المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيري لافروف



المراسل الإخباري
12-29-2016, 15:46
اليوم ليس العرب في العراق وسورية من يقاتل بعضهم¡ بل الروس والإيرانيون إلى جانب بعض المجموعات الطائفية¡ فالتدمير والتنكيل¡ والذبح والسحق والتهجير للعرب من ديارهم على أيدي الروس والفرس¡ والتفاخر بذلك¡ والعرب مكتوفو الأيدي أمام ما يحدث¡ ووزيرا الخارجية (الأميركي/ الروسي) هما من يتحرك ويصرح¡ ويحدد الكيفية التي ستكون عليها الحلول¡ في مؤتمرات ومقابلات من مكان إلى مكان¡ والتصاريح ضبابية لا يفهم منها أي بادرة للحل¡ وإنما وعود وتصاريح يناقض بعضها بعضا¡ والأراضي العربية في سورية والعراق تحرق بنيران الفرس والروس¡ ومن يتعاون معهم من أزلام مستأجرين على حسب الهوية والطائفة¡ ولم تسلم ليبيا واليمن من المخدوعين والمجندين للفتن من المرتزقة الممولين من الفرس الحاقدين على العرب منذ قرون الذين وجدوا الفرصة مواتية لممارسة التدخل للتشتيت والتفتيت لكون العرب في تخبط وتفكك وعدم ترابط¡ فالجامعة العربية اسم فقط¡ وما تفعله لا صدى له وليس له أي تأثير¡ فالقوى الكبيرة هي التي تقرر وتحدد¡ ولكن لا شيء يلوح في الأفق يبشر بحل وإخماد الفتنة¡ بل ما يحدث هو ما يزيد الحرب اشتعالا بالأسلحة المهربة التي يتغافل عنها لكي تصل إلى مناطق يراد أن يشتد أوار ولهيب الفتنة فيها¡ فقد مرت سنوات ومجلس الأمن والأمم المتحدة يناقشان ويعقدان الجلسات¡ ويرسلان المندوبين¡ وحق النقض جاهز لأي طرف لكي تبدأ العملية من جديد¡ والعرب في هذه الحالة الراهنة ينطبق عليهم قول الشاعر يوسف الخطيب:
أكاد أومن من شك ومن عجب
هذي الملايين ليست أمة العرب
القضية الفلسطنية أم القضايا العربية يعمل عليها منفردة من كان السبب في خلقها وعلى المقاييس التي يرون¡ والعراق¡ وسورية¡ وليبيا¡ ولبنان¡ تقولب كما يراد لها من أعداء العرب¡ واليمن تمد بالصورايخ والأسلحة وتزود بالمرتزقة من قبل إيران ومن يساندها في محاولة يائسة لتمكين الحوثيين من أن يسيطروا على كامل أراضيها¡ ولكن اليقظة والحزم¡ والأمل من المملكة ودول التحالف كانت في المواجهة¡ حيث جعلت الشرعية هي الأساس الذي يجب بدعمه أن تسود¡ ففي المحادثات مدعومة بالأفعال والأقوال¡ والتصدي بما يتناسب مع الموقف¡ تمكنت الشرعية من استرداد الكثير من المدن والمواقع الإستراتيجية¡ وبسطت نفوذها¡ وهي تتقدم بجيشها ومؤازرة قوات التحالف¡ وبتفهم بعضهم لأساس المشكلة¡ ولكن هناك من يقف في مواجهة الحلول السليمة باختلاق المنغصات لكونها كشفت ألاعيبه¡ وأخرجته عاريا أمام الجميع بأفعاله التي تهدم ولا تبني¡ وتخدم التشرذم والتشظي لكي يكون له موضع قدم في المنطقة¡ والتصريحات الأخيرة بعد مأساة حلب التي جاءت على لسان الرئيس الروسي أن عملية حلب تمت بفعل ثلاثي (روسي¡ إيراني¡ تركي) تدل على أن مؤمرات وليس مؤامرة واحدة تحاك ضد الشعوب العربية من أعداء العرب تعيد للأذهان (سايكس بيكو)¡ وإلا ما معنى هذا التصريح¡ وما معنى عدم التعليق عليه من الدول الكبرى التي تدعي بأنها تخدم الإنسان وحقوقه¡ فأي حقوق وأهل حلب يحرقون وتهدم منازلهم ويهجرون¡ ويحل مكانهم المرتزقة والأعداء الذين جاؤوا يستعرضون على أنقاض المدينة التاريخية التي كانت لها الصولة والتحكم في المنطقة بأسرها¡ ومن يتنمر اليوم على أرضها كان خاضعا لا يحرك ساكنا إذ ينفذ ما يؤمر به في خضوع.
العرب اليوم بحاجة إلى محاكاة التاريخ¡ وتقدير الأفعال التي كانت¡ ولو ببعض ما كان¡ فعدوك لن يكون صديقك¡ وخير دليل ما تنعم به دول مجلس التعاون الخليجي التي تلاحمت ووحدت صفوفها في مواجهة المؤمرات والدسائس¡ فصارت صفاً واحداً تعمل وتبني وتتصدى للأعداء¡ وتتحرك بكل جهد من أجل الإنسان وحفظ حقوقه كمبدأ أساس.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1558516)