المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت شجاع..¿



المراسل الإخباري
12-27-2016, 18:51
لو سألت أي طفل هل أنت شجاع لقال لك نعم, بل وأكد ذلك الحق ببعض الحركات التي تكشف عن قوة عضلاته مع بعض التواءات جسدية تؤكد أنه يجيد فنون القتال وفق الفن الياباني..., أما لو سألت كبيرا فعليك أن تهيئ نفسك لجلسة طويلة وصبر أطول حيث استعراض مواقع شجاعته في بيته وعمله والطريق والمطار وربما في حديقة الهايدبارك..., بعضهم سيؤكد لزملائه أن زوجته لا تستطيع النوم قبل دخوله المنزل خشية أن يكون راغبا بالعشاء أو الحب سواء حضر الساعة العاشرة أو الرابعة فجرا فهي لا تحتمل غضبه, أما في العمل فعليك أن تنتظر من الكبار سماع المعلقات, فهم من أنقذ المدير قبل وقوعه في الخطأ, بل إن انطلاق مؤسستهم الحكومية التي يعملون فيها ومنها يعتاشون لم تكن لتستمر بنفس القوة والتقدم إلا لشجاعتهم في مواجهة رئيسهم المباشر حيث كان لشجاعتهم الأدبية في مواجهته بقوة وإخلاص ووضوح دور كبير في تراجعه عن بعض قراراته التي ستعيق انطلاقة قسمهم, خاصة وأن مؤسستهم الحكومية تعيش حراكا قويا وتغييرات تستهدف سرعة التغير والتطوير.
الطريف أن شجاعة أحدهم بلغت السماء وهو يصف تأثيره على صانع القهوة والشاي في قسمه وكيف أنه ساهم في تغيير طريقة إعداد الشاي والقهوة وحين تؤكد له أن ذلك ليس شجاعة بل هو مزاج ومذاق, حينها يضع ساقا على أخرى ويؤكد لك بثقة أجل أنت ما تفهم في البيروقراطية الحكومية.
أجملهم ذلك الذي يتحدث عن شجاعته بقمة السخرية حيث يؤكد لك أن أقواها انصرافه قبل الموعد الرسمي بعد أن يكمل دورة عطاس مفتعل ويحمر أنفه فيعطيه رئيسه إذن الخروج بطيب خاطر فيخرج مباشرة للثمامة لممارسة هواية التطعيس مع شقيق الرئيس الذي يعزز للصديق دوما في الجلسات العائلية أنه مسكين مصاب بحساسية متعبة...¿
وللنساء شجاعتهن فهي تؤكد أن زوجها لا يستطيع السفر إلا بموافقتها ورضاها وكذلك زيارة والديه..., أما في عملها فهنا حالة أخرى لا يماثلها شيء عند الرجال, فهي الوحيدة التي تعمل وهي التي تتحمل مواجهة المديرة وتحمل ظلمها لها لأنها لا تصبر على الظلم وإن كان لا يمسها مباشرة ولكنها إنسانة صاحبة مبدأ فهي لا يرضيها هضم حقوق زميلاتها حتى وإن كن غير موجودات فالعدل أساس النجاح, وحين تواجهها ولكنك لا تتوقفين عن (حشة) زميلاتك بكل الطرق ترد عليك بثقة لا أنا فقط أضع النقاط على الحروف وأقول كلمة الحق التي لا يملك الكثير قولها, أن تعتبروه حشاً فهذا شأنكم أما أنا فأراه شجاعة في الرأي وتقييما وتقويما..¿
أما الشجاعة في تاريخنا العربي فهي بين هذا وذاك فهي تارة انقضاض فارس على قطيع غيره وتارة دفاع فارس عن عرض أخيه قبل نفسه..., هي مفهوم يتداخل مع القيم النبيلة, ويمتزج مع مفاصل اقتصاديات الحياة والترحال ويظل حلما دائما على مر الأجيال يسعى له الجميع ويجيده فقط النبلاء ممن يؤمنون أن الشجاعة ليست خصومة وليست عداء بل هي أداة بناء وإحقاق حق له أو لغيره.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1558256)