المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنعم الله عليكم



المراسل الإخباري
01-01-2017, 16:27
يتحدث من عايشوا عصر الندرة والقلة في نجد¡ فيما له صلة بايلام¡ أو "عزيمة"¡ أو تناول وجبة عند كريم يُحب إطعام الطعام على حبّه.. والحقيقة أنها¡ أي العادة¡ لا تُمثّل العرف الملزم¡ لكنه خلق كريم.
فعند حضور ضيف للبلدة¡ يعمد الموسرون إلى دعوته لتناول وجبة العشاء¡ وعادة تبدأ بأمير البلدة¡ يتلوه الراغبون في إظهار وجاهة الكرم في مدينتهم.
تُعد السُّفرة المدوّرة وعليها من أطايب الطعام¡ من إعداد أهل المنزل المتصف بالذوق والنظافة والكرم. هذا شيء معروف¡ لا أراني بحاجة إلى ذكره. لكن اللافت هو أن يتقدم للوليمة المدعوون من الضيوف أولا¡ ويقف خلفهم رجال من أهل البيت¡ أو من الخدم¡ يمسكون بمراوح خوص صيغ جيدا¡ وبحرفية من سعف النخيل. ومُخصص للـ "هف"على الجالسين. وفي الجانب الآخر من "المقلّط" تقف سواعد شابة مهمتهم رفع حوض الماء للتغسيل¡ وبجانبه شاب أو أكثر يحمل إبريقا مملوءا بالماء¡ ويليه شاب يحمل صحنا فيه من الصابون ما يكفي¡ خطوتان بعد ذلك يجد الضيف نفسه أمام من يحملون المناشف النظيفة.. كل هذا وأكثر لجعل القادم أو الضيف يشعر بقيمته الاجتماعية أو العلمية. ويسم الصورة البراقة للبلد وأهله.
دعونا من هذا¡ فالسفرة "يقلط" عليها ثلاث أو أربع مجموعات بالتتالي¡ منهم من كان يخدم بالماء والمناشف والصابون¡ ومنهم من الجوار أصر صاحب الدعوة على حضورهم وتناول العشاء¡ في زمن كانت الحاجة إلى العشاء قائمة.
الشاهد أن الدفعة الأخيرة لا تُبقي على شيء من أصناف الطعام¡ مما ينفي صفة التبذير قديما. وأيضا يضفي الموضوع البهجة على صاحب المنزل (الداعي) بأن ذكر الجوار وجماعة المسجد¡ وجعل الضيف يُدرك كيف يكون التلاحم.
أيام رواج الاشتراكية في العالم العربي¡ سأل رجل: هالحين الاشتراكية وش هي¿ قالوا له أن يشترك المحتاج معك طعامك وشرابك ما أمكن¡ وألا يُرمى شيء من الطعام وفي الحيّ محتاج.
قال السائل: أجل حنا مطبقين الاشتراكية وحنّا ما ندري¡ ولا درسناها!




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1559528)