المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدارسنا الأهلية رهانٌ قد ينجح!



المراسل الإخباري
12-27-2016, 18:51
في الوقت الذي نرى فيه الكثير من أولياء الأمور يؤثرون المدارس الحكومية¡ على المدارس الأهلية في تعليم أبنائهم¡ وبناء مستقبلهم¡ لقلة ذات اليد أولاً¡ ولثقتهم كذلك في مخرجاتها إلى حدٍ ما¡ فإننا نجد في المقابل العديد من الآباء يفضلون المدارس الخاصة¡ أما لإنهم يُعدونها رافداً تربوياً¡ وتعليمياً¡ يسهم بشكل أكبر ببيئة أفضل في ايجاد مخرجات جيّدة¡ أما الآخرون فممّن تعثر ابنهم في المدرسة الحكومية¡ ونقلوه إلى المدرسة الأهلية¡ ليس لأنها ذات جودة¡ بل يغلب عليهم الظن بأن المبلغ الباهظ من المال الذي يدفع لهذه المدارس "الخاصة"¡ كفيل بأن ينقل الابن بسلاسة¡ ويسر¡ من مرحلة إلى أخرى!.
الصورة أعلاهº والتي تكونت لدى مجتمعنا عن المدارس الأهلية¡ ليست ضرباً من ضروب الخيال¡ بل هي حقيقية¡ تضم كذلك إلى أسعارها "المتزايدة"¡ وفي نفس المنعطف¡ لو اتجهت بوصلتنا نحو كثير من دول العالم المتقدم فيما يتعلق بالتعليم الخاص¡ أو الأهلي¡ لوجدنا أن "الجودة" تتربع بحذافيرها¡ على كل زوايا المبنى¡ والسقف¡ والجدران¡ فالمبنى "ذكيّ" يعج ثراءً بالمبادرات التي تقدم بقالب معرفي تربوي بحت¡ وبإشراف مختصين في علوم النفس¡ والتربية¡ ليس هذا فحسب¡ فالمعلم فيه متمكن ممتلئ علماً وتربية¡ يتعامل مع الطلاب وفق منهج قوي جداً¡ لكنه باحترافيته ومهاراته¡ وايقاد عادات العقل لدى الطالب¡ يبني جسورا بطرق سهلة¡ ومبتكرة¡ ليوصل المعلومات إلى المتعلم.
ولو تطرقنا إلى جانب من زيارة المسؤولين في وزاراتنا التعليمية¡ والمهتمين بالتربية والتعليم¡ ومن واقع خبرتنا في ماليزيا¡ وسنغافورة¡ وكوريا الجنوبية¡ واليابان¡ ـ والتي وصلت فيها نسبة المدارس الخاصة حوالي 55%_ وغيرهاº نجد أن المؤسسات في هذه البلدان¡ أتخذت أساليب في تقييم التعليم¡** للحصول على نتائج متقدمة¡ ومرضية في التصنيفات العالمية¡ وكذلك على الطرق المتبعة في تأليف المناهج¡ ومواكبتها للتطورات التعليمية¡ والتربوية العالمية الحديثة¡ ولذلك تجد أشهر جامعات العالم خاصة¡ وأشهر المدارس هي أهلية وخاصة كذلك.
الجو في المدارس الأهلية في البلدان التي ذكرناها على سبيل المثال¡ مرتبط تماماً بالنظام التربوي "الحديث"¡ والمهتم بصورة فعّالة بإكساب المهارات¡ وتعزيز القدرات الأساسية¡ ويهتم بالتطوير النوعي للتربية العلمية¡ ويضع الثقافة الحديثة المتطورة نصب عينيه¡ وهو يشارك بدور كبير في عمليات التنمية¡ من خلال بناء الإنسان الواعي المبدع¡ والملتزم بالعمل¡ والأخلاق¡ مفعم بالحيوية بأنشطة خارج المنهج¡ والتواصل اليومي مع أسرة الطالب¡ واطلاعها على كل صغيرة¡ وكبيرة باجتماعات دورية¡ احتفاء بانجازات طلابهم¡ وحلاً لمشكلاتهم¡ وغرس ثقافة العمل التطوعي مساهمة في صياغة قصص نجاحهم وحياتهم.
المدارس الخاصة أو "التعليم الأهلي" لدينا¡ بحاجة الى تقويم ودراسة شاملة وموضوعية من قبل الجهات ذات العلاقة¡ وتتفق مع رؤية المملكة الحديثة وتحولاتها¡ وبإصلاحات لايكون فيها مجاملة.
وفي آخر منعطف ومن وجهة نظري¡ أن إصلاح وتطوير التعليم الأهلي¡ هو "أسهل" كثيراً كثيراً من التعليم العامº فالحلول كثيرة¡ ولن يعجز عنها القائمون على المدارس الأهلية¡ وأرباب الفكر التربوي في وطني¡ لتكون رهاناً قد ينجحº فلو صلح تعليمنا الأهلي¡ لامتد بمستقبل تعليمنا العام¡ وثرواتنا من الأجيال القادمة.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1558250)