المراسل الإخباري
12-30-2016, 22:44
http://www.alriyadh.com/media/cache/77/b6/77b6ece8db047c581021f284e7e4e124.jpgمنذ ظهور المدرسة الكلاسيكية الحديثة بدأت الجماعات الفنية نشاطها الذي كان يركز على خدمة التراث والمثالية والسعي الحثيث لفهم الجمال وتحقيق قيمه ومفاهيمه في الأعمال الفنية¡ ومع الزمن استمر تشكيل الجماعات الفنية المختلفة كالرومانسية¡ الواقعية¡ التأثيرية¡ السريالية... إلى آخر ما توصلت إليه جماعات الفن المعاصر على مستوى العالم وبالذات في أميركا وأوروبا¡ فكل الجماعات الفنية تشكلت على أسس فلسفية أو اجتماعية أو سياسية أو رؤى فنية مختلفة وانتشرت إلى أن أصبحت كمدارس فنية لها تلامذة وأتباع لسنين طويلة¡ فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وقدرة الجماعة في الفاعلية والتأثير تفوق قدرة الفرد الواحد.
تركز هذه المقالة على الجماعات الفنية في المملكة التي شهدت مجموعة غير قليلة من الجماعات الفنية بدأت بجماعة المدينة التشكيلية عام 1401هـ وحتى جماعتي اوكسجين وأجنحة عربية 2007م وتكتلات أتت بعدها¡ وتشترك جميعها بقاسم مشترك وهو سرعة التشكيل بدون أسس فلسفية ولا بيان ولا رؤية وأهداف واضحة وأحيانا تكون غير منسجمة ولا متناغمة فيما بينها¡ وبعضها تكون على أساس التعاون في دفع تكاليف المعرض "القَطّة" ونشر الدعوات والتغطية الإعلامية¡ ويظهر ذلك جليا في إنتاجهم الفني الذي يتسم بعدم التجانس¡ وكل الجماعات الفنية هنا ذبلت واضمحلت بنفس سرعة تكونها ولم يكن لها تأثير يذكر¡ على سبيل المثال جماعة الفن المعاصر أنشئت في ظروف غامضة عام 1426هـ وأقامت معرضا واحدا في مطعم واندثرت فورا رغم أنها تضم أسماء لعمالقة في الفن السعودي. وينطبق هذا بكل أسف على الجماعات الفنية التي تكونت بشكل مؤسسي منظم¡ حيث قضى مؤسسوها ساعات كثيرة في اجتماعات مطولة لرسم أهدافها وشعارها مثل الجمعية السعودية للخط العربي¡ الجمعية السعودية للتربية الفنية والجمعية السعودية للفنون التشكيلية والقائمة تتحمل المزيد. وعند البحث في أسباب عدم نجاح هذه الجماعات وعدم استمراريتها علاوة على ما ذكر أعلاه¡ تعود الأسباب في تصوري إلى اعتماد الفنان السعودي على العمل بشكل فردي¡ حيث انه لا يفضّل العمل على أساس الفريق الواحد أو تحت إدارة الغير ليستفيد غيره من مجهوده¡ أضف إلى ذلك يفضل الفنانون رعاية الدولة لأعمالهم وانجازاتهم ولا يضيرهم أن يجيّروا نجاحاتهم إليها¡ فهم في الحقيقة كأفراد خامات ممتازة ما أجملها لو نسجت في قطعة واحدة تكسو جسما واحدا يتحرك صعودا بثبات ليحقق أهدافا نافعة مجتمعيا¡ ولنا تجارب جماعية معقولة النجاح كجمعية المهندسين والاقتصاديين والتربويين.
في هذا السياق نجحت بعض المعارض الفنية التي تكونت كثنائيات بين فنانين تشكيليين منسجمين فنيا وفكريا كما نجحت ثلاثيات ورباعيات وبعض المعارض الجماعية التي تأسست على أن تكون مستمرة بشكل سنوي¡ ففي الحقيقة لعبت "الشللية" دورا حقيقاً في نجاح هذه المعارض وضمان تواصلها وتألقها. وان أردنا تكوين جماعات فنية هناك عدة اقتراحات منها إنشاء مقهى للفنانين والمثقفين في كل المناطق السعودية وعمل برامج مدروسة مثل الملتقيات التشكيلية والندوات والمحاضرات والمناقشات وورش العمل الدورية التي تعقد بشكل أسبوعي أو شهري لضمان تلاقي الفنانين بشكل دائم وتلاقح أفكارهم وتبادل خبراتهم وإيجاد قواسم مشتركة فيما بينهم تعمل كأرضية خصبة لتشكيل جماعات فنية قد يكون لها دور وتأثير كبير في المستقبل وتكون المملكة رائدة في ذلك.
فنان وناقد فني
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1559097)
تركز هذه المقالة على الجماعات الفنية في المملكة التي شهدت مجموعة غير قليلة من الجماعات الفنية بدأت بجماعة المدينة التشكيلية عام 1401هـ وحتى جماعتي اوكسجين وأجنحة عربية 2007م وتكتلات أتت بعدها¡ وتشترك جميعها بقاسم مشترك وهو سرعة التشكيل بدون أسس فلسفية ولا بيان ولا رؤية وأهداف واضحة وأحيانا تكون غير منسجمة ولا متناغمة فيما بينها¡ وبعضها تكون على أساس التعاون في دفع تكاليف المعرض "القَطّة" ونشر الدعوات والتغطية الإعلامية¡ ويظهر ذلك جليا في إنتاجهم الفني الذي يتسم بعدم التجانس¡ وكل الجماعات الفنية هنا ذبلت واضمحلت بنفس سرعة تكونها ولم يكن لها تأثير يذكر¡ على سبيل المثال جماعة الفن المعاصر أنشئت في ظروف غامضة عام 1426هـ وأقامت معرضا واحدا في مطعم واندثرت فورا رغم أنها تضم أسماء لعمالقة في الفن السعودي. وينطبق هذا بكل أسف على الجماعات الفنية التي تكونت بشكل مؤسسي منظم¡ حيث قضى مؤسسوها ساعات كثيرة في اجتماعات مطولة لرسم أهدافها وشعارها مثل الجمعية السعودية للخط العربي¡ الجمعية السعودية للتربية الفنية والجمعية السعودية للفنون التشكيلية والقائمة تتحمل المزيد. وعند البحث في أسباب عدم نجاح هذه الجماعات وعدم استمراريتها علاوة على ما ذكر أعلاه¡ تعود الأسباب في تصوري إلى اعتماد الفنان السعودي على العمل بشكل فردي¡ حيث انه لا يفضّل العمل على أساس الفريق الواحد أو تحت إدارة الغير ليستفيد غيره من مجهوده¡ أضف إلى ذلك يفضل الفنانون رعاية الدولة لأعمالهم وانجازاتهم ولا يضيرهم أن يجيّروا نجاحاتهم إليها¡ فهم في الحقيقة كأفراد خامات ممتازة ما أجملها لو نسجت في قطعة واحدة تكسو جسما واحدا يتحرك صعودا بثبات ليحقق أهدافا نافعة مجتمعيا¡ ولنا تجارب جماعية معقولة النجاح كجمعية المهندسين والاقتصاديين والتربويين.
في هذا السياق نجحت بعض المعارض الفنية التي تكونت كثنائيات بين فنانين تشكيليين منسجمين فنيا وفكريا كما نجحت ثلاثيات ورباعيات وبعض المعارض الجماعية التي تأسست على أن تكون مستمرة بشكل سنوي¡ ففي الحقيقة لعبت "الشللية" دورا حقيقاً في نجاح هذه المعارض وضمان تواصلها وتألقها. وان أردنا تكوين جماعات فنية هناك عدة اقتراحات منها إنشاء مقهى للفنانين والمثقفين في كل المناطق السعودية وعمل برامج مدروسة مثل الملتقيات التشكيلية والندوات والمحاضرات والمناقشات وورش العمل الدورية التي تعقد بشكل أسبوعي أو شهري لضمان تلاقي الفنانين بشكل دائم وتلاقح أفكارهم وتبادل خبراتهم وإيجاد قواسم مشتركة فيما بينهم تعمل كأرضية خصبة لتشكيل جماعات فنية قد يكون لها دور وتأثير كبير في المستقبل وتكون المملكة رائدة في ذلك.
فنان وناقد فني
إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1559097)