المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروعية البهجة والفرح



المراسل الإخباري
12-29-2016, 15:46
نظمت هيئة الترفية مطلع الأسبوع عدداً من ورش العمل , محاولة منها عبر العصف الذهني¡ أن تستطلع الآراء حول التوقعات التي ينتظرها المجتمع من هذه الهيئة الوليدة¡ ,الظريفة , والذكية أيضا التي سعت إلى وضع قواعدها¡ وأسسها عبر التناغم والانسجام مع محيطها¡ وعمقها الاجتماعي.
مع الأسف حال حائل دون استطاعتي تلبية دعوة المشاركة, فلعلي أدون هنا بضعة نقاط كنت قد جهزتها, بقدر ما تتيح لي مساحة المقال .
فهذا الزخم والحيوية التي تبدأ به هيئة الترفية خطواتها الأولى في مدننا, هو طريقها ضد الصعوبات¡ والسدود¡ ومزاج عام لم ينسجم تماما مع مشروعية البهجة¡ والفرح .
تداولت الأسبوع الماضي وسائل التواصل الاجتماعي, قائمة رُصد فيها أسعار المقاعد في المطاعم التي تحيط بساحة احتفالات رأس السنة في مدينة خليجية, وكانت أسعارا باهظة, تفوق تلك المطاعم التي في التايم سكوير في نيويورك¡ أو الشانزلزيه في باريس, أو البيكاديلي بلندن!!
بالطبع نعلم بأن من سيحتل تلك المقاعد¡ ويكتسحها¡ في غالبيتهم من مواطنينا المتعطشين لأجواء الفرح الاحتفالية, ولأن زيارتهم خاطفة وأوقاتهم محدودة , سيتغاضون عن الاستغلال الفج الذي تقوم به المدن ضدهم, تماما كما كان في بيروت يوم ما, ثمن مقعد على قهوة تطل على الروشة 200 دولار, دون طلبات !!وكان غالبية الرواد من قومنا, يتأملون البحر, ويتلصصون على بعضهم البعض, ويتغاضون على استغلال مستفز ضد محافظهم.
لذا هيئة الترفية, ومع شعار أن تصل متأخرا¡ خير من أن لاتصل أبدا, ينتظرها قائمة كبرى من التوقعات, ليس فقط من جماهيرها, بل أيضا من اقتصاد محلي يعاني نزفا خارجيا هائلا¡ عبر ميزانية الترفية العائلي.
-ولابد أن يكون هناك فصل وفرز بين أنشطتها, وأنشطة وزارة الثقافة, فعلى حين أن أنشطة الثقافة نخبوية, وجماهيرها على الغالب محدودة, فجماهير هيئة الترفية كبيرة وشاسعة وشعبوية .
وإن كانت نسبة من هم دون 24 عاما تمثل أغلبية في مجتمعنا الفتي, فتلك الفئة مع انفتاحها على العالم الخارجي والافتراضي, ارتفع سقف متطلباتها, لم يعد يشدها ويجذبها الحلول المقصقصة, والتوافقية والمذعورة, وتلك التي تقدم رجلا وتؤخر أخرى .
لم تعد تستطيب ترفيه (زولية وزمزمية شاي ) يحفها غبار الدرجات النيرانية في الثمامة.
-شريحة الشباب المستهدفة¡ هي مصدر قوة الهيئة وعمقها الاجتماعي, وهي التي ستصنع لها قنوات اجتماعية متعددة, تستطيع من خلالها تحقيق أهدافها التي تسعى لها, وتسهل دربها أمام من اعتاد العويل والتهويل...لأنها ستجدهم بعد حين يصطفون مع أبنائهم في مقاعد الصف الأول للأنشطة الترفيهية.
هيئة الترفية تغرس شتلاتها بحقل بكر¡ وغير مطروق, ولكنه أيضا خصب وواعد وسيستجيب سريعا لتوقعات جماهيره الشاسعة.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1558526)