها فتح (هاتفه) باحثا ومنقّبا ثم أخذ يعدّد لك وأنت تأكل مستمتعا حجم المضار المحتملة لهذا النوع من الطعام.
ومشكلة المتشائم أيضا أنه لا يقدم لك حلا لمشكلة قد يكون وحده من ابتدعها وإن وضع أمامك حلا يتيما استبقه بعشرات المحاذير دون توفير الخيارات البديلة. وإذا اقترحت عليه بعض الحلول ليخرج الموضوع من دوامته بادرك بالتحديات التي يسردها بتفنن ومهارة. أذكر أن أحد هؤلاء المتشائمين كان مضطرا للسفر إلى دولة خليجية مجاورة وسألني عن أفضل وسيلة للسفر فقلت له بالنسبة لي الأفضل هي السيارة فقال سبق وبحثت ووجدت أن الطريق إلى تلك الدولة يسجّل أكبر نسبة حوادث في الطرق البريّة. ابتسمت له وقلت إذا هي الطائرة فرد بسرعة: وماذا عن الحادثة الأخيرة في ذلك المطار. ولما كنت أعرف شخصية صاحبي أجبته: أمامك طريقان الأول: وهو القطار ولكن عليك أن تنتظر حتى يقر المشروع ثم ينفذ بيننا وبين هذه الدولة بعد عقود والثاني: أن تشتري من سوق "الجنادرية" "ذلولا" وتتوكّل على الله لإنجاز مهمتك.
والمشكلة الكارثية تأتي حين يتولّى أحد أعضاء جمعية المتشائمين أمرا من أمور الناس فإن كان قانونيّا فصّل نظاما معقّدا تحتاج معه إلى عشرات الفرق القانونية لوضع اللوائح التفسيرية له. وأذكر أني صارحت أحدهم مرّة فقال لي انصحني فقلت له المعادلة بسيطة ردّد كل صباح عبارة "هذا اليوم هو الأروع في حياتي" وستجد أن الله مع حسن ظنّك به.
قال ومضى:
المتفائل من يقرأ على ضوء الشمعة والمتشائم من ينشغل بسؤال متى يذوب شمعها.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1557884)