المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَن أدام قرع الباب ولج



المراسل الإخباري
01-01-2017, 16:27
أستطيع أن أدخل على قوقل وأطلب معلومات عن عدد العمال غير السعوديين في المملكة وعدد الفيز التي صدرت في 2016 وأطلب من قوقل عدد محطات البنزين وعدد البقالات والورش وعدد المخابز ومطاعم الفول¡ وأطلب من قوقل أيضا مقدار الأموال التي تم تحويلها هذا العام إلى خارج المملكة.. أستمر في ذلك ما شاء لي بحثي أن يكون¡ كل شيء متاح في قوقل.. بعد أن أجمع ما أجمعه من معلومات تصبح الدراسة جاهزة.. لا ينقصني سوى أن أضعها في صفصفة وتبويب وألوان على شرائح الباوربوينت¡ ولن أنسى أثناء تصميم الشرائح أن يكون اسمي بلون مميز مسجلا في أقصى اليمين على كل شريحة¡ أضع هذه الدراسة في موقعي على النت وأشير إليها في تغريداتي وتعليقاتي على الفيس بوك ومن خلال إطلالاتي المتواصلة على السناب.
ليس بالضرورة أن تطلع عليها كل الجماهير يكفي أن يصل إلى روع الناس حقيقة واحدة تؤكد أني متخصص وصاحب دراسات وأعتمد على الأرقام وإذا قدر لأحد أن يطلع عليها يتوجب عليه أن ينبهر¡ ومن لا يريد أن ينبهر فهذه الدراسة ليست موجهة له¡ لا أحد يستطيع أن يفند دراساتي هذه¡ قارئها إما أن يكون أكاديميا حقيقيا وهذا لن يضيع وقته في الجدل معي أو أن يكون زميلا منافسا سيعتمد انبهاره على كمية جهله¡ لا مانع أن يقتبس منها شريطة أن يشير إلى المصدر.
نتائج دراستي ستكون مبنية على مزاج الجمهور¡ إذا كان مزاج الجمهور قلقاً ويشتكي من ازدحام المرور أوزع اللوم على التخطيط والمرور والبلدية وشركات السيارات وسائقي الليموزين¡ وأؤكد في كل شريحة أن من الخطأ تحميل المواطن مشاكل المرور¡ وإذا كان مزاج الجمهور غاضبا على الإسكان ستكون وزارة الإسكان هدفي وأقدم في ثنايا البحث مشروعا إسكانيا متكاملا¡ تصاميمه شبيهة بتصاميم البيوت المحفة بشواطئ كاليفورنيا وأقرر في الشريحة الأخيرة أن هذا أقل ما يستحقه المواطن من وطنه.. وفي دراسة أخرى أقارب الرواتب وأحلل علاقتها بالأسعار وفي دراسة ثالثة ألامس هموم المتقاعدين الذين أفنوا عمرهم في خدمة الوطن¡ ولن أنسى العوانس في دراسة خاصة.
هكذا سأمضي من دراسة إلى أخرى مصحوبا بضجيجي على وسائل التواصل الاجتماعية فتقتحم آرائي وأفكاري الوطنية مجموعات الواتس أب ثم تتلقفني البرامج الحوارية النارية وأنتهي بأن أصبح حديث المجالس ومصدر استشهاداتها¡ وأخيرا وكالعادة تنصبني الجماهير نصيرها ووكيلها¡ عندئذ أكون طرقت الباب ومَن أدام قرع الباب ولج.




إضغط هنا لقراءة المزيد... (http://www.alriyadh.com/1559530)